مطالب باستغلال المواقع الأثرية والتراثية لتنمية الاقتصاد وخلق الوظائف

  • 6/7/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مختصون في جوانب السياحة والآثار أهمية تهيئة المواقع الأثرية والتراثية لتصبح مناطق سياحية تفتح آلاف الوظائف في تلك المواقع المنتشرة في المملكة، وبخاصة المنطقة الشرقية التي تعد منطقة التقاء حضارات متواصلة دون انقطاع، وأن كنوزها مدفونة تحت الرمال، مشددين لـ"الرياض" على أن رؤية المملكة 2030 تحمل طموحات اقتصادية هائلة بهدف صنع الرفاهية للشبان السعوديين. وأشادوا بتوجهات المملكة في القطاع السياحي، إذ تمكنت من تحقيق الاستقطاب السياحي ضمن رؤية 2030 التي مكنت القطاع من النهوض بعد نحو عامين ونصف من حصول حالة من الركود سببتها "جائحة كورونا"، مشددين على أن أعداد السياح في المملكة في ازدياد، بيد أن المطلوب في المرحلة المقبلة يكمن في زيادة مواقع الاستقطاب، خاصة المناطق الأثرية والتراثية التي عادة ما يزورها السياح الغربيون وبقية سياح دول العالم، الأمر الذي سيعزز قوة القطاع السياحي في المملكة. ودعا اختصاصي الآثار والمتاحف المنقب سعيد حبيب الصنَّاع إلى مضاعفة الجهود لتهيئة المواقع الأثرية، واصفا تلك المواقع بـ"الكنوز الإنسانية" ذات البعد الاقتصادي، وقال: "عملنا لسنوات في مجال التنقيب في المواقع الأثرية ويجب أن نحافظ عليها"، مضيفا "يجب تذليل المعوقات التي تحول دون جعل تلك المواقع جاذبة سياحيا"، مشيرا إلى أن تجربة قلعة تاروت الأثرية ناجحة، إذ تمكن الموقع من جذب الأسر الأوربية التي تزور المكان، وقال: "هذا الموقع البسيط الذي يقع في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف تمكن من استقطاب عشرات الأسر من الأوروبيين، ونحن نعلم أن الأوروبي يأتي ولديه خارطة طريق لزيارة مثل هذه الأماكن". وأضاف "أن المملكة لديها الإمكانات المادية الكبرى التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي، وهي كفيلة بخلق واقع مغاير تلبية لطموحات رؤية المملكة 2030"، مشيرا إلى وجود بنية عليمة من الكوادر المتخصصين في مجال الآثار والسياحة لتشغيل تلك المواقع، وأشاد بالتجارب الناجحة في التعاون ما بين الجهات الخدمية، إذ قال: "في موقع قلعة تاروت أدت جهود البلدية إلى تذليل العقبات في بعض المواقع التي أصبحت عنصر جذب مثل قلعة تاروت وحمام أبو لوزة"، داعيا إلى أهمية تهيئة مواقع العيون التاريخية والاستفادة منها لتحويلها لمواقع جذب سياحي مثل عين الداروش، والعين الجنوبية في مدينة صفوى، وعين الطيبة في بلدة العوامية، وعين الكعيبة الواقعة بين مدينة سيهات وبلدة الجش، وعين الصدرية، وحمام أبو لوزة في مدينة القطيف، وهي مواقع طبيعية وأثرية يمكن تطويرها، وفتح مشاريع جاذبة في تلك المواقع مثل المقاهي والمطاعم الشعبية. جذب سياحي اقتصادي وأشار إلى أن بعض المواقع الأثرية تكون خارج النطاق العمراني وتحتاج لعمل وجهد أكبر، بيد أن لدينا مواقع أثرية وتراثية داخل النطاق العمراني أو ملاصقة له يمكن تحويلها لمناطق جذب سياحي بأقل التكاليف، وقال: "في مدينة الخبر يكون موقع الراكة الأثري الذي تم اكتشافه قبل أعوام عدة، ويمكن جعلة منطقة جذب سياحي ليكون ضمن خريطة سياحية، ويمكن فتح متحف يضم بعض المعثورات الأثرية الخاصة بالموقع، وكذلك موقع مردومة في الجبيل وهو موقع إسلامي وفيه مباني أساسات واضحة والطريقة في الوصول إليه سهلة، وموقع الدفي في الجبيل الذي عملت فيه كمنقب مدة 6 أشهر"، مشيرا إلى أن أي موقع أثري إن اكتشف ولم يتم ترميمه والاهتمام به فسيكون عرضة إلى العوامل الجوية والتعرية ما قد يؤدي إلى انهياره في نهاية المطاف". وشدد على أهمية تبني خدمات مساندة في المواقع الأثرية المستهدفة لتصبح مناطق جذب حقيقي للسياح، إذ أن ذلك يخلق المزيد من الوظائف، ويحرك من عجلة الاقتصاد في نفس الوقت، مقترحا أن تنشأ مشاريع مثل محال بيع الهدايا التذكارية والتحف والمكاتب السياحية والمرشدين السياحيين الفرديين، ومشاريع النقل الخاصة وفتح المتاحف العامة والتسريع بفتح المتاحف الخاصة لتكون عنصر دعم للمشاريع العامة، وفتح الممرات داخل المواقع الأثرية، وجعلها مضاءة في المساء. وأبان بأن من الأفكار الاقتصادية التي تحول تلك الأماكن الأثرية لمواقع سياحية جعل المتاحف غير صامتة، إذ يمكن عرض قطع من الفخار في عملية محاكاة لترميم الجرار، وأن يقوم الزائر بعملية الترميم بنفسه عبر إرشاده للطريقة من قبل المختصين في الموقع، وأن يوضع رمل ناعم وتوضع تحت قطع لمحاكاة عملية التنقيب التي كانت في هذا الموقع وأن يفتح المجال للأطفال بالقيام بعملية محاكاة للتنقيب". روافد اقتصادية وعن موقع ثاج الأثري الذي يقع في منطقة الصرار قال: "إن هذا الموقع يمكن العمل عليه وتحويلة لمنطقة جذب، خاصة أن الطرق المرصوفة وصلت إلى المنطقة، مضيفا "المملكة تتمتع ببنية تحتية قل نظيرها في العالم وهذا من عوامل القوة التي يجب استخدامها في تطوير تلك المواقع". وتابع "موقع ثاج غني بعناصر الجذب السياحي ففيه معثورات أثرية قيمة ويمكن عمل متحف لعرض بعضها فيه، وفي الموقع مدافن أثرية ومكان للسوق والسكن"، مشيرا إلى أن بعض المشاريع ذات البعد الاقتصادي الأثري متعثرة مثل متحف الدمام المتعثر منذ نحو 11 عاما. وتابع "حاضرة مثل المنطقة الشرقية التي تستمر فيها الحضارات 7000 سنة كحضارة ما بين وادي النيل والسند، وحضارة ديلمون، حاليا ليس فيها متحف"، مضيفا "نحن كمختصين ندرك أهمية أن يرى مشروع المتحف النور فهذا يحقق العوائد الاقتصادية ويعزز من مكانة المملكة وتاريخها الممتد لأكثر من 7000 عام من الحضارات المتعاقبة". وأبان بأن المصادر التاريخية توكد أن المنطقة الشرقية، منطقة التقاء حضارات وقربها من حضارة وادي الرافدين أعطتها مكانة خاصة، كما تأثرت بحضارات أخرى، وهي منطقة كنوزها مدفونة تحت الرمال". وشدد على أن إنشاء المتاحف العامة في المواقع الأثرية المكتشفة يشكل أهمية كبرى، إذ أنه رافد من روافد السياحة، خاصة بعد تسهيل وصول الأجنبي بدخوله للمملكة من خلال سهولة الحصول على التأشيرات بالنسبة للسائح الأجنبي، قال: "إن وجود المتاحف داعم للسياحة وبالتالي للاقتصاد المحلي، ومع وجود البنية التحتية القوية يمكن صنع معالم سياحية ذات بعد اقتصادي". جذب 70 مليون زائر إلى ذلك شدد الخبير الاقتصادي حسين عبدالوهاب المعلم على أن المملكة تمكنت من تعزيز الجوانب السياحية وفق رؤية المملكة 2030، مشيرا أن هناك اهتماما ضخما بالتنمية السياحية التي تعزز من الجوانب الاقتصادية، وقال: "شهدت السياحة في المملكة تحولات كبيرة وملموسة بسبب الدعم الكبير الذي تقدمة القيادة الرشيدة إلى المواقع السياحية، وإلى المواقع الأثرية، وبكل تأكيد سنشهد المزيد من التطوير ضمن هندسة رؤيتنا التي شهدنا ولمسنا نتائجها الإيجابية"، مؤكدا على أهمية الاستثمار في المملكة في هذا القطاع القوي الذي يحقق ربحية عالية. وتابع "حقق القطاع السياحي نموا ملحوظا، وهو أسرع القطاعات نموا في العالم، وشهد العام الماضي في المملكة عودة قوية للسياحة، وتسعى المملكة لجذب نحو 70 مليون زائر دولي ومحلي وذلك وفق ما أشار له معالي وزير السياحة في منتدى الاستثمار الإسباني". حسين المعلم

مشاركة :