بقلم الكاتب : أحمد صالح حلبي كثيرون يعيشون بيننا مبتسمون فرحون ، باكون متألمون ، لا نحس بألمهم ، ولا نشاركهم فرحتهم ، إلا إذا غابوا عن الوجود ، فنبدأ في استعادة ذكرياتهم ، ومواقفهم معنا ، سواء كانت سلبية ام إيجابية ، وحينها فقط نبدأ في سرد تلك الذكريات . ويوم امس غيب الموت المطوف الاستاذ / عدنان عبدالوهاب معلم – يرحمه الله – ، فعادت بي ذكريات سنين مضت ، في أوائل التسعينات الهجرية ، يوم كان المرحوم صديقا لوالدي – يرحمه الله – ، وكان حينها يعمل لازال في فترة التدريب بمعهد اعداد المعلمين ، ويعمل في مجال خدمات الحجاج مع اخوته عبدالرحمن – يرحمه الله – وغيرهم . وحينما بدأت بعثة الحج التركية في تلك السنوات في وضع تنظيم لحجاجها ، كان الاستاذ عدنان معلم – يرحمه الله – من أوائل المطوفين الذين فتحوا منازلهم قبل مكاتبهم للبعثة وتعاون معهم بشكل مشرف . وكنت التقائي به كثيرا ، ومنافستي له اكثر ، اذ كنا نتنافس في القدرة على جذب اكبر عدد من الحجاج ، وكان – يرحمه الله – يردد لو لم يكن ابوك صاحبي لشكوتك عنده . وكان كثيرا ما يردد في لقاءاته بوالدي – يرحمه الله – ، اترك المكتب فعند سبعين – يقصدني وشقيقي وليد – ، يمكنهم القيام بخدمة الحجاج . ورغم التنافس القوي بين المطوفين خلال تلك الفترة ، خاصة مطوفي حجاج تركيا ، إلا أنه لم يخطىء بكلمة تجاهي رغم فارق السن بيننا . وكان – يرحمه الله – ناصحا أميناً ، وكنت قد هاتفته العام الماضي مستشيره في موضوع خاص ، فكان ناصحاً أميناً ، وقال كلمة لازالت عالقة بالذهن ، ” ترى انت كبير وتفهم ، وكلامي لازم تحترمه والا لا تتصل بي ” . ولَم يقل انت اصغر مني سنا ، لكنه منحني حقي في السن ، وأكد في نفس الوقت مكانته . واليوم ونحن نودعه ، فلا اقول سوى ، رحمك الله يا عدنان معلم ، يامن كنت معلما باللقب والوظيفة ، والمكانة لدي
مشاركة :