كشفت سفيرة جمهورية تركيا لدى مملكة البحرين السيدة إسين تشاكيل عن سعيها لاعتماد نظام التأشيرات الثنائي بين البحرين وتركيا، الأمر الذي يوفر للمواطنين الأتراك والبحرينيين تأشيرة الدخول عند الوصول إلى المنافذ من دون أي رسوم، مؤكدة أن التاريخ يشهد على محطات وقفت فيها تركيا والبحرين جنبا إلى جنب في الأوقات الصعبة، وأن الشعب والقيادة التركية لا ينسون موقف جلالة الملك وتضامنه مع الحكومة التركية عام 2016 إذ كان جلالته أول زعيم من المنطقة يزور تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قامت بها منظمة غولن الإرهابية. ولفتت السفيرة التركية في حوار مع «أخبار الخليج» إلى أن حجم التجارة الثنائية بين تركيا والبحرين بلغ عام 2021 حوالي 533 مليون دولار، كما استقبلت تركيا 62.7 ألف سائح بحريني، فيما يرتبط البلدان بأكثر من أربعين اتفاقية وبروتوكولا ومذكرة تفاهم، وهذا ما يجعل إحياء مفاوضات «التجارة الحرة» بين تركيا والخليج أمرا حيويا من أجل دعم النمو الاقتصادي وفرص العمل بالمنطقة. السفيـرة التـركيـة فـي حـوار مـع «أخبـار الخليـج»: لا ننسى موقف جلالة الملك من تركيا في يوليو 2016 أعمل على منح البحرينيين تأشيرات الدخول عند الوصول.. ومن دون رسوم حوارنا الوثيق مع روسيا لا يمنعنا من الحفاظ على موقفنا في دعم سيادة أوكرانيا على أراضيها يسطّر التاريخ شواهد متسلسلة للأدوار والمواقف المؤثرة التي تلعبها تركيا في مختلف الاحداث والظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم. وربما ما تتمتع به تركيا من موقع جيوسياسي مميز، وجيوستراتيجي فاعل، يضاعف من أهمية وتأثير تلك الأدوار التي تلعبها تركيا في أحداث أقاليم واسعة تمتد من البلقان إلى القوقاز مرورا بآسيا الوسـطى وصولا الى كل دول الـشرق الأوسط. أضف الى ذلك ما تتمتع به تركيا من تاريخ عريق وقوة عسكرية وقدرات اقتصادية وفرص سياحية واستثمارية قلما تمتلكها دول أخرى. كل ذلك جعل من السياسة التركية محورا مهما ليس في احداث المنطقة فحسب وإنما في العالم كله. فرص.. لكنها تحديات ولكن بالمقابل.. ربما تتحول تلك المميزات إلى تحديات على الصعيد السياسي، ففي خضم الازمة الروسية الأوكرانية، وامتلاك تركيا حدودا مائية مع روسيا وأوكرانيا، ومصالح مشتركة مع كلا البلدين، وبنفس الوقت سيطرة تركيا على المضائق بين أوروبا وآسيا بموجب اتفاقية مونترو عام 1936، كل ذلك وضع تركيا في صعوبة ربما أكثر من غيرها في تحديد الموقف السياسي أو حتى في اتخاذ الحياد. فيما لا يزال ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي محفوفًا بالعديد من العقبات والتحديات. وفي حين برزت تركيا في السنوات الأخيرة كواحدة من أكثر الدول جذبا لسياح العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، وفي حين تشهد العلاقات الشعبية والرسمية تطورات مطردة، فإن العلاقات التركية العربية والخليجية ربما لم تكن مثالية في فترات كثيرة. السفيرة التركية «أخبار الخليج» فتحت هذه الملفات في حوار موسع مع سفيرة جمهورية تركيا لدى البحرين السيدة إسين تشاكيل. وهي التي تتولى حقيبة السفارة التركية بالمنامة منذ مارس عام 2021. «كان هدفي أن أصبح دبلوماسية عندما كنت في المدرسة الثانوية». بهذه العبارة وصفت السفيرة تشاكيل بداياتها وشغفها بالعمل الدبلوماسي منذ نعومة اظفارها. وتضيف: بعد تخرجي في جامعة الشرق الأوسط التقنية، قسم العلاقات الدولية في عام 1996، بدأت مسيرتي المهنية في إدارة الناتو بوزارة الخارجية. وكانت أول وظيفة لي في الخارج في داكار بين عامي 1999 و2000. كما خدمت في السنغال ولبنان وهولندا وجمهورية شمال قبرص التركية. وكل هذه البلدان لها مكانة خاصة في قلبي. ولكن ربما تتمتع جمهورية شمال قبرص التركية بمكانة مميزة لدي وخاصة مع العلاقة التي تربط تركيا بها. وأشعر بأنني فخورة جدًا بأنني كنت أخدم في جمهورية شمال قبرص التركية. وبين عامي 2011 و2021 شغلت منصب رئيس القسم ونائب المدير العام (منذ 2018) على التوالي للشؤون القنصلية في وزارة الخارجية التركية. وخلال السنوات العشر هذه قمت بإدارة مركز الاتصال القنصلي بالوزارة، قبل ان اتشرف بأن أمثل بلدي في البحرين، لؤلؤة الخليج. حيث بدأت واجبي هنا في مارس 2021. علاقات متميزة } خلال لقائك مع جلالة الملك أكد جلالته أن العلاقات البحرينية التركية وصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى متقدم. برأيك ما الذي يميز العلاقات البحرينية التركية وخاصة على الصعيد السياسي والاقتصادي؟ } } بالفعل تشرفت بأن استقبلني جلالة الملك، فقد كانت هذه الاجتماعات فرصة فريدة لتأكيد رغبة تركيا في تعزيز العلاقات الثنائية في جميع جوانبها. وبعد هذه اللقاءات استأنفنا حوارات رفيعة المستوى ببداية جديدة في علاقاتنا. وقد دعا فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جلالة الملك إلى تركيا، وهذه الزيارة ستكون علامة فارقة في علاقاتنا. وما يمكنني تأكيده هو أن علاقاتنا تستمد قوتها من الروابط القوية والتضامن بين شعوبنا بدعم من رؤية قادتنا. فالتاريخ يشهد أننا وقفنا جنبا إلى جنب في الأوقات الصعبة. وكان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أول زعيم من المنطقة يزور تركيا بعد المحاولة الانقلابية الشنيعة التي قامت بها منظمة غولن الإرهابية في 15 يوليو 2016. وسيتذكر الشعب التركي وقيادته دائمًا هذا التعبير الصريح عن التضامن في مواجهة مثل هذا التحدي. كما ان هذا التعاون الثنائي يشهد تطورا مطردا على أساس إطار قانوني قوي. فحتى الآن، وقعنا أكثر من أربعين اتفاقية وبروتوكولات ومذكرة تفاهم لتوسيع وتعميق تعاوننا. وهذا ما يجعل علاقاتنا تتطور باستمرار في العديد من المجالات مثل الدفاع والتجارة والصحة والتعليم والثقافة والسياحة. وفي 31 مارس الماضي نظمنا الاجتماع السابع للجنة الاقتصادية المشتركة، وعقدنا طاولة مستديرة بين رجال الأعمال الأتراك والبحرينيين تحت رعاية وزير الخزانة والمالية ووزير المالية والاقتصاد الوطني في البحرين. كل ذلك يؤكد ان العلاقات التركية البحرينية إلى جانب كونها مميزة فإنها تشهد تطورا ونموا مستمرا. علاقات مميزة } بالنسبة إليك، ما هي أولوياتك وخطط عملك كسفيرة في البحرين فيما يتعلق بتطوير التعاون والعمل المشترك في الفترة المقبلة؟ } } من أبرز أهدافي الرئيسية التي اعمل على تحقيقها خلال فترة ابتعاثي في المملكة هو استثمار كل الفرص والوسائل المتاحة من أجل تعميق المجالات القائمة من جانب، وإنشاء مجالات تعاون جديدة من جانب آخر. } مثل ماذا؟ } } هناك مجالات كثيرة يمكن تطوير التعاون فيها بين البلدين. فمثلا لدينا خبرة كبيرة في الزراعة، ونحن أكبر منتج للمنتجات الزراعية في أوروبا. لذلك نود تشجيع التجار الأتراك والبحرينيين على تعزيز التعاون الثنائي فيما يتعلق بسلاسل التوريد. وبنفس الوقت نجد أن حجم الإنتاج الصناعي والصادرات لدينا يحافظ على تحطيم الأرقام القياسية الجديدة كل شهر. فمثلا على الرغم من ظروف الجائحة والتحديات أنهينا عام 2021 بحجم تصدير 225 مليار دولار وحددنا أهدافًا واعدة لعام 2022. وأرى إمكانات هائلة للتعاون في التصنيع. كما أن البحرين تتمتع بموقع استراتيجي للغاية كمركز لوجستي إقليمي، ونظرًا إلى موقعنا الجغرافي، وبمناسبة الاجتماع السابع للجنة الاقتصادية المشتركة تم تعريف تركيا كشريك لمركز البحرين اللوجستي البحري-الجوي. وأعتقد أن البحرين يمكن أن تكون شريكًا موثوقًا لنا لتوزيع منتجاتنا في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. ليس هذا فحسب، بل انني متفائلة بشأن التعاون بين البحرين وتركيا في قطاعات واعدة مثل الطاقة المتجددة والبناء. حيث تعطي المملكة أولوية للاستخدام الفعال للطاقة من منظور أخضر، فيما تحتل تركيا المرتبة الـ13 عالمياً والسابع في أوروبا من حيث الطاقة الشمسية. وبالمثل، فإن شركات البناء التركية قد صنعت لنفسها اسمًا مميزًا من خلال مشاريع مرموقة في جميع أنحاء العالم، حيث تمتلك ثاني أكبر قطاع بناء على مستوى العالم. وقد تولى مقاولونا مشاريع مرموقة في البحرين مثل توسيع مطار البحرين الدولي بواسطة TAV ومشروع توسعة خط الصهر السادس لشركة ألبا بواسطة GAMA. نحن فخورون بأنهم نجحوا في الوفاء بوعودهم في الوقت المناسب والمشاركة في رؤية المملكة 2030. كل ذلك يضاعف من طموحاتنا واستعداداتنا للعمل بشكل وثيق مع البحرين للمشاريع المستقبلية. وإلى جانب ما سبق، لدينا أيضا تعاون قوي في مجال الصحة، بالتعاون مع مستشفى الملك حمد الجامعي. وقد أنشأت جامعة إرجييس التركية مركزًا للأورام في مجالات أمراض الدم والأورام وزرع الخلايا الجذعية المكونة للدم في المستشفى والذي ظل يعمل حتى عام 2016. وأصبحت تركيا مركزًا عالميًا لسياحة الرعاية الصحية تقدم خدمات محسّنة بتقنية عالية وخبراء متمرسين وأسعار معقولة. فمثلا نجد الكثير من المرضى يفضلون مدينة أنطاليا التركية على البحر المتوسط للجمع بين الإجازة الصيفية والخدمات الصحية. وهذا ما يفتح في الفترة المقبلة مجالات أوسع لمضاعفة هذه الأرقام. وحاليا تعمل وزارة الصحة لدينا على مذكرة تفاهم تتماشى مع هذه الصفة. ولا ننسى هنا ان مركز يونس أمره الثقافي يقدم دورات في اللغة التركية في جامعة البحرين منذ عام 2017. وفي هذا العام يقوم المركز بتدريس أكثر من 100 طالب، من بينهم 12 دبلوماسيًا بحرينيًا من وزارة الخارجية. التأشيرات الثنائية } بصراحة.. ما هي المجالات التي تشعرين أنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من التعزيز في العلاقات بين البلدين؟ } } من النادر أن التقي بحرينيا لم يزر تركيا من قبل، والسبب في ذلك هو العلاقات التاريخية الوثيقة بين بلدينا. لذلك أعتقد أن ما يجب التركيز عليه هو الاتصالات الشعبية لتعزيز التعاون الثنائي. وتماشياً مع طبيعة علاقاتنا، كرست جهودي للعودة إلى نظام التأشيرات الثنائي الذي يوفر للمواطنين الأتراك والبحرينيين تأشيرة عند الوصول من دون أي رسوم. وأعتقد أن هذه الخطوة ستشجع أيضًا رجال الأعمال لدينا على الاستثمار والقوى العاملة المؤهلة للعمل في البحرين. وبالمثل ترحب تركيا دائمًا برجال الأعمال والسياح من البحرين. وبناءً على توجيهات جلالة الملك ودعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أحرزنا تقدمًا كبيرًا في تسهيل إجراءات التأشيرات. وآمل أن أقدم لكم الأخبار السارة في مقابلتي القادمة مع أخبار الخليج. الأرقام أقل من الفرص } كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وتركيا؟ ما أبرز المنتجات والسلع التي يركز تتصدر الميزان التجاري بين البلدين؟ } } اعتبارًا من عام 2021 بلغت صادرات تركيا إلى البحرين 173 مليون دولار أمريكي، وبلغت واردات تركيا من البحرين 360 مليون دولار أمريكي، وبلغ حجم التجارة الثنائية 533 مليون دولار أمريكي وهو أقل بكثير من إمكانات بلداننا. وكان المنتج الرئيسي الذي نستورده من البحرين هو الألمنيوم، وهو السمة الأكثر تميزًا في اقتصاد البحرين. من ناحية أخرى، تتمثل المنتجات الرئيسية التي نصدرها إلى البحرين في الأدوية والبيض والتبغ والأثاث. ونعمل الآن على خطة عمل اقتصادية تهدف إلى تنويع التجارة بيننا وزيادة حجم التجارة إلى 750 مليون دولار أمريكي. السياحة.. عن نفسها تتحدث } برزت تركيا في السنوات الأخيرة كواحدة من أكثر الدول جذباً للسياح الخليجيين على وجه الخصوص. ما هي الفرص والتسهيلات التي تقدمها تركيا للسياح الخليجيين بشكل خاص؟ } } نعم اكتسبت تركيا بالفعل جاذبية خاصة للسياح الخليجيين لما تقدمه من مزيج غني من التاريخ والمناظر الطبيعية الخلابة والمرتفعات الخضراء والسواحل المتلألئة والموارد الطبيعية مثل الينابيع الحرارية وحمامات الطين. كما يجذب المطبخ التركي عشاق الطعام من دول الخليج. أضف إلى ذلك التقارب الجغرافي والثقافي الذي يضاعف من الثقة بتركيا كوجهة سياحية. أيضًا تعد الأسعار المعقولة عنصرًا مهمًا في هذا الاهتمام. مع توافر خيارات سفر كثيرة، فمثلا تسافر الخطوط الجوية التركية إلى 328 وجهة في 128 دولة، وهو مثل أكبر شبكة طيران لشركة طيران في العالم. ولدينا رحلات مباشرة من البحرين إلى اسطنبول وطرابزون وأنطاليا، ومن المتوقع زيادة الوجهات في الفترة المقبلة. وقد بلغ عدد السياح البحرينيين إلى تركيا في العام الماضي 62.730 سائحا. ولا ننسى أيضا الفعاليات المشتركة التي تقام بين البلدين، ومن ذلك أسبوع المطبخ التركي الذي أقيم للمرة الأولى هذا العام في الفترة من 21 إلى 27 مايو، واستهدف عرض الأطباق التركية بجميع خصائصها باعتبارها تاجًا لطاولاتنا. كما شاركنا خلال الفعالية ومن خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالسفارة بعض الوصفات المميزة من كتاب «المطبخ التركي مع الوصفات الخالدة» الذي نُشر تحت قيادة السيدة الأولى في تركيا أمينة أردوغان. ونأمل من أصدقائنا البحرينيين مشاركتنا والحصول على ملخصات من الكتاب في موقع «turkishcuisineweek.com»، حيث نشر باللغتين التركية والإنجليزية، ويقدم 218 وصفة لأنظمة غذائية صحية وبديلة. فجر جديد للدبلوماسية } يسعدنا أن تمتلك تركيا كل هذه العوامل الجاذبة لشعوب المنطقة، ولكن لا يمكن أن ننكر أن العلاقات بين تركيا وبعض الدول العربية ربما لم تكن مثالية في فترات سابقة. ما تعليقك على طبيعة العلاقات مع دول الخليج في السنوات السابقة والمرحلة المقبلة؟ } } كانت تركيا أول دولة تنشئ آلية حوار استراتيجي مع مجلس التعاون الخليجي، التي تعد حجر الزاوية الأساسي لأمن الخليج. وبصفتنا شريكًا استراتيجيًا لمجلس التعاون الخليجي، فإننا نقدر بشدة وحدة مجلس التعاون الخليجي ودوره المركزي. كما ندعم التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي. ونؤمن بأن إحياء المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي سيحفز النمو الاقتصادي وفرص العمل في جميع أنحاء المنطقة. بنفس الوقت فإن تركيا مستعدة للقيام بدورها من خلال تطوير التعاون عبر المنطقة على أساس الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة. بصفتها عضوًا في مجموعة العشرين ومع قطاعها الخاص الديناميكي. ولا ننسى هنا أن جميع دول منطقتنا تواجه تحديات مماثلة مثل الوباء والاتجار بالبشر والإرهاب وأشكال مختلفة من التطرف وانتشار الإسلاموفوبيا الذي يمثل مصدر قلق مشتركا. وقد أظهر العامان الماضيان أننا أقوى بكثير عندما نقف معًا وندعم بعضنا بعضا في مواجهة مثل هذه التحديات المشتركة. لذلك فإننا نعلن في كل فرصة لنا أن استقرار وأمن إخواننا وأخواتنا في الخليج لا يقل أهمية عن أمننا واستقرارنا. وقد كانت زيارات الرئيس أردوغان الأخيرة للإمارات والسعودية علامة واضحة على الإرادة المشتركة لبدء عهد جديد مع دول الخليج الصديقة والشقيقة. نتوقع في الفترة المقبلة استضافة جلالة الملك في تركيا. لذلك فإننا نرحب ببزوغ فجر حقبة جديدة من الحوار والدبلوماسية والتعاون بين دول المنطقة. الأزمة الروسية الأوكرانية } فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية يرى المحللون ان السياسة التركية باتت في موقف لا تحسد عليه نتيجة موقعها الجغرافي ومصالحها المشتركة مع مختلف الأطراف، بل وصف البعض سياسة تركيا تجاه الحرب بأنها مضطربة، وفي حين رفضت أنقرة الحرب على أوكرانيا، فإنها لم تستجب للعقوبات ضد روسيا في نفس الوقت. كيف تلخص الموقف التركي من الأزمة القائمة؟ } } في الواقع، تحرص تركيا على ان تلعب دورها من خلال الالتزام بالمبادئ والمشاركة، ومن خلال التحدث مع كلا الطرفين باحترام وتعاطف. نعم لدينا علاقات عميقة مع كل من روسيا وأوكرانيا. ونحاول استخدام هذا الأصل للتحدث معهم بصدق وتقديمهم لحل وسط. والرئيس أردوغان هو أحد قادة العالم القلائل الذين اكتسبوا ثقة كل من الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي. وقد تمكنا من جمع وزيري الخارجية الروسي والأوكراني لعقد اجتماع ثلاثي في أنطاليا في 10 مارس. وقد أظهر لنا دورنا في هذه الأزمة فائدة الحوار المفتوح والصادق مع جميع الجهات الفاعلة. ولذلك فإننا في كل الظروف نحافظ على حوار المفتوح مع روسيا، حتى في القضايا التي نختلف فيها مثل سوريا وليبيا وجنوب القوقاز. فحوارنا الوثيق مع روسيا لا يمنعنا من الحفاظ على موقفنا المبدئي في دعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. وكدبلوماسيين، نعلم جميعًا أنه من الصعب تحقيق اختراقات. ويتطلب مثابرة ومشاركة مستمرة. الاتحاد الأوروبي } لا يزال ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي محفوفًا بالعديد من العقبات والتحديات. ما هي توقعاتك لمستقبل هذا الملف العالق منذ عقود؟ } } بالفعل، لا يزال الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هدفًا استراتيجيًا للسياسة التركية التي تطمح إلى الحفاظ على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وتطويرها على أساس منظور العضوية. تركيا ليست فقط دولة مرشحة وحليفا في الناتو، ولكنها أيضًا شريك لديه خبرة عميقة الجذور وقوية في اكتساب الاتحاد الأوروبي. وهي تقدم مساهمات ملموسة للتغلب على التحديات الحالية. وقد أعادت تداعيات الحرب في أوكرانيا التي وصلت إلى مستوى عالمي تأكيد أهمية تركيا الاستراتيجية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، والأمن والهجرة وسلاسل التوريد والطاقة على وجه الخصوص. لذلك من مصلحة كلا الجانبين في عالم يزداد تعقيدًا التركيز على القواسم المشتركة بيننا وتعزيز العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في جميع المجالات، بدلاً من الاختلافات وتضارب المصالح. ويجب تحقيق العضوية الكاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي، حيث ظلت تركيا تحافظ على هذا الهدف بصبر وإصرار على الرغم من جميع العقبات. فنحن نؤمن بضرورة وضع أجندة إيجابية في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بما يخدم مصالح الجانبين.
مشاركة :