يواصل «مهرجان أفلام السعودية» أعمال دورته الثامنة المقامة حالياً بـ«مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)» في الظهران، بتنظيم مشترك بين «إثراء» و«جمعية السينما»، وبدعم من «هيئة الأفلام» التابعة لوزارة الثقافة، حيث يشهد عرض 80 فيلماً؛ يتنافس 28 منها في «مسابقة الأفلام القصيرة»، و8 في «الأفلام الطويلة»، بالإضافة إلى 44 عرضاً موازياً، و12 عرضاً منها تندرج تحت تصنيف «السينما الشعرية». وفتح المهرجان؛ الذي يستمر إلى الخميس المقبل، المجال أمام صناع الأفلام للانطلاق في بحور الفن والإبداع وخلق محتوى يسلط الضوء على السينما السعودية الواعدة، وتساهم ندواته المتنوعة في إثراء المشهد السينمائي، من خلال مناقشتها مجموعة من القضايا ذات العلاقة بإنتاج الأفلام الروائية في السينما السعودية، ومفهوم الفيلم السعودي، وشعرية السينما وجماليتها، بالإضافة إلى ندوة «ماستر كلاس» حول التعامل القانوني في منصات البث العالمية. ويعرض للمرة الأولى في المهرجان الفيلم القصير «أشياء ما قلتها» الذي يحكي قصة رجل في منتصف العمر يقرر امتهان مهنة «كداد» بعدما ضاقت به السبل وتوالت عليه الضغوطات من أكثر من جهة، حيث تقدم القصة نافذة على حياة شخصية انطوائية وقليلة البوح بمكنوناتها مما كان السبب في عدد من القرارات المفاجئة خلال أحداثها. ويقول مخرج الفيلم، محمد الأنصاري، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن تجربته الشخصية كانت الإلهام خلف فكرته للفيلم؛ إذ حكى عن رحلة سفر طارئة لم تكن ممكنة دون الاستعانة بـ«كداد» ليسافر معه، وكانت التجربة بمثابة تنبيه فتح عينيه على شريحة من المجتمع لم يفكر فيها من قبل؛ ليصنع بذلك تجربة مختلفة للمشاهد السعودي. ويغلب على الفيلم؛ الذي حصد عدداً من الترشيحات والجوائز في مهرجانات عالمية بإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، الطابع التجريبي الأوروبي، ويقع في خانة الأفلام محدودة الميزانية، حيث صُوّر بطاقم عمل يتكون من 7 ممثلين خلال مدة لا تتجاوز أسبوعاَ في أواخر عام 2021. وعبّر المخرج، وله عمل قصير آخر في عام 2020 بعنوان «عالقون»، عن امتنانه لـ«مهرجان الأفلام السعودية»، مشيداً بـ«الجهود المتفانية من القائمين على هذا الكرنفال الكبير في سبيل تشجيع صناع الأفلام الشباب، وتمكينهم من رواية قصصهم المحلية في بيئة حاضنة للفنون».