انتشر في الآونة الأخيرة التسابق نحو عمليات التجميل (جسم متناسق، شفاه أكثر صحة، أنف جذاب، وجه يشع جمالًا). فهل أصبحت هذه ظاهرة سلبية في عصرنا، أم حاجة ملحة يحتاج إليها الإنسان؟ فمن الملاحظ أن هناك علاقة وثيقة تربط بين العديد من المراهقين وعمليات التجميل لدرجة الوصول إلى الحماس المفرط أثناء الحديث عنها. بحكم معايير الجمال المجحفة التي يرونها من وجهة نظرهم، فكان لا بد من كشف الحقائق عن المنافع والأضرار من تلك العمليات التجميلية. فللعمليات التجميلية منافع طبية شتى كأنهاء عُقد الحروق والجروح وبعض الإصابات الشائعة التي سبق أن تسببت بتغيير واضح في الشكل العام للإنسان سواء أكان ذكرا أم أنثى. وفي المقابل استغل البعض تلك العمليات لأغراض أخرى تعدت تلك المنافع إلى أغراض أخرى لإشباع الرغبات الذاتية كهوس ما يسمى «النيو لوك» لاهثين خلفها باعتبارها الوسيلة للارتقاء لمقاييس الجمال التي يتصورونها، والتي تقوم في غالب الأحيان على المبالغة، واللاواقعية. والواقع أن من يحتاجون تلك العمليات هم من لديهم تشوهات خُلقية تستدعي التجميل أو من تعرضوا لحوادث أدت إلى تشوها تستلزم تدخل جراحة تجميلية لإعادتها إلى وضعها الطبيعي. فلعمليات التجميل غير الضرورية أضرار اجتماعية وصحية مثل التأثير على الحالة الاقتصادية للفرد. والمعاناة من بعض المشاعر السلبية والتقلبات في الحالة المزاجية. ومن الناحية الطبية، فعمليات التجميل لا تسهم في تعزيز الحالة الصحية، وإنما يترتب عليها مجموعة من الآثار الجانبية منها الأنيميا (فقر الدم)، خطر الإصابة بالنزيف، الدخول في حالة من الغيبوبة التيً قد تكون إما دائمة أو مؤقتة. والوفاة. وقد أجاز الفقهاء إجراء عمليات التجميل الضرورية وحرموا غير الضرورية التي لا تعود على الإنسان بمنفعة صحية، حيث لا يجب علينا تغيير خلقة الله، بل حمده وشكره على ما منحنا من النعم التي لا تحصى، ومن أهم هذه النعم نعمة الجمال سواء جمال الروح أو الشكل. فقد قال تعالى: «لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ». (التين آية 4).
مشاركة :