بالتزامن مع البيانات العربية والدولية المنددة بالتصريحات المسيئة للنبي محمد التي أدلى بها مسؤول بالحزب الحاكم في الهند، بدأت تظهر بوادر مقاطعة اقتصادية للمنتوجات الهندية، حيث أزالت متاجر في دول خليجية بضائع قادمة من الهند، في حركة تعيد للأذهان حملة المقاطعة التي شنت ضدّ فرنسا على خلفية تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون اعتبرت مهينة للنبي محمد. وأثارت تعليقات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا، نوبور شارما، التي تطرّقت إلى علاقة النبي محمد بزوجته الصغرى عائشة، ردود فعل غاضبة لدى المسلمين. وأدلى متحدث آخر باسم الحزب هو نافين كومار جندال بتعليقات مماثلة على تويتر تناولت النبي محمد، لكنّه سرعان ما حذفها. وتسببت هذه التصريحات في غضب واسع النطاق محليا ودفعت السلطات إلى محاولة احتواء الأزمة قبل أن ينفجر الوضع، رغم أنها رأت أن الإدانات لا مبرر لها. وبحسب الحزب، تم تعليق عضوية شارما بسبب تعبيرها عن “آراء مخالفة لموقف” حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي يُتهم باستمرار باستهداف الأقلية المسلمة في البلاد، بينما طُرد جيندال. قرار المتاجر الكويتية برفع المنتجات جاء وسط مطالبات خليجية وعربية بمقاطعة المنتجات الهندية بشكل كامل ويعيش نحو 8.7 مليون من بين 13.5 مليون مغترب هندي في منطقة الخليج وحدها، غالبيتهم في الإمارات (3.4 مليون) والسعودية (2.5 مليون) والكويت (نحو مليون هندي)، بحسب إحصائيات هندية رسمية. وبعيد انتشار التصريحات، أزالت جمعية العارضية التعاونية جنوب غرب مدينة الكويت منذ مساء الأحد البضائع الهندية من على رفوفها، فيما أفاد مسؤول في اتحاد الجمعيات التعاونية، أكبر سلسلة متاجر غذائية في الكويت، أن نقاشا يجري حول اعتماد المقاطعة في كافة الفروع. وقال مدير جمعية العارضية التعاونية ناصر المطيري “قاطعنا المنتجات الهندية بسبب الإساءة للرسول. نحن كشعب كويتي ومسلم لا نرضى بالإساءة للرسول”. وقال مطلق رشيد الذي كان يتبضع في المتجر “مقاطعة الهند شيء مفروض على كل مسلم وعلى كل دولة. يجب على كل الدول الإسلامية وعلى كل الأفراد أن يقاطعوا جميع البضائع الهندية”. وجاء قرار المتاجر الكويتية وسط مطالبات خليجية وعربية بمقاطعة المنتجات الهندية بشكل كامل. وفي القاهرة، اعتبر الأزهر في بيان أنّ التصريحات تمثّل “الإرهاب الحقيقي بعينه الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدَّى بكل حزم وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين”. واعتُبرت تصريحات شارما سببا في اندلاع صدامات في ولاية أوتار براديش الهندية الجمعة وطالبت منظمات إسلامية هندية عدة بتوقيفها. وبررت شارما عبر تويتر تعليقاتها بأنها جاءت ردا على “الإهانات” الموجهة ضد الإله الهندوسي شيفا، وقالت “إذا تسببت كلماتي بإزعاج أو أساءت إلى المشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فأنا بموجب ذلك أسحب تصريحي دون شرط”. المتاجر الكويتية تقاطع المنتجات الهندية بشكل كامل المتاجر الكويتية تقاطع المنتجات الهندية بشكل كامل وبعدما استدعت السلطات في قطر والكويت سفيري الهند لتقديم احتجاج رسمي ونددت السعودية بالتصريحات عبر وزارة خارجيتها، اعتبرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في بيان أن “مثل هذا الفعل الشنيع لا يمثل احترام الأديان”. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، في بيان عن “شجبه ورفضه واستنكاره للتصريحات”، مشددا على “الموقف الرافض للاستفزاز أو استهداف المعتقدات والأديان أو التقليل من شأنها”. وحذّرت “رابطة العالم الإسلامي” ومقرها السعودية من “المخاطر التي تنطوي عليها أساليب إثارة الكراهية ومن ذلك التطاول على الرموز الدينية”، فيما رحّبت وزارة الخارجية البحرينية بقرار إيقاف المتحدثة باسم الحزب الهندي عن العمل. وطالبت “حركة مجتمع السلم” في الجزائر الحكومة الهندية بأن تقدم “اعتذارا رسميا للمسلمين وتعهدا بعدم تكرار ذلك”، داعية إلى “هبة عالمية لنصرة النبي… وإلى ممارسة كل أشكال الضغوط والعقوبات القانونية والسياسية والدبلوماسية”. واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الهندي للاحتجاج، بينما أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية هيثم أبوالفول “استنكار المملكة لهذه التصريحات، والرفض القاطع للمساس برموز الدين الإسلامي والرموز الدينية كافة باعتباره سلوكا يغذي ثقافة الكراهية والتطرف”. وسبق أن أثارت تصريحات اعتبرت مناهضة للإسلام تظاهرات غاضبة في العالم الإسلامي. وتعرضت فرنسا في 2020 لانتقادات شديدة في دول إسلامية بعدما دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد باسم حرية التعبير إثر إقدام إسلامي متطرف في أكتوبر من ذاك العام على قطع رأس مدرس فرنسي عرض على طلابه هذه الرسوم. كما خرجت تظاهرات غاضبة في عدة دول إسلامية احتجاجا على تصريحات ماكرون.
مشاركة :