أقيمت اليوم ندوة حول كتاب “المسكوت عنه في سينما الأنبياء”، للكاتبة حنان أبو الضياء حيث شارك فيها عدد كبير من الكتاب والنقاد ومنهم الكاتب والناقد الكبير أ ٠د حسام عقل والناقد أ ٠ خالد الصور، والدكتور أمير الشبل. وكان موضوع الندوة حول قصص الأنبياء التى ذُكرت في القرآن الكريم؛ والتي لم تأت للتسلية والتلهي، وإنما جاءت عظة وعبرة لأولي الألباب، وبالتالى إنتاج تلك الأعمال تثير في النفس التأمل والتفكر في سنن الحياة وقواعد الاجتماع البشري وسيرة الناس عبر الزمان والمكان. وإن كان ربنا، تبارك وتعالى، أنعم علينا بنعمة قصص طائفة من حكايات الأنبياء وأقوامهم فإنه يلفت النظر إلى أن المهم في تاريخ هؤلاء العظماء الانتباه إلى العظة والعبرة منها. وتنسيق وإدارت الندوة أ ٠ عزة عز الدين..حضر الندوة مجموعة كبيرة من الكتاب والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافى.ومنهم أ.مصطفى عبيد، أ.احمد النجار،الأستاذة وفاء بكرى،الكاتبة الصحفية فكرية أحمد. الناقد الفنى د.أحمد اسامة عمر. أقيمت الندوة بمقر هيئة خريجى الجامعات الذى تشرف عليه الأستاذة حنان منصور، حيث أكدت الكاتبة حنان ابو الضياء أنها لا تعرف لماذا لا يستثنى فقط من التشخيص الأنبياء أولي العزم ويتم الاستعانة بهالة ضوئية للتعبيرعنهم؛ أما باقى الأنبياء فلا مانع من ظهورهم؛ ولنا فى دراما يوسف الصديق نموذجًا يحتذى؛ فتشخيص يوسف كان سببًا فى معرفة الكثيرين له؛ ولأنبياء آخرين. واشار الدكتور أمير الشبل إلى أنه يشارك المؤلفة وجهة النظر إلى أن هناك هدف سياسى ودور للوبى الصهيونى فى تحفيز السينما العالمية على إنتاج أفلام تتمحور حول الأنبياء في العهد القديم من أمثال نوح وموسى وغيرهما؟ بشكل يصل إلى حد الظاهرة؛ التى انطلقت مع بدايات السينما في أواخر القرن التاسع عشر، وصولا إلى اليوم، ولم تفقد مرة وهجها؛ رغم أن الوسائل التقنية بين هذه الأفلام تطورت مع مرور الوقت، وهذا طبيعي، إلا أن القاسم المشترك بينها هو ضخامة الإنتاج، وتجسيد نجوم عالميين شخصيات الأنبياء من بينهم: شارلتون هيوستون وراسل كرو وغيرهما…لا شك في أن هذه الأفلام تستقطب جمهورًا كبيرًا، باعتبار أن حبكة القصص في الكتاب المقدس ممتعة وثمة تآلفًا مع أبطالها، وتتمحور الروايات حول الخير والشر؛ فضلًا عن أنها تزخر برسائل إنسانية ومادة درامية تحمل قيمًا فنية… حتى إن بعضها يعتبر من كلاسيكيات السينما العالمية ونال جوائز أوسكار؛ وحققت حتى الآن أرباحًا كثيرة؛ ورغم أنه بين الحين والآخر تنال تلك الأعمال قدرًا كبيرًا من الهجوم والرفض من رجال الدين فى الديانات الثلاث؛ إلا أن هذا لم يمنع هوليود من التحضير لأعمال جديدة. وأشار د.الشبل إلى ما تضمنه كتاب ( المسكوت عنه فى سينما الأنبياء) من تناقض اليهود الصهاينة في العالم، فهم ينددون بكل فيلم يتحدث عن المسيح وآلامه وعلى رأسها فيلم "آلام المسيح" للممثل والمخرج الأميركي ميل جبيسون، في المقابل لا نرى أو نسمع بأية ردة فعل غاضبة أو على الأقل معترضة على العديد من الأفلام التي يصنعها دعاة اليهودية متهمين فيها العالم بأفظع الجرائم، والتي يعبرون فيها عن تصوراتهم حول المسيح المخلص الخاص بهم. ليس هناك سر رهيب يقف وراءه القضية إنما كل ما في الأمر أن دعاة المسيح، عليه السلام، يروجون للعقيدة المسيحية بكل ما تحمله من مفاهيم ورموز وأبعاد عن الخير والشر في إطار "السينما الواقعية" أما أتباع الصهيونية فيلجأون للترويج عن اعتقادهم بالمسيح اليهودي المخلص، ويلجأون إلى أساليب الخيال العلمي والرمزية في فضاء سريالي من القصة والحبكة والأداء في عالم السينما. وهنا يكمن الفرق الكبير بين الرؤيتين. ذلك النمط من الواقعية والذي يتضمن أشكالا من المباشرة في السرد والخطاب، لا يحتمل الكثير من التأويل والتفسير حول ما يقصد كاتب السيناريو أو المخرج من الرسالة التي عمل على إيصالها من خلال الفيلم. أشار الناقد خالد الصور إلى محاولات يوسف وهبى بتقديم عمل فنى يتناول شخصية سيدنا محمد ؛ولكن هذا العمل هجم ولم يرى النور. وأشار الدكتور والناقد الكبير د.حسام عقل إلى وضع الكاتبة قاعدة درامية نموذجية للأفلام لمناقشة تأرجح سيناريوهاتها بين الحقيقة والخرافة؛واثر شركة فوكس القرن العشرين على أنتاج تلك الافلام وخاصة أنه من المعروف أن أعضاء الجماعة اليهودية لعبوا منذ الأعوام الأولى للسينما، دورًا أساسيًا في تطور هذه الصناعة وكانوا بارزين في كل فروعها، ولعبت تلك الشركة دورًا كبيرًا فى إنتاج أفلام عن الأنبياء اعتمدت فى تقديمها على ترسيخ الإسرائيليات فى العقول. وأن السينما العالمية قدمت فيلمين مشهوريين فى مصر عن النبى موسى بعنوان الوصايا العشر The Ten Commandments الأول صامت يحكي قصة حياة موسى النبي وخروج شعب إسرائيل من مصر تم إنتاجه عام 1923 وكان من إخراج "سيسيل دي ميل" وبطولة ثيودور روبرتس في دور موسى النبي وتم إعادة إنتاج الفيلم مرة أخرى عام 1956 بالألوان أخرجه أيضًا دي ميل وكان من بطولة شارلتون هيستون وكان مقتبس عن رواية Pillar of Fire للكاتب جي. إتش. إنجرهام. العديد من النصوص في الفيلم والحوار مأخوذة من سفر الخروج في الكتاب المقدس وذلك مع وجود بعض الاختلافات كإضافة شخصيات أو أحداث وحوارات. وأشار د. عقل إلى أن الكاتبة كانت دائما ما تشير إلى ماتحصده الافلام من ايرادات ؛ فعلى سبيل المثال حصد فيلم الوصايا العشر نجاحا باهرا فجمع أكثر من 185 مليون دولار في (شباك التذاكر الأمريكية)، ويعتبر خامس أكثر الأفلام نموًا في الإيرادات في تاريخ الولايات المتحدة وكندا حيث جمع حتى (2010) نحو 977 مليون و260 ألف دولار. أشار د.عقل ايضا إلى أن الكتاب به فصل عن الانبياء الملوك؛ومنهم سيدنا داوود عليه السلام الذى تعاملت معه السينما بشكل درامى من خلال عدة رؤى توراتية وكلها ركزت على الحكايات التى تُروى عن حروبه وعلاقته ببتشبع؛ ولم يقتربوا من داود الأواب والذى سبحت معه الجبال والطيور.
مشاركة :