يختلف علماء النفس حول تحديد أسباب المواقف السلبية لكثير من الرجال حول المرأة القوية، فبعضهم يقول إنها مواقف غريزية بسبب اختلاف الجنس، واعتبار أن القيادة يجب أن تكون دائماً للرجل في جميع الميادين. ولكن هناك علماء آخرين يعتبرون أن الرجل يتبنى مواقف مبنية على أوهام قديمة، ولا يحاول فتح ذهنيته أو تغييرها. ولذلك يقال بأن المرأة أكثر قابلية للتغير من الرجل. كما أن علماء آخرين يقولون بأن الرجل يعتبر تقليدياً أكثر من المرأة من حيث عدم تقبل ماهو جديد. في الزواج أيضاً الإحصائية التي أجرتها الدراسة مع آلاف الرجال من دول عدة في العالم، ودامت نحو أربعة أشهر أظهرت بأن ثلثي الرجال الذين أخذت آراؤهم لا يرغبون في الزواج من المرأة القوية في شخصيتها ومواقفها وآرائها ورؤيتها للأمور. فما هي الأسباب وراء ذلك وما الذي يخشاه الرجل في المرأة، وما هي عناصر القوة التي تتمتع بها المرأة وتخيف الرجل؟ أولاً، المرأة القوية تعتبر نفسها في مهمة حياتية مستمرة فالقويات يعلمن ما تردن من الحياة، وتقمن بتحديد مسار حياتهن بشكل يجلب إليهن الطمأنينة والتقدم والازدهار. الرجل يخشى من امرأة من هذا النوع؛ لأنه يعتبر بأن دوره سيتقلص إذا تزوج ممن تتمتع بهذه الصفة. ثانياً، تذهب إلى حيث ما تريد فهي لا تقبل أن تكلل بالقيود، أو أن يتحكم بها رجل من حيث حرية الحركة، واتباع ما هو أفضل بالنسبة لها. والرجل يخشى هذه الصفة فيها؛ لأنه يعتبر بأنه سيفقد السيطرة على الموقف، وستكون المرأة هي التي تختار القيام بما تريده. وهذا بحسب قول الدراسة، يدخل الشك في نفوس بعض الرجال من حيث احتمال أن تخونه امرأة تتمتع بهذه الصفة، علماً بأن العكس هو الصحيح. فالقيود الزائدة على الحد والكبت هما العاملان اللذان ربما يجبران المرأة على ارتكاب الخيانة. ثالثاً، تتخذ المواقف وتتحرك للعمل إن امرأة تتمتع بهاتين الصفتين لا تنتظر الضوء الأخضر من أحد للتحرك، بل هي تتحرك عندما يتطلب الموقف التحرك. هنا، بحسب وصف الدراسة، فإن الرجل يخشى من أن زواجه من امرأة من هذا النوع سيلغي دوره في إعطاء الأوامر، وتحديد أطر تحرك الزوجة. رابعاً، تتمتع بالاستقلالية وفي هذه الحالة فهي لا تخشى أقوال الآخرين، ولا تعطي أهمية لما يقولونه عنها. كما أنها لا تعتمد على الرجل في شيء؛ لأنها ستعمل لكي تكون مستقلة من نواح كثيرة. وهذا ما يشعره بأنه لن يكون المتحكم بها وبمصير الحياة الزوجية. خامساً، لا تبالي إن بقيت وحيدة طوال حياتها وهي حتى إن تزوجت فترغب في أن تبقى وحيدة في بعض الأوقات تعيد ترتيب الأمور. والرجل يخشى من مثل هذا الموقف، ويعتقد بأن زوجته ربما لا تحتاج إليه في شيء. إنهم لا يقدرون بأن الإنسان يشعر أحياناً بالرغبة في إعطاء وقت لنفسه مع نفسه للتفكير، وربما تصحيح خلل في الحياة الزوجية. سادساً، تختار الأصدقاء الأقوياء وبالنسبة للرجل فإن امرأة كهذه لا تصلح له كزوجة؛ لأن غالبية الرجال لا يقبلون بأن يكون لزوجاتهم أصدقاء كثيرون، أو أصدقاء يتمتعون بقوة في الشخصية. سابعاً، تسعى إلى العلم والمعرفة وهو الأمر الذي يخيف بعض الرجال، كما أن كثيرين منهم لا يسمحون لزوجاتهم بالسعي وراء العلم أو الدراسة للحصول على شهادات عليا. ثامناً، تملك قيماً ومبادئ قوية في الحياة وفي هذه الحالة يشعر الرجل بأن شخصيته مهتزة أمامها؛ لأنه ربما ينقاد إلى مواقف ينسى فيها مبادئه وقيمه، وبخاصة إذا تعلق الأمر بالخيانة الزوجية. هذا لا ينطبق على جميع الرجال بل على شريحة لا تملك مبادئ قوية من حيث الإخلاص للحياة الزوجية. تاسعاً، تملك أهدافاً في الحياة تريد تحقيقها فهي قد تريد أن تصبح إنسانة مشهورة كطبيبة أو مهندسة أو أية مهنة أخرى تعطي لها قيمة وهيبة في الحياة. الرجال في حقيقة الأمر يخشون أيضاً من هذا النوع من النساء، ولا يرغبون في الزواج منهن؛ للاعتقاد بأن أهداف الزوجة ربما توصلها إلى القمة، وهو لن يستطيع مجاراتها. عاشراً، لا تساوم على الثقة الزوجية وهذا يعتبر أمراً غير مستحب عند الرجل الذي ربما يفكر في خيانتها، وبالتالي سيخسر زوجته التي لن تغفر له فعلته.
مشاركة :