تعتبر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، جهة رسمية مهمة لتدريب وتأهيل جيل الشباب الذي يسعى لإيجاد فرص وظيفية، وتُعد نقطة فاصلة للموازنة بين حاجة الشباب والسوق معاً، فمنذ تأسيسها في عام 1980 وهي تسعى لسد احتياجات السوق وتوفير فرص عمل وذلك عن طريق تدريب الشباب والشابات وصقل مهاراتهم وفق أسس ومناهج تدريبية على أيدي مدربين وكفاءات يمتلكون مهارات عالية في التدريب مما يساهم في إيجاد فرص وظيفية لهم بالإضافة لتقديم برامج تدريبية منتهية بالتوظيف. وتسعى المؤسسة للتطويرالمستمر وذلك بعقد الشراكات في القطاع العام والخاص، والتي تشمل الدبلومات والدورات القصيرة، و يتم اختيار الشراكات وفق متطلبات الحاجة الأكثر أهمية وإلحاحاً لمتطلبات العمل وبما يتناسب مع المتغيرات التي تواكب وتدعم رؤية 2030، وتهيئة جيل مدرب يساهم في في تحقيق الرؤية . ولا يتوقف دور المؤسسة بعقد الشراكات فقط وإنما تقوم بمتابعتها وتقديم المساعدة الفنية والمشورة الإدارية في مجال التدريب للقطاعين العام والخاص، مما جعلها تحقق المرتبة التاسعة من بين 154 دولة مشاركة في مؤشر المعرفة العالمي. تلقينا دعوة خاصة للإعلاميين لإحدى الشراكات التي تشرف عليها المؤسسة وهي (المعهد العالي للسياحة والضيافة) والذي ابتدأت الزيارة فيه بتقديم عرض تقرير لإنجازات المؤسسة المتوالية بإحصائيات وأرقام مبشرة، ومن ثم تجولنا في أروقة المعهد وفوجئنا ببيئة نموذجية كاملة مهيأة، عبارة عن محلات لبيع الملابس وغرف فنادق وبهو ومقاهي ومطابخ للتعليم. مدينة مصغرة صممت لتدريب الطالبات ميدانياً وتأهيلهن للانطلاق لاحقاً على أرض الواقع بثقة أكبر وكسر حاجز الخوف والرهبة من المواجهة، ويشمل 30% من التدريب تأهيلهن على كيفية التعامل مع الزبائن، مما يجعل فرص المتدربات أكثر طلباً لصاحب العمل الذي يرغب بموظفة مدربة وعلى دراية كاملة بالمهام وجاهزة لاستلام العمل، ويعفيه من مهمة التعليم والتدريب. ويتنوع التدريب بالمعهد ليشمل تأهيل البائعات في المحلات، باريستا للقهوة ، مشرفات تقييم خدمة الغرف بالفنادق، محاسبات، موظفات استقبال ، ومطبخ كبير لتعليم الطبخ وفق أسس ومعايير عالمية. ويقوم المعهد بتوعية المتدربات على أهمية كسب الرزق وعدم الاعتماد على الغير لأن اليد العليا خير من اليد السفلى، كما يقوم بتعزيز أهمية التدريب الذي يجعلهن أكثر أحقية للترقيات بالعمل من غيرهن، وقد يفتح أبواباً أخرى ويجعل منهن رائدات أعمال ينطلقن بمشاريعهن الخاصة . جولة ممتعة قضيناها في أروقة المعهد العالي للسياحة والضيافة، تذوقنا خلالها أصنافاً من الحلويات والمخبوزات من صنع فتيات سعوديات يعملن بشغف لتحقيق طموحهن. نأمل أن نراهن قريباً على أرض الواقع في سوق العمل، فكم جميل أن ترى أبناء وبنات جلدك في كل مكان تذهب إليه، هذا التناغم سوف يصنع نوعاً من الألفة والحميمية والانتماء للمكان بين الزبون والعامل الذي يشاركك اللهجة والعادات والانتماء.
مشاركة :