أرباب المعاشات في إيران يتظاهرون ضد غلاء المعيشة

  • 6/7/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تظاهر أرباب المعاشات في إيران الاثنين احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة، وذلك في تحد آخر للسلطات التي تواجه قلاقل منذ أسابيع سرعان ما اتخذت منحى سياسيا بالدعوة إلى إسقاط النظام. وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية أن المتظاهرين هتفوا “نفقاتنا بالدولار.. دخلنا بالريال” في تبريز بشمال غرب إيران. وأضافت “نحو ألف من أرباب المعاشات تجمعوا للاحتجاج سلميا ورافقتهم الشرطة” في المدينة. وأبرزت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي حشودا في قزوين وشيراز وشوشتار ومدن أخرى، وردد كثيرون شعارات مناهضة للحكومة وإدارة الرئيس إبراهيم رئيسي للاقتصاد. وقالت وزارة العمل والرعاية والضمان الاجتماعي الأحد إنها زادت المعاشات 57.4 في المئة إلى 55.8 مليون ريال إيراني (177 دولارا) شهريا. لكن أرباب المعاشات يقولون إن الحكومة تأخرت كثيرا في معالجة التضخم الذي تشهده البلاد منذ سنوات. إلقاء المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي باللوم في بعض الاضطرابات على أعداء أجانب لم يعد يجد آذانا صاغية إلقاء المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي باللوم في بعض الاضطرابات على أعداء أجانب لم يعد يجد آذانا صاغية وشهدت إيران سلسلة من الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبعد انهيار مبنى عزا المتظاهرون سببه إلى الإهمال والفساد. وألقى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي باللوم في بعض الاضطرابات على “أعداء أجانب” يسعون للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، إلا أن لجوء النظام إلى نظرية المؤامرة الخارجية لم يعد يجد آذانا صاغية. وبالفعل يسود الإحباط بين الإيرانيين بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والمشكلات الاقتصادية، بينما تتعثر جهود إحياء اتفاق 2015 النووي مع القوى العالمية وما يتبع ذلك من تخفيف للعقوبات. وخوفا من تجدد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في السنوات القليلة الماضية، التي بدا أنها سلطت الضوء على ضعف المؤسسة أمام الغضب الشعبي حيال الاقتصاد، خفضت الحكومة الإيرانية دعم سلع أساسية مثل زيت الطهي ومنتجات الألبان ووصفت قرارها بأنه “إعادة توزيع عادلة” للدعم على أصحاب الدخل المنخفض. لكن المحتجين وسّعوا مطالبهم، إذ نادوا بالمزيد من الحريات السياسية وإنهاء الجمهورية الإسلامية وسقوط قادتها. ويخشى حكام إيران تكرار احتجاجات عام 2019، وهي الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية، على الرغم من أن السلطات رفضت تقارير ذكرت عدد القتلى في تلك الاحتجاجات ومنها تقرير لمنظمة العفو الدولية يفيد بسقوط أكثر من 300 قتيل. وتزيد الاضطرابات الأخيرة الضغوط المتصاعدة على حكام إيران، الذين يكافحون من أجل إبقاء الاقتصاد واقفا على قدميه في ظل العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها منذ عام 2018 عندما انسحبت واشنطن من اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى. وتعثرت محادثات إحياء الاتفاق منذ مارس. وفي عام 2019 سرعان ما اتسع نطاق ما بدأ في صورة احتجاجات متفرقة على زيادة مفاجئة في أسعار الوقود ليصبح واحدا من أكبر التحديات التي تواجه حكام إيران، مما أثار حملة قمع هي الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية الذي يمتد على مدى 40 عاما. وأظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يحرقون صور الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي ويهتفون “لا نريد حكم رجال الدين”، وطالبوا بعودة رضا بهلوي، الابن المنفي لشاه إيران المعزول. رضا بهلوي يدعو إلى الوحدة بين الإيرانيين من أجل إيران حرة ودعا رضا بهلوي في رسالة مصورة عبر حسابه على تويتر إلى الوحدة بين الإيرانيين “من أجل إيران حرة”، وعبر عن مواساته لأسر “من قتلوا خلال الاضطرابات”. وقال بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد إن خدمات الإنترنت تشهد انقطاعات، وهو ما يُنظر إليه على أنه محاولة من قبل السلطات لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم التجمعات ونشر مقاطع الفيديو. ونفى مسؤولون حدوث انقطاع في الإنترنت. وبحسب أرقام رسمية يعيش زهاء نصف سكان إيران، البالغ عددهم 85 مليون نسمة، تحت خط الفقر. وفاقمت العقوبات الأميركية، إلى جانب ارتفاع التضخم والبطالة وتراجع العملة الوطنية والفساد الحكومي، الوضع الاقتصادي المتردي. وسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب واشنطن عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى كبرى وأعاد فرض العقوبات على طهران. وتعثرت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران منذ مارس. وارتفعت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب الأزمات في سلسلة التوريد العالمية وغزو روسيا لأوكرانيا، وكلتاهما تصدّر العديد من الضروريات. وتستورد إيران نصف زيوتها للطهي من أوكرانيا، ثم أبعد القتال العديد من المزارعين عن الحقول. ورغم أن إيران تنتج ما يقرب من نصف القمح الذي تحتاجه، إلا أنها تستورد معظم الباقي من روسيا. لكن تهريب الخبز الإيراني المدعوم بشدة إلى العراق وأفغانستان المجاورين تصاعد بالتزامن مع انتشار الجوع في جميع أنحاء المنطقة. ويدمر الجفاف الاقتصاد الإيراني. وخلقت العقوبات الغربية بشأن الاتفاق النووي صعوبات إضافية. وارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 40 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ 1994. ولا تزال بطالة الشباب مرتفعة أيضا؛ حيث تبقى قرابة 30 في المئة من الأسر الإيرانية تحت خط الفقر حسب مركز الإحصاء الإيراني. إيران شهدت سلسلة من الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبعد انهيار مبنى عزا المتظاهرون سببه إلى الإهمال والفساد وشهدت العائلات الإيرانية انخفاضا سريعا في قدرتها الشرائية. وتحاول الحكومة التحرك بسرعة لتخفيف الألم. ووعدت السلطات بدفع 14 دولارا شهريا لكل مواطن إيراني لتعويض ارتفاع الأسعار. ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها المدن الإيرانية احتجاجات شعبية تقابلها القوات الأمنية بالأسلحة، إذ تكررت المظاهرات التي حملت طابعًا سياسيًا وأخرى نادت بتحسين الأوضاع المعيشية عدة مرات خلال السنوات الماضية. وفي مطلع عام 2020 احتشد الآلاف من الطلبة الإيرانيين في العاصمة طهران، مطالبين برحيل المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي، إثر اعتراف هيئة الأركان الإيرانية باستهدافها “عن طريق الخطأ” طائرة أوكرانية، ما تسبب بمقتل 167 راكبًا قرب مطار “الإمام الخميني” في طهران، بحسب ما نقلته وكالة فارس الإيرانية. كما شهد مارس من العام الماضي احتجاجات ضد الحكومة الإيرانية، عقب حملة أمنية شنتها القوات الإيرانية على أفراد إحدى الأقليات القومية على حدودها مع باكستان بتهمة تهريب النفط. وفي عام 2009 جاءت الانتفاضة الشعبية التي حملت اسم “الانتفاضة الخضراء” على خلفية إعادة انتخاب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد وخسارة منافسه مير حسين موسوي، وتحدث المحتجون عن عملية تزوير للانتخابات، ورفعوا لافتات خضراء كُتب عليها شعار “أين صوتي؟ من سرق صوتي أيها الدكتاتور؟”.

مشاركة :