ألعاب الكمبيوتر تؤثر إيجابا على ذكاء الأطفال ومهاراتهم

  • 6/8/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قرر فريق من علماء الفسيولوجيا في جامعة أمستردام الحرة ومعهد “كارولين” السويدي وجامعة “دويسبورغ” الألمانية معرفة كيف يؤثر الوقت الذي يقضيه الطفل في العالم الافتراضي على تطوره. وأعد العلماء برنامجا خاصا بدراستهم ولعبة خاصة عرضوها على الأطفال المتطوعين. وقد شارك في التجربة أكثر من تسعة آلاف تلميذ في المدارس تتراوح أعمارهم بين 9 و10 أعوام، ولديهم كفاءة متوسطة في ما يتعلق بالقراءة والمطالعة. وأخذ مطوّرو البرنامج كذلك في الاعتبار اختلافات وراثية وأوضاعا اقتصادية اجتماعية للأطفال. وعاد العلماء إلى التجربة نفسها لاحقا بعد مرور عامين. التجربة أظهرت أن ألعاب الكمبيوتر لا تلحق أضرارا بذكاء الأطفال فحسب، بل وتساعد في تطوير القدرة على القراءة والانتباه ويعترف الجميع بأن وسائل الإعلام الرقمية أصبحت جزءا لا يتجزأ من المجتمعات المعاصرة، إلا أن جدالا يدور إلى حد الآن بشأن مدى تأثيرها على الإنسان من الناحية المعرفية. وكان الاستنتاج الرئيسي الذي خرج به العلماء أن الألعاب الافتراضية (الكمبيوترية) أثرت إيجابا على ذكاء الأطفال. أما مشاهدة الفيديو ومطالعة شبكات التواصل الاجتماعي فلم تؤثر عليهم إطلاقا. وتحسنت نتائج دراسة الأطفال المولعين بالألعاب الافتراضية، بما في ذلك النجاحات في دراسة الرياضيات واللغات الأجنبية، كما ارتفعت سرعة القراءة والتركيز على موضوع ما لديهم، مقارنة بالذين يدرسون مناهج مدرسية عادية. وأظهرت التجربة أن الألعاب الكمبيوترية غالبا ما لا تلحق أضرارا بذكاء الأطفال فحسب، بل وتساعد في تطوير القدرة على القراءة والانتباه والقدرات على استيعاب مواد مدرسية أخرى. وقال أحد مؤلفي الدراسة، بريونو سوس “قسّمنا المشاركين في التجربة إلى مجموعتين تخصصت إحداهما في مشاهدة الفيديو وعملت ثانيهما على مطالعة شبكات التواصل الاجتماعي فاتضح أن كلا الموضوعيْن لم يؤثرا على ذكاء الأطفال، وعلى العكس فإنهما يؤثران سلبا على البصر والمزاج والنفسيات”. وتتميّز الألعاب الإلكترونية عن طرائق التعليم الأخرى بعدة مزايا منها استخدام مؤثرات سمعية وبصرية، لذلك فهي تثير أكثر من حاسة لدى الإنسان، مما يجعل التعلُّم من خلالها أكبر تأثيرا وأبقى أثرا. وإشباع الميل الفطري للمتعلمين إلى اللعب، خاصة صغار السن منهم، الأمر الذي يزيد من دافعيتهم لتعلم مواضيع لم يرغبوا بتعلمها من قبل. وإمكانية استخدامها بشكل فعال في تدريس مواد مختلفة مثل الرياضيات والعلوم والاجتماعيات وغيرها. كما يمكن للألعاب الإلكترونية تعزيز القراءة. وقال الدكتور جيسوس بوجول مدير وحدة أبحاث التصوير بالرنين المغناطيسي في قسم الأشعة في مستشفى ديل مار في برشلونة “إن الألعاب الإلكترونية في حد ذاتها لا يمكن تصنيفها كجيدة أو سيئة، إلا أنّ مدة الاستخدام هو ما يجعلها كذلك”، وبهذا فقد يحصل بعض الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو على مجموعة متنوعة من مهارات القراءة لديهم، نتيجة أحد الأسباب الآتية. وتزداد رغبة الطفل في تعلم القراءة بسبب الحاجة إلى معرفة التعليمات النصية الخاصة بالألعاب الإلكترونية. ◙ وسائل الإعلام الرقمية أصبحت جزءا لا يتجزأ من المجتمعات المعاصرة ◙ وسائل الإعلام الرقمية أصبحت جزءا لا يتجزأ من المجتمعات المعاصرة وقد يرغب بعض الأطفال بقراءة موقع ويب أو منتدى موجود على الإنترنت، من أجل الحصول على أحدث مجريات لعبتهم المفضلة. وتقدم الألعاب الإلكترونية التعليمية بعض الفوائد المتعلقة بتعزيز القراءة لدى الفرد، ومع ذلك يرى الخبراء أنه يجب ألا تحل ألعاب الفيديو محل الكتب التقليدية التي يمكن أن تكون صحية أكثر. كما يمكن للألعاب الإلكترونية التعليمية أن تؤدي إلى تحسين بعض المهارات الحركية عند الطفل، كما أنها تعمل على زيادة رد الفعل الإيجابي لديه، حيث يتم ذلك من خلال تعزيز المهارات البصرية المكانية، وذلك عند القيام بلعب الألعاب التي تتضمن وجود واقع افتراضيّ ثلاثي الأبعاد؛ فيتعين على الأطفال خلالها التنقل وزيادة فهم الأمور المتعلقة بالمسافة والفضاء، وبالتالي تمكين الفرد من زيادة معدل الانتباه لديه. وتفيد هذه الألعاب أيضا في التطبيقات الطبية مثل القيام بتدريب الأشخاص المصابين بأمراض تنكسية، وذلك من أجل تحسين التوازن لديهم. ومساعدة المراهقين على تحسين مهارات التفكير لديهم، لاسيما المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ويدرب الأطباء الجراحين على كيفية إجراء بعض العمليات المعقدة بشكل تقني، لزيادة المهارات البصرية المكانية. كما يمكن للألعاب الإلكترونية أن تقوم بتحسين مهارات التنسيق ما بين وظيفة اليد والعين، وبالتالي جعل الأطفال يتحركون، مع أنّ هذا التحسن لا يتم بالقدر ذاته عند القيام بالأنشطة الرياضية. ويرى الخبراء أنه يمكن لمرضى التوحد الاستفادة من الألعاب الإلكترونية. وقالت الدكتورة جوليا ليبمان الباحثة في مركز أبحاث جامعة ميتشيغان “من غير المؤكد ما إذا كانت للألعاب الإلكترونية التعليمية أي فائدة متعلقة بتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد، أو أنها قد تشكل تحديا لدى بعض الأشخاص”، ولكن يمكن لألعاب الفيديو في بعض الأحيان إيجاد أصدقاء حقيقيين يتشاركون نفس الاهتمام بهذه الألعاب، كما أنها وسيلة جيدة لتجنب الشعور بالوحدة لدى الأطفال المصابين بمرض التوحد، والأشخاص الذين يواجهون بعض التحديات المتعلقة بطرق الاتصال التقليدية. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :