عـمـلـيـات التجـمـيل بين الحاجة الـطـبـيـة وهـوس «الـنـيـو لــوك»

  • 6/8/2022
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

انتشر‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التسابق‭ ‬نحو‭ ‬عمليات‭ ‬التجميل‭ (‬جسم‭ ‬متناسق،‭ ‬شفاه‭ ‬أكثر‭ ‬صحة،‭ ‬أنف‭ ‬جذاب،‭ ‬وجه‭ ‬يشع‭ ‬جمالًا‭).‬ فهل‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬سلبية‭ ‬في‭ ‬عصرنا،‭ ‬أم‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الإنسان؟ فمن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراهقين‭ ‬وعمليات‭ ‬التجميل‭ ‬لدرجة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحماس‭ ‬المفرط‭ ‬أثناء‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭. ‬بحكم‭ ‬معايير‭ ‬الجمال‭ ‬المجحفة‭ ‬التي‭ ‬يرونها‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم،‭ ‬فكان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬كشف‭ ‬الحقائق‭ ‬عن‭ ‬المنافع‭ ‬والأضرار‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬التجميلية‭.‬ فللعمليات‭ ‬التجميلية‭ ‬منافع‭ ‬طبية‭ ‬شتى‭ ‬كأنهاء‭ ‬عُقد‭ ‬الحروق‭ ‬والجروح‭ ‬وبعض‭ ‬الإصابات‭ ‬الشائعة‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تسببت‭ ‬بتغيير‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬العام‭ ‬للإنسان‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬ذكرا‭ ‬أم‭ ‬أنثى‭.‬ وفي‭ ‬المقابل‭ ‬استغل‭ ‬البعض‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬لأغراض‭ ‬أخرى‭ ‬تعدت‭ ‬تلك‭ ‬المنافع‭ ‬إلى‭ ‬أغراض‭ ‬أخرى‭ ‬لإشباع‭ ‬الرغبات‭ ‬الذاتية‭ ‬كهوس‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬النيو‭ ‬لوك‮»‬‭ ‬لاهثين‭ ‬خلفها‭ ‬باعتبارها‭ ‬الوسيلة‭ ‬للارتقاء‭ ‬لمقاييس‭ ‬الجمال‭ ‬التي‭ ‬يتصورونها،‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬المبالغة،‭ ‬واللاواقعية‭.‬ والواقع‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يحتاجون‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬تشوهات‭ ‬خُلقية‭ ‬تستدعي‭ ‬التجميل‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تعرضوا‭ ‬لحوادث‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تشوها‭ ‬تستلزم‭ ‬تدخل‭ ‬جراحة‭ ‬تجميلية‭ ‬لإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬وضعها‭ ‬الطبيعي‭.‬ فلعمليات‭ ‬التجميل‭ ‬غير‭ ‬الضرورية‭ ‬أضرار‭ ‬اجتماعية‭ ‬وصحية‭ ‬مثل‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للفرد‭. ‬والمعاناة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬والتقلبات‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬المزاجية‭.‬ ومن‭ ‬الناحية‭ ‬الطبية،‭ ‬فعمليات‭ ‬التجميل‭ ‬لا‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية،‭ ‬وإنما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬منها‭ ‬الأنيميا‭ (‬فقر‭ ‬الدم‭)‬،‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالنزيف،‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الغيبوبة‭ ‬التيً‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬إما‭ ‬دائمة‭ ‬أو‭ ‬مؤقتة‭. ‬والوفاة‭.‬ وقد‭ ‬أجاز‭ ‬الفقهاء‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬التجميل‭ ‬الضرورية‭ ‬وحرموا‭ ‬غير‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬بمنفعة‭ ‬صحية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تغيير‭ ‬خلقة‭ ‬الله،‭ ‬بل‭ ‬حمده‭ ‬وشكره‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬منحنا‭ ‬من‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحصى،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬النعم‭ ‬نعمة‭ ‬الجمال‭ ‬سواء‭ ‬جمال‭ ‬الروح‭ ‬أو‭ ‬الشكل‭. ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬لَقَدْ‭ ‬خَلَقْنَا‭ ‬الإنْسَانَ‭ ‬فِي‭ ‬أَحْسَنِ‭ ‬تَقْوِيمٍ‮»‬‭. (‬التين‭ ‬آية‭ ‬4‭).‬

مشاركة :