الاستعلاء والغطرسة والغرور والتكبر والتعالي والخيلاء والزهو سمة سيئة، وسقوط أخلاقي ذميم، وآفة خطيرة، وغباء غليظ، تؤدي بصاحبها نحو القاع والمستنقع والهاوية، وتنم عن قساوة قلب، ورمادية روح، إنها جرائم أخلاقية لا تُغتفر، وسلوك مقيت، لا يتصف بها سوى أصحاب النفوس الهشة، والهمم الرخوة، والمالكون للأضغان والأحقاد. إن الإنسان القاصر هو من يلجأ لهذه الأعمال السوداء، إن مشى بعلو، وإن تكلم بتبختر، لا ينصف ولا يقول الحق، يذل من ذوات الآخرين، ويترفع عن قبول البيان الصحيح. إن صاحب هذه الصفات السيئة مذموم عند الله جل في علاه وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، وقال تعالى: {لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر)، وقال صلى الله عليه وسلم ( يحشر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذر). إن جحيم الاستعلاء والتكبر يضر بصاحبه قبل أن يضر غيره، ويؤدي بالآخرين من النفور منه والهروب عنه. إن إبليس الرجيم عندما تكبر وطغى أسقطه الله وأذله، وتوعده بنار تلظى، لا يصلاها إلا هو ومن هو على شاكلته، وحتى فرعون عندما استكبر وتمادى وطغى ومنح نفسه ألقاباً ومسميات أغرقه الله ولم ينفعه جبروته وغطرسته وصلفه وسلطانه. إن من تلبس بلبوس الكبر، وتحدث بلغة الاستعلاء، وتشدق بنبرات الكبرياء، يعد معادياً للإنسانية والحق والحياة. إن ديننا الإسلامي عظيم وقويم، شامل وكامل، وتعاليمه واضحة ونقية. والمسلم لا ينطق إلا بالسلامة والسلام، قوله صادق، ونيته صافية، لا يتكبر ولا يتعالى، ولا يتصف بالصلف، ولا يرى نفسه خيرًا من الآخرين. اللهم اجعلنا بفضلك ومنك وجودك وكرمك هداةً مهتدين غير ضالِّين ولا مضلِّين.
مشاركة :