الرياض 07 ذو القعدة 1443 هـ الموافق 06 يونيو 2022 م واس أصدَرَتْ جامعةُ نايف العربية تقريرًا عن الدراسات والأبحاث التي قامت بها خلال السنوات الماضية دعمًا للحفاظ على البيئة وحماية الغابات من الحرائق التي تشهدها حول العالم وفي بعض الدول العربية. وبَيَّنَ التقريرُ الذي جاء بمناسبة انعقاد ندوة "التدابير الوقائية في مواجهة الجرائم البيئية وحرائق الغابات" التي تنظِّمها الجامعة بالتعاون مع إمارة منطقة عسير والشرطة الدولية " الاِنتربول " أن السنواتِ القليلة الماضية شهدت سلسلةً من الحرائق شملت قارات أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا وآسيا، وأودت بحياة مئات الأشخاص، فضلًا عن تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء بما تحتويه من تنوّع أحيائي، حيث صُنفت هذه الحرائق ضمن أسوأ الكوارث البيئية على الإطلاق، كما أن ما تعرضت له بعض الدول العربية خرج عن السيطرة، ما اضطر الحكومات العربية إلى تسخير كل طاقاتها وأجهزتها الأمنية لاحتوائها والحد من آثارها السلبية. وأرجع خبراء دوليون زيادة انتشار حرائق الغابات إلى عدة أسباب على رأسها " تغير المناخ "، حيث حذَّر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة وقاعدة بيانات الموارد العالمية " أريندال "، من أن يؤدي تغيير المناخ وتغيير استخدام الأراضي إلى زيادة الحرائق وشدتها بنسبة 14% مع حلول عام2030م،وبنسبة 30% بنهاية عام 2050م،فيما ستصل نسبة الزيادة إلى 50% مع نهاية القرن. كما قدَّرَ تقرير آخر أن العالم يفقد سنويا أكثر من 4.7 ملايين هكتار من الغابات، وأن الحرائق تسبب الكثير من المخاطر سواء على المستوى الصحي " أمراض في الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية"، والاقتصادي " ارتفاع تكاليف إعادة الاستصلاح بعد اندلاع الحرائق الغابات"، وعلى المستوى البيئي " تلوث المياه، الهواء، وتآكل التربة، وتؤثر بشكل مباشر على الموارد الطبيعية". وأسهمت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية خلال العقود الأخيرة، بصفتها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، بدور فعَّال في تحقيق الأمن البيئي، إذ قدَّمت أكثر من 88 دراسةً ورسالةَ ماجستير ودكتوراة في مجال الأمن البيئي والحماية من الأخطار البيئية وعمليات الإنقاذ، وذلك في إطار جهود الجامعة العلمية التي تستهدف رفع مستوى الاستعداد وتطوير أساليب مواجهة الكوارث أو التخفيف من آثارها على الصعيد الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والبيئي في الدول العربية. كما قدَّمت الجامعة دراسات لعدد من القضايا ذات الصلة، مثل: إجراءات الدفاع المدني في مواجهة الكوارث، ودور الدفاع المدني في تعزيز الأمن البيئي، والمخاطر المحتملة المرتبطة بالبيئة الطبيعية وغير الطبيعية، وعمليات الإنقاذ وبرامجها وأساليبها في حالات الكوارث، الحريق، والفيضانات. وتطرَّقَت الجامعة إلى مختلف القضايا البيئية والأخطار الناجمة عنها، وضرورة الاستفادة بشكل أكثر فاعلية من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في مجال توعية الجمهور بالمخاطر البيئية، وتعريفهم بالتدابير الوقائية التي يجب عليهم اتِّباعها لحماية أنفسهم وممتلكاتهم، إلى جانب ما يزيد على 34 إصدارًا علميًّا محكَّمًا عن مركز البحوث الأمنية، فقد نَفَّذَتِ الجامعةُ سلسلةً من البرامج التدريبية والندوات العلمية بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، وأحدثها ندوة "التدابير الوقائية في مواجهة الجرائم البيئية وحرائق الغابات"، التي ستُعقد خلال المدة من 7-9 يونيو 2022م في مدينة أبها بمنطقة عسير بالمملكة العربية السعودية، بالتزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي، ومواكبةً للاحتفال بمرور 50 عامًا على إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي انطلق في "ستوكهولم" عام 1972م. وخلال العقود الأربعة الماضية، َقدَّمَتِ الجامعةُ سلسلةً من التوصيات لتطوير الأمن البيئي في الدول العربية، وتحسين أدائه في مكافحة المخاطر التي تهدد البيئة، ونتيجة لهذه الجهود تُوِّجَت بعضوية الجامعة في مجلس وزراء البيئة العرب؛تقديرًا لإسهاماتها في هذا المجال، ومن أبرزها توصيات الجامعة بضرورة التعامل مع ظاهرة حرائق الغابات كأولوية في المجال البيئي والأمني والاقتصادي، وأن تتبنى الجهات المعنية إستراتيجية شاملة للحد من حرائق الغابات وعدم الاقتصار على إمكانيات الدفاع المدني، ودعم الدفاع المدني على مستوى الكوادر والتجهيزات والمعدات التقنية وأدوات إطفاء الحرائق، وإعادة النظر بالإجراءات المطبقة لدى أنظمة الدفاع المدني في مجال الحد من حرائق الغابات، وإلحاق منسوبيه بدورات خارجية في الدول التي تعاني من هذه الظاهرة. وكذلك العمل على رفع مستوى الوعي الاجتماعي بأهمية الغابات وحجم الأضرار الناجمة عن الحرائق التي يتسبب فيها الإنسان، وذلك عبر وسائل الإعلام والمناهج التربوية،وإقامة أبراج مراقبة وخزانات مياه داخل الغابات، وكذلك أبراج رش (أوتوماتيكية)، وتفعيل النصوص التشريعية التي تعالج هذه الظاهرة على أرض الواقع.
مشاركة :