كيري يحض لافروف على التوصل إلى «أرضية مشتركة» إزاء سورية

  • 12/16/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت موسكو وواشنطن أهمية تقريب وجهات النظر في «الملفات العالقة» حول الأزمة السورية، وأبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري تفاؤلاً بمحادثاته في موسكو، بينما أطلق نظيره الروسي سيرغي لافروف إشارة غير مسبوقة من جانب موسكو، عبر تأكيد أن «مهمة مكافحة الإرهاب أوسع من الأزمة السورية». وأجرى كيري ولافروف أمس، جلسة محادثات مطولة استمرت ساعات قبل أن ينتقلا لمقابلة الرئيس فلاديمير بوتين. وبرغم أن جدول الأعمال في الاجتماع الذي جرى خلف أبواب مغلقة شمل «كل الملفات ذات الاهتمام المشترك، وبينها أوكرانيا وسورية والعلاقات الثنائية»، وفق ديبلوماسي روسي، لكن بدا واضحاً أن التركيز الأساسي انصب على الموضوع السوري، وآفاق عقد الاجتماع الوزاري في نيويورك، إضافة إلى الموقف بعد اجتماعات المعارضة السورية في الرياض. وفي بداية اللقاء، قال لافروف إن «مهمة مكافحة الإرهاب أوسع من الأزمة السورية»، مشيراً إلى أن تنظيم «داعش» يمارس نشاطه بالعراق واليمن وأفغانستان. وتعد هذه إشارة غير مسبوقة من جانب موسكو، بعدما كانت أوساط مقربة من الكرملين تحدثت أخيراً عن أن «التسوية في سورية باتت تتطلب جهداً أوسع في إعادة ترتيب الوضع الإقليمي كله». وأشار لافروف إلى «مسائل عالقة في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة في ما يتعلق بعمل مجموعة دعم سورية»، مضيفاً أن «التسوية السورية تتطلب اهتمامنا الدائم في إطار تلك المهمات والاتفاقات التي تم التوصل إليها في فيينا خلال اجتماعين لهذه المجموعة». وكانت موسكو اعتبرت أنه لا جدوى من عقد لقاءات دولية جديدة قبل التوصل إلى تطبيق كامل لبنود بيان فيينا، وخصوصاً ما يتعلق منها بوضع لائحة بالفصائل التي توصف «إرهابية» وتحديد الأطراف السورية في المعارضة السورية التي يمكن القبول بها على طاولة المفاوضات مع النظام. من جانبه، أكد كيري أن واشنطن وموسكو متفقتان على أن «داعش» خطر مشترك للدول كافة، وأنه لا يمكن التفاوض مع هذا التنظيم الإرهابي. وقال مخاطباً لافروف: «كنتم رئيساً مناوباً لكلا الاجتماعين (في فيينا) وأشكركم على جهودكم. ونأمل في أننا سنتمكن من مواصلة (الجهود) في نيويورك»، مشيراً إلى «خلافات بين بلدينا، وأظهرنا على الرغم من وجودها قدرة على العمل والتعاون بشكل فعال. وساهمت روسيا بقسط كبير في التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، كما أظهرتم في اجتماعي فيينا أنكم شركاء لنا». وقال كيري إن بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما أكدا سابقاً بوضوح أنهما يريدان إيجاد مخرج من الأزمتين في سورية وأوكرانيا. واعتبر أن «محادثات اليوم مهمة جداً لتحقيق تقدم في كل المسائل المطروحة على الطاولة». وبرغم الأجواء الإيجابية التي سيطرت على افتتاح محادثات الوزيرين، لكن مصادر ديبلوماسية قالت لـ «الحياة»، إن الاجتماع بين الوزيرين «سيكون صعباً» نظراً إلى تباين كبير في المواقف حيال ملفات أساسية، على رأسها التحفظ الروسي على نتائج اجتماع الرياض، ورغبة موسكو في إجراء مراجعة شاملة للآلية التي تم اعتمادها هناك، عبر مراجعة لائحة الأطراف التي حضرت اللقاء والنتائج التي خرجت عنه بما فيها «النقاط التي تعد تراجعاً عن روح لقاء فيينا»، في إشارة واضحة إلى موضوع مصير ودور الرئيس السوري بشار الأسد الذي كانت موسكو نجحت في تجنب الإشارة إليه في بيان فيينا. واستبقت الخارجية الروسية لقاء الوزيرين أمس، بالتأكيد على أن عقد اجتماع نيويورك حول سورية سيقرر بعد محادثات بوتين وكيري. وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية «يمكن طرح سؤال حول نيويورك بعد استقبال الرئيس الروسي لوزيري الخارجية. وهذه المسألة قد تحسم أو لا تحسم»، في إشارة إلى أن موسكو ستربط موافقتها على الاجتماع بمدى التقدم الذي ستحرزه المحادثات الروسية– الأميركية. وأوضح ريابكوف أن وضع قائمة متفق عليها من «المنظمات الإرهابية» في صدارة مباحثات وزيري الخارجية، مشيراً إلى أنه من الصعب التنبؤ بنتائج المباحثات «لأن الوضع يتطور بسرعة». وأضاف أن الوزيرين سيبحثان أيضاً إمكان الانتقال إلى تنفيذ ما توصلت إليه مفاوضات فيينا لمجموعة دعم سورية التي ضمت، بإصرار من موسكو، عدداً من الدول المهمة في المنطقة. وقال ريابكوف إن موسكو تعول على مناقشة مسائل الاستقرار الاستراتيجي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالنهج الأميركي الرامي إلى تعزيز وجود حلف الناتو قرب الحدود الروسية. في إشارة إلى ربط موسكو الملفات المطروحة مع واشنطن في رزمة واحدة، خلافاً لتفاهم روسي أميركي سابق بفصل الملفات الخلافية لتسهيل تحقيق تقدم في بعضها. وأكد أن الخارجية الروسية ترفض محاولات تصوير الاتصالات بين لافروف وكيري على أنها تندرج في سياق «جهود ردع وعزل روسيا».

مشاركة :