د.حماد عبدالله يكتب: خواطر من غروب وشروق !!

  • 6/7/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فيلم أبيض وأسود قدمته السينما المصرية فى الخمسينيات لكى يلقى بظلالا على فترة من أهم فترات الكفاح الوطنى لشباب المحروسة ضد الاستعمار الإنجليزى وضد القصر المسيطر على الحياة ومجموعة الباشاوات والإحزاب وتجار السلاح والذمم والأعراض !! هذا الفيلم يعاد بثه فى مناسبات وطنية مثل ثورة يوليو، وعيد الجلاء، عيد النصر فى 23 ديسمبر من كل عام وكذلك فى الأوقات العصيبة التى تمر بها الأمة وما أكثرها!!  أن مشاهدة هذا الفيلم مرات ومرات لايغنى المشاهد أبداَ على أن يمسك بالريموت ليغير المحطة التى تبثه !! بل يتمسك بالمشاهدة وينفعل وكأنه يراه لأول مرة!! أول مايشد فى الفيلم هم أبطاله "رشدى أباظة، وصلاح ذو الفقار، وسعاد حسنى، ومحمود المليجى.. وغيرهم........." هولاء الأبطال ( رحمهم الله حميعا) لم ينقلوا أى أحساس بأن مايقومون به تمثيل أمام كاميرات ومخرج ومساعدية لقد نقلوا للمشاهدين أحساسا عميقا بما قصه الكاتب الكبير أحسان عبد القدوس لقد كان فى مصر أبطالا على كل المستويات  فى الأدب وفى الفن وفى المسرح وفى الأعلام وفى الجامعات وفى السياسة وفى مراكز الأنتاج والخدمات !! كانت المحروسة مكتظة بحالة من التيقظ وحالة من الأستنفار  كان التعليم والبحث العلمى فى مصر شىء يتصدر صورة الأمة  وكانت المصانع تزداد إنتشارا وإنتاجاَ  كانت المزارع والمدائن شىء نصبوا إلى نموه وإزدهاره حتى جاء يوم الإنكسار الأكبر  يوم تكالب على الأمة أعدائها وأحيكت لها المصائد وللأسف إنزلقنا وراء عواطفنا  ذهبنا لليمن بقوانتا المسلحة لننصر ثورة فى الجنوب ضد ماسمى بالرجعية وذهينا بكل مانملك لتأييد ثورة الجزائر وذهبنا حتى إلى جنوب إفريقيا بقواتنا لتأييد الزعيم  ( باتريس لومومبا) ولم نقف مكتوفى الأيدى أمام ثوار فى أمريكا اللاتينية " جيفاراَ، فيدل كاسترو " فى كوبا!! وكانت مشكلة فلسطين هى أساس معركتنا ووسط أعيننا والقمم العربية المتتالية والوقوف أمام عبد الكريم قاسم حاكم العراق حينما فكر فى غزو الكويت  ومناصرة عبد السلام عارف ووحدتنا مع سوريا وأعطاء لقب المواطن الأول للزعيم شكرى القوتلى رئيس سوريا الأسبق!! وكانت النكسة الكبرى 5 يونيو 1967 حيث توزعت جهود الأمة وتبعثرت قواها وأخذتنا الحمية القومية  على حساب " حميتنا" المحلية والوطنية حتى قيل فى وقت ما بأن العرب على " أستعداد لمحاربة أسرائيل حتى أخر جندى مصرى !! وكانت طفرة الأمة كلها ونفرتها الكبرى بعد 6 سنوات من نكسة يونيو بعد ظهيرة يوم 6 أكتوبر 1973 أستطاع جيش مصر أن يرد كرامة الأمة العربية كلها وتوالت المواقف حتى أننا وبعد خمس وأربعون عاما من هذا الأنتصار الكبير مازلنا نبنى فى البنية الأساسية للوطن ونصحح أوضاعنا السياسية والإجتماعية والإقتصادية   ومازلنا نطمح فى أن نصبوا إلى مكان وسط الأمم المتقدمة وهذا ليس بالعاطفة  ولكن بالعقل وحسن أختيار البشر وقدرتنا على أستيعاب الصدمات وعدم الرضوخ لرد الفعل  ودراسة الزمن والجغرافيا  مع وضع الكرامة الوطنية فى الأعتبار فنحن كشعب له تاريخ مع التقاليد ومع الأدب الشعبى نعيش بكرامتنا ونحن جائعين  " الحرة لاتأكل بعرق الثدى " هكذا المثل الشعبى المصرى " يقال!!.  فكان الله فى عون مسؤول عن وطن فى أشد الحاجة للأستمرار فى البحث عن الرقى وإيجاد أسلوب للتنمية وفى نفس الوقت فى أحتياج لأثبات رجولة الوطن ومحافظ على كرامته..  هذه هى " المعضلة " الرياضية فى السياسة العامة للمحروسة حفظها الله من كل شر!! وأنار طريق قادتها وأعاننا على تحمل مصاعب حياة لها معيار أخر لا نراه ولا نحسه ولكن نستسلم له!!             [email protected]

مشاركة :