ذكرت مصادر روسية أن القوات المسلحة الأوكرانية تكبَّدت خسائر كبيرة في القتال حول منطقة دونباس الواقعة بشرق البلاد، في حين يواجه مصنع «آزوت» للكيماويات في سيفيرودونتسك مصير حصار «آزوفستال» للحديد والصلب الذي التجأ إليه مقاتلون من كتيبة «آزوف» وعدد من المدنيين في مدينة ماريوبول.وتعتبر القوات الروسية الاستيلاء على المدينة الصناعية مفتاحًا للسيطرة الكاملة على منطقة لوجانسك، حيث يقع مصنع «آزوت» للمواد الكيماوية، ويحتمي به أكثر من مائتي شخص، بعضهم ممن يعملون بالمصنع وآخرون من سكان الأحياء المحيطة بالمدينة الصناعية.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشينكوف: إن كييف تكبّدت أكثر من 300 مقاتل خلال ثلاثة أيام في معارك حول مدينة سفياتوهيرسك وحدها، وبالإضافة إلى ذلك، جرى تدمير 15 عربة مقاتلة و36 نظام أسلحة. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل.وتحدث الجنرال كوناشينكوف أيضًا عن هجمات صاروخية روسية استهدفت مصنع دبابات في خاركيف، فيما أطلقت القوات الروسية النيران على العديد من مواقع القيادة ومناطق تركيز الأوكران، ومواقع قاذفات الصواريخ حول المدينة باستخدام الصواريخ جو- سطح.وبالإضافة إلى ذلك، كانت روسيا نشرت سلاحا جويا تكتيكيا وأسلحة صاروخية ومدفعية في دونيتسك ولوجانسك وفي زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، وفي المجمل، خسرت كييف أكثر من 480 جنديا خلال 24 ساعة، بحسب ما ذكره كوناشينكوف.أطلال «سيفيرودونتسك»وتعرضت القوات الأوكرانية المتحصنة وسط أطلال سيفيرودونتسك لهجوم عنيف جديد أمس شنته القوات الروسية.وتركز القوات الروسية منذ أسابيع على الاستيلاء على سيفيرودونتسك، التي كان يعيش فيها حوالي 106 آلاف شخص قبل حرب موسكو على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، في حين يقول حاكم منطقة لوجانسك: إن القوات الأوكرانية لن تسلم المدينة.وأضاف سيرهي جايداي للتليفزيون الأوكراني «لا يزال القتال محتدمًا ولن يتخلى أحد عن المدينة، حتى لو اضطر جيشنا للتراجع إلى مواقع أشد تحصينًا، فلن يعني هذا التخلي عن المدينة، لن يتخلى أحد عن أي شيء، لكنهم قد يضطرون للتراجع».وقال: إن القوات الروسية ستكثف القصف على سيفيرودونتسك والمدينة الأصغر الملاصقة لها ليسيتشانسك على الضفة الغربية لنهر سيفيرسكي دونيتس.وتشكّل لوجانسك ودونيتسك المجاورة معًا منطقة دونباس، التي تطالب موسكو بخضوعها للانفصاليين الناطقين بالروسية الذين سيطروا على الأجزاء الشرقية منها منذ 2014.وتقول موسكو: إنها تقوم «بعملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح جارتها و«القضاء على النازية»، وتصف أوكرانيا وحلفاؤها ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لشن حرب أسفرت عن مقتل الآلاف ودمرت المدن وأجبرت الملايين على الفرار.وحوّلت روسيا تركيزها إلى منطقة دونباس بعد تقهقر قواتها من ضواحي كييف في مارس.وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي: إن شخصين قتلا وأصيب اثنان آخران في منطقة لوجانسك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما أصيب خمسة مدنيين في منطقة دونيتسك، ولقي أربعة حتفهم وأصيب 11 في خاركيف.وفي سلوفيانسك، وهي إحدى المدن الرئيسية في دونباس التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا، وتقع على بُعد نحو 85 كيلو مترًا إلى الغرب من سيفيرودونيتسك، اصطفت نساء مع أطفال صغار لتلقي المساعدات، بينما كان سكان آخرون يحملون دلاء المياه عبر المدينة.--- جندي يساعد امرأة على الإخلاء من بلدة سيفيرودونتسك الإستراتيجية بمنطقة لوجانسك (رويترز) فرار سكانوفي حين فرَّ معظم سكان سلوفيانسك المهمة في دونباس، لكن السلطات تقول: إن نحو 24 ألفًا ما زالوا في المدينة التي تقع على طريق هجوم متوقع من القوات الروسية التي تعيد تجميع صفوفها إلى الشمال.وفي خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، كان السكان أمس يزيلون الركام الناتج عن القصف في اليوم السابق، وطردت أوكرانيا القوات الروسية الشهر الماضي من ضواحي المدينة، لكن موسكو ما زالت تقصفها بشكل متقطع.وقال فياتشيسلاف شولجا، وهو موظف في مطعم بيتزا في شمال خاركيف تم استهدافه في آخر جولة قصف «لقد دُمّر كل شيء».وفي جنوب أوكرانيا، وهو ساحة رئيسية أخرى للمعارك، قالت السلطات: إن الهجمات الروسية على المناطق الزراعية بما في ذلك المخازن تفاقم أزمة الغذاء العالمية التي أثارت أشباح المجاعة في بعض الدول النامية.واستضافت تركيا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمناقشة خطة الأمم المتحدة لفتح ممر آمن في البحر الأسود لصادرات الحبوب الأوكرانية.وقال لافروف: إن على أوكرانيا أولًا إزالة الألغام من موانئها، وهي خطوة تخشى كييف من أن تجعلها أكثر عُرضة للهجمات من البحر.وقال: «لحل المشكلة، الأمر الوحيد المطلوب هو أن يترك الأوكرانيون السفن تخرج من موانئهم، إما بنزع الألغام أو بتحديد ممرات آمنة، ليس هناك ما هو مطلوب أكثر من ذلك».وتقول أوكرانيا: إن الألغام ضرورية لحماية موانئها من الهجوم الروسي، وقال لافروف: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعد شخصيًّا بعدم استخدام مسألة شحنات الحبوب لصالح العملية العسكرية الروسية.وتحاول تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي التي تربطها صلات جيدة بكل من روسيا وأوكرانيا، التوسط في مفاوضات سلام، وقال جاويش أوغلو: إن هناك حاجة للمزيد من المحادثات بشأن سبل تسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.تأكيد ورفضوفيما أكد وزير الخارجية الروسي، أن ميناءي بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين اللذين تسيطر عليهما بلاده جاهزان لاستئناف صادرات الحبوب، رفضت أوكرانيا، أمس الأربعاء، تطمينات سيرجي لافروف بأن بلاده لن تستغل الموقف لصالحها إذا سمحت كييف بمغادرة شحنات الحبوب عبر البحر الأسود واصفة تلك التطمينات بأنها «كلام أجوف».وكتب أولج نيكولينكو المتحدث باسم وزارة الخارجية على «تويتر»: «إن المعدات العسكرية مطلوبة لحماية الشريط الساحلي علاوة على مهمة بحرية للقيام بدوريات حراسة في مسارات الصادرات بالبحر الأسود، لا يمكن السماح لروسيا باستغلال مسارات الحبوب لمهاجمة جنوب أوكرانيا».وفي سياق متصل، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، أمس الأربعاء: إن المستشار الألماني أولاف شولتس ناقش عبر الهاتف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتصال الهاتفي الذي أجراه يوم 28 مايو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وأضاف المتحدث إن زيلينسكي وشولتس بحثا الوضع في أوكرانيا واتفقا على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لإخراج صادرات الحبوب الأوكرانية من البلاد، خاصة عبر البحر.من جهته، قال الرئيس الأوكراني: إنه أثار مسألة التزام روسيا بالقواعد الدولية التي تحكم معاملة أسرى الحرب خلال الاتصال الهاتفي مع المستشار الألماني.ولم يخُض في مزيد من التفاصيل بشأن الأسرى.وكانت وكالة «تاس» للأنباء نقلت عن مصدر روسي في إنفاذ القانون قوله الثلاثاء: إن أكثر من ألف جندي أوكراني استسلموا في مدينة ماريوبول نُقلوا إلى روسيا للتحقيق معهم.وكتب زيلينسكي على «تويتر» أنه ناقش مع شولتس أيضًا تعزيز الدعم الدفاعي لأوكرانيا والأمن الغذائي العالمي.من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين: إنه على الاتحاد الأوروبي «تفكيك المعلومات المضللة الروسية»، التي تتهم الغرب بالوقوف وراء أزمة الغذاء العالمية. رئيسة المفوضية الأوروبية تقول: إن 20 مليون طن من الحبوب محاصرة في أوكرانيا (رويترز) إلقاء اللوموفي معرض رد رئيسة المفوضية الأوروبية على محاولات موسكو إلقاء اللوم في ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية على العقوبات التي فرضتها دول الغرب ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، المستمر للشهر الرابع الآن، قالت للبرلمان الأوروبي بـ«ستراسبورج» في فرنسا ليل الثلاثاء «صار الغذاء الآن جزءًا من ترسانة الكرملين للإرهاب، وهو ما لا يمكننا تحمّله».وتراجعت إمدادات الحبوب من أوكرانيا، وهي من المصدرين الرئيسيين، بشكل كبير بسبب الحصار الروسي لموانئ الدولة والقصف الذي يستهدف المستودعات.وحذرت الأمم المتحدة من أن الحرب سوف تفاقم الجوع في أنحاء العالم، مع التسبب في خطر بشكل خاص على 54 دولة في أفريقيا تستورد ما يقرب من نصف قمحها من أوكرانيا وروسيا.وتحاول الأمم المتحدة التوسط في اتفاق بين روسيا وأوكرانيا والغرب لاستئناف صادرات موانئ البحر الأسود، لكن هناك أزمة ثقة.وقالت دير لاين: إن هناك 20 مليون طن من الحبوب محاصرة في أوكرانيا، وأكدت أن العقوبات «لا تمس السلع الغذائية الأساسية».وأشارت إلى أن حرب الرئيس الروسي في أوكرانيا هي التي «تغذي أزمة الغذاء، ولا شيء آخر».إلى ذلك، قال مدير اتحاد الحبوب الأوكراني «يو. جي. إيه» سيرهي إيفاشينكو، أمس الأربعاء: إن تركيا، التي تتفاوض مع روسيا لتأمين مسارات آمنة لصادرات الحبوب من الموانئ المحاصرة، ليس لديها النفوذ الكافي للتصرف كضامن.وأضاف أمام مؤتمر للحبوب عبر الإنترنت في كييف: «إن إزالة الألغام الموجودة في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود هي عملية قد تستغرق ما يصل إلى شهرين أو ثلاثة أشهر وأن على القوات البحرية التركية والرومانية المشاركة في العملية».وقال أيضًا: إنه ليست هناك نقاشات جارية عن تخفيض في سعر الحبوب الأوكرانية المصدرة عبر البحر الأسود.
مشاركة :