أعلن اليساري غوستافو بيترو (62 عامًا) الذي تصدّر الدورة الأولى من الانتخابات في 29 أيار/مايو مع حصوله على 40% من الأصوات "حملتُنا في أيدي النساء". وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة "ايل ايسبيكتادور" El Espectador اليومية أن "موقف المرشح الآخر (المستقل رودولفو هيرنانديث) من هذا الموضوع شديد في رجعيته، على مستوى طالبان تقريبًا". وتابع "كيف نبني ديموقراطية إذا كان نصف السكان خاضعين!"، في ما بدا هجومًا واضحًا على خصمه الذي يصفه بأنه "ذكوري". الحقّ في الإجهاض بعد تأهله بشكل مفاجئ إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الكولومبية بفضل خطابه المناهض للفساد، يُشكّل هيرنانديث تهديدًا فعليًا لغوستافو بيترو. وهو يأمل أن يصبح أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا الحديث، ويبحث عن أفضل طريقة لإضعاف حظوظ منافسه. الأسبوع الماضي، حاول بيترو استمالة الناخبات من خلال التقرب من المنظمات النسوية التي واجه معها عدة مشاكل بعدما دعم مرشّحًا من معسكره كان متّهمًا بارتكاب اعتداء جنسي في قضية أُغلقت لاحقًا. وخلال اجتماع في بوغوتا مع 36 منظمة نسوية، وعد بيترو بأن يطبّق المرسوم الدستوري القاضي بإلغاء تجريم الإجهاض حتى الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، وهي مهلة ستكون الأكثر مرونة في أميركا اللاتينية. وقال المرشّح الرئاسي على وقع التصفيق، وهو يرتدي وشاحًا أخضر يرمز للحقّ في الاختيار، "إن الإجهاض هو قرار حرّ للنساء، لذلك لا يجب أن يكون هناك عقاب اجتماعي". تزوّج بيترو ثلاث مرّات، وهو أب لستة أطفال. ويدعو إلى اعتبار مكافحة الجرائم بحقّ النساء "أولوية في قانون العقوبات". وهنّأت مديرة منظمة "أرتيميساس" Artemisas غير الحكومية جوليانا مارتينيز المنظمات النسوية على "لعبها دورًا حاسمًا في الانتخابات الآن". وخلال حملته الانتخابية، استفاد المرشّح اليساري من هذه المواضيع من خلال اختيار نائبته للرئاسة فرانسيا ماركيز وهي إفريقية كولومبية وناشطة نسوية مناهضة للعنصرية فرضت نفسها منذ الآن كإحدى الظواهر الطاغية في هذه الانتخابات. مقاومة بيترو أو خوف من هيرنانديث يُعرف خصمه المستقلّ هيرنانديث بتصريحاته المثيرة للجدل، وقد أثار غضب هذه المنظمات النسوية نفسها، معتبرًا أن "الحلّ المثالي يكمن في أن تكرّس النساء وقتهّن لتعليم الأطفال". وقد عبّر أيضًا عن عدم تأييده لتجريم قتل النساء في وقت تُقتل نحو 600 امرأة سنويًا في كولومبيا. وكتبت الصحافية يولاندا رويز في صحيفة "ايل ايسبيكتادور" أن "هناك الكثير من النساء في الوسط وفي يمين الوسط يواجهن معضلة بشأن أيّهما أهم: مقاومتهنّ لبيترو أو خوفهنّ من مرشّح مثل رودولفو هيرنانديث يُمثّل الماضي الأبوي". في الأيام الأخيرة، دحض رودولفو هيرنانديث (77 عامًا) المتزوّج منذ أربعة عقود تقريبًا والأب لخمسة أطفال، هذه الاتهامات. واعترف بأنه "نشأ في جوّ ذكوري"، غير أنه اعتبر أيضًا أنه "صحح" تأثير ذلك عليه. وقال إن "النساء أكثر اجتهادًا وتركيزًا ولديهن تحفّظات أخلاقية أكبر، وهنّ فوق كل ذلك فاعلات أكثر". وذكّر بأن "اثنين من كل ثلاثة مناصب في إدارة" بلدية بوكارامانغا التي كان هو رئيسها (شمال شرق) "تشغلهما نساء". وأكّد هيرنانديث غداة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية "سيتمّ الحفاظ على المهل المحددة للمساعدة في تنفيذ عمليات الإجهاض". ونشر فريق هرينانديث الاثنين "عشرة مشاريع قوانين من أجل النساء"، مشددًا على ضرورة "تطبيق القوانين الموجودة قبل سنّ قوانين جديدة"، بما فيها مقترح بشأن المساواة في دفع الأجور. ويسعى المرشّح المستقل إلى "تشجيع الاستقلالية المادّية" للنساء، واعدًا ببرنامج طموح يكافح "العنف القائم على النوع الاجتماعي" ويسعى إلى "التوفيق على نحو أفضل بين الحياة العائلية والعمل". وتابع "في حكومتي، ستشغل النساء 50% من المناصب العامة، مع مساواة في الأجور ... مثلما فعلتُ في بوكارامانغا".
مشاركة :