أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، أن محاربة الإرهاب ومكافحته من الواجبات التي يفرضها الدين الإسلامي، حاثّة دول العالم الإسلامي على المسارعة إلى الانضمام لهذا التحالف، ومشددة على أنه بات يشكل خطرًا يهدد شعوبه ودوله باستقرارها ومكتسباتها. إلى ذلك، أوضح الشيخ الدكتور صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحالف الذي أعلنت عنه السعودية، أول من أمس، يؤكد أن أهدافه محاربة المفسدين ومكافحة آفة الإرهاب، وأن فيه صيانة للأمة الإسلامية وأمنها واستقرارها، ولمتطلبات البلاد وكف للأعداء والمتربصين». وأضاف: «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يحقق بعض المكاسب منها ردع للظلم، ويعمل على توفير الأمن والاستقرار للعالم الإسلام». وأشار عضو هيئة كبار العلماء في السعودية إلى أن التحالف الإسلامي من أهدافه تحقيق الأمن والاستقرار، مشددًا على أهمية أن يكون التحالف الإسلامي تحت الشريعة الإسلامية وتحت نظر الولاية والشريعة، وهو ما أكده البيان الذي أصدر. ودعا الشيخ صالح الفوزان الدول الإسلامية إلى أن تنضم إلى التحالف لحماية مصالحها، مبينًا أن تحالف الدول يشكل القوة لحماية مصالحها. وأكد الفوزان، أن من بين مصالح تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب تصحيح صورة الدين الإسلامي، ونفي ما ألصق بالمسلمين من الإرهاب، كما يدحض الاتهامات والإشاعات التي تلصق بالإسلام. وبالعودة إلى البيان الذي أصدرته هيئة كبار العلماء، فقد أكدت أن «محاربة الإرهاب ومكافحته من أوجب الواجبات التي يفرضها الدين الإسلامي، وهو واجب الوقت الذي ينبغي للعالم الإسلامي أجمع أن يتنادى إليه ويتعاون عليه»، داعية إلى «مسارعة دول العالم الإسلامي بالانضمام إلى هذا التحالف؛ الذي هو انطلاقة جديدة تتبنى روح الريادة والمبادرة والمسؤولية». من جانب آخر، اعتبر الشيخ الدكتور قيس المبارك، عضو هيئة كبار العلماء، أن توافق الدول الإسلامية وتحالفها «عملٌ مشروع وواجب»، مبينًا أن «التحالف يأتي للوقوف أمام ما يقوم به أفراد وجماعاتٌ من تشويه لحقائق الإسلام وقِيَمه العليا، ومن سفكٍ للدماء، وقتلٍ للأبرياء، فهو تحالفٌ في مواجهة المخاطر التي تحيط ببلاد المسلمين». وشدد المبارك على أن «التحالف لا يعتبر فيه اعتداءٌ على أحد»، داعيًا الله عز وجل أن «يؤدي هذا التحالف إلى مزيدٍ من التآخي والتآلف بين الدول الإسلامية». من جهته، أوضح عازب آل مسبل، عضو لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية في مجلس الشورى السعودي، أن «التحالف الإسلامي العسكري الجديد يقوم على محاربة الإرهاب، ويدل على مكانة السعودية التي تحظى بها انطلاقًا من الثوابت التي تستند إليها»، مبينًا أن «السعودية أثبتت للعالم وقوفها بوجه الإرهاب على مدى سنوات طويلة منذ أن بدأ بالظهور». وبين آل مسبل لـ«الشرق الأوسط»، أن «موقف السعودية كان واضحًا للجميع وسعت بكل جهدها إلى محاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، كما أن السعودية عانت من الإرهاب واكتوت بناره». وأضاف أن «التحالف يدلّ على أن السعودية تنبذ الإرهاب، وقدمت كل التسهيلات والإجراءات التي من شأنها مكافحته»، مشددًا على ضرورة أن «يكون العالم الإسلامي متحدًا في مواجهة الإرهاب». وأكد آل مسبل أن «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب من شأنه توضيح صورة الإسلام الحقيقي التي ألصقت به صورة سلبية لغايات معينة، وبث دعايات لتشويه صورة الإسلام». وبين أنه «بهذا التحالف يعلن الإسلام أنه بريء من الإرهاب»، إلا أنه دعًا في السياق ذاته إلى أن يكون «موقف العالم الإسلامي واحدًا في مواجهة الإرهاب». ولمح عضو لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية إلى أن «بعض الدول التي تدعم الإرهاب لن تنضم إلى التحالف الإسلامي، كونها رعت الإرهاب»، مؤكدًا أنه على ثقة بأن أغلبية العالم الإسلامي ستتجه إلى الخطوة التي قامت بها السعودية.
مشاركة :