في الوقت الذي تزداد فيه التحدّيات التي تواجه صمود الدول في وجه التغيّرات البيئية، أولت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بحماية المناخ والحفاظ عليه، بوصفه حقّاً للأجيال القادمة في أنْ تعيش مستقبلاً آمناً ومستداماً، يسوده الرفاه والاستقرار، وذلك بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة، التي حوّلت الإمارات إلى نموذج فريد ومتميز في انتهاج استراتيجيات عزّزت من حماية البيئة، وقلّصت من انبعاثات الكربون. وانسجاماً مع «يوم البيئة العالمي» الذي يصادف سنويّاً في 5 يونيو، وإشارة إلى الإصرار على مكافحة التلوث البيئي والحفاظ على سلامة وأمن المناخ، بدأت إمارة أبوظبي منذ مطلع الشهر الحالي حظر الأكياس البلاستيكية المستخدَمة لمرة واحدة، إذ دعا المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي «منافذ البيع بالتجزئة لتوفير أكياس بديلة وصديقة للبيئة وقابلة لإعادة الاستخدام مقابل رسم رمزي»، بما يشجّع المستهلكين على تبنّي هذا السلوك، دعماً لجهود أبوظبي في تحقيق مستقبل صديق للبيئة. وتُعدّ خطوة استبدال أكياس صديقة للبيئة بالأكياس البلاستيكية المستخدَمة لمرة واحدة، من أهم الخطوات التي تعزّز مفاهيم الاقتصاد الدائري، من خلال استرداد المواد وإعادة تدويرها. ففي هذا السياق، دعمت دولة الإمارات خططها الاستراتيجية بمجموعة أهداف تعزّز الصحة البيئية، وتمكّن من التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتحقّق استدامة النظم الطبيعية، وتحدّ من تداعيات التغير المناخي، بما يدعم أولويات التنمية المستدامة. ويُنظر إلى المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، التي اعتمدتها حكومة دولة الإمارات في أكتوبر الماضي، وبحضور كريمٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أنّها أحد أبرز المحركات الوطنية الهادفة إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وزيادة فاعلية واستثمارات الطاقة النظيفة، بما يدعم جهود المجتمع الدولي في القضاء تدريجيّاً على المواد المسبّبة لتآكل طبقة الأوزون، ويؤكد ريادة الإمارات في هذا المجال، خصوصاً أنّها أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن هدفها في تحقيق الحياد المناخي. لقد عملت الدولة منذ وقت مبكّر على تحقيق الاستدامة البيئية عبْر أُطُر تشريعية وتنظيمية، فحظرت أيّ سلوكيات قد تشكّل خطراً عليها، وتبنّت تقنيات عدّة حافظت من خلالها على البيئة، فخفّضت استخدام العبوات البلاستيكية، وأطلقت سياسة لخفض استهلاك الأكياس البلاستيكية المستخدَمة لمرة واحدة، وصولاً إلى الحدّ من دخول هذه المواد إلى البيئة، وتبنّي ممارسات أكثر استدامة، تسرّع وتيرة خفض الانبعاثات، وتدعم تعزيز القدرة الإنتاجية من الطاقة النظيفة، وتوسّع نطاق تدابير كفاءة الطاقة بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :