أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم (الأربعاء) رفض القيادة الفلسطينية القبول بتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى شرق مدينة القدس مهما كانت الظروف. وشدد عباس في كلمة ألقاها عبر الهاتف أمام مؤتمر (وثائق الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الأقصى)، الذي يعقد في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة على أن جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في عاصمة الدولة الفلسطينية القدس، هي فلسطينية. وقال عباس إن المؤتمر يأتي في سياق "الدفاع عن الرواية الفلسطينية الدينية والتاريخية في مواجهة رواية الاحتلال الباطلة والمزعومة التي ليس لها أي رصيد لا في التاريخ ولا في الواقع ولا في القانون الدولي". وأضاف عباس أن الشواهد والأدلة والوثائق التاريخية تؤكد هوية القدس والمسجد الأقصى وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في عاصمتنا المقدسة، لافتا إلى أن المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة ترسيخا للحق الفلسطيني الوطني والديني والقانوني والتاريخي. وأشار إلى أن الصراع مع إسرائيل هو سياسي في أساسه وليس صراعا مع ديانة بعينها، مؤكدا أن القدس وفلسطين "ليست للبيع، وقد أسقطنا كل المشاريع المشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية وبالذات صفقة القرن". وشدد الرئيس الفلسطيني على أن الشعب الفلسطيني سيبقى على مواقفه ونضاله ومقاومته الشعبية حتى تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. ويقول الفلسطينيون، إن "الوضع القائم" أو ما يطلق عليه مصطلح "ستاتسكو" هو الوضع الذي ساد في المسجد الأقصى قبل احتلال إسرائيل للجزء الشرقي من مدينة القدس في العام 1967. ويتناول المؤتمر الذي يستمر عدة ساعات، ملفي توثيق الأملاك العربية في القدس، والوضع التاريخي للمسجد الأقصى، بحضور شخصيات عربية ومجموعة من المؤرخين والباحثين من فلسطين والخارج ودبلوماسيين ورجال دين. وقال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن وثائق الملكيات التي توضح الوضع التاريخي للمسجد الأقصى توثق مرافق المدينة المقدسة وموقعها الجغرافي ونظام الوقف الإسلامي والمسيحي، ودور المنظمات الدولية والأمم المتحدة، وقراراتها الخاصة بالقدس. وأشار الرويضي في كلمته خلال المؤتمر إلى قراري منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عامي 1981 و2015 في الحفاظ على التراث في المدينة المقدسة، مؤكدا ضرورة التركيز على الدور الأردني وأهميته في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية من خلال الوصايا الهاشمية. وجرى استعراض بعض الوثائق التاريخية من عام 1855 وحتى عام 2015، وشملت السجل والطابو العثماني، وسجلات محكمة القدس الشرعية، والاتفاقيات الدولية، وكذلك ما تضمنته فترة الانتداب البريطاني على فلسطين من مراسلات عسكرية، ودبلوماسية سرية، واتفاقيات وقرارات دولية. واعتبر الرويضي المؤتمر من الأعمال المهمة لما يعرضه من جزء مهم ونادر مما تم جمعه من مستندات ومراسلات رسمية من الحقب السابقة، والتي مرت على القدس منذ العهد العثماني وحتى الآن بما فيها القرارات الدولية. وتخلل المؤتمر عرض فيلم وثائقي تناول مسألة الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الأقصى، وسرد محطات تاريخية وعرض وثائق تتعلق بمرافق المدينة المقدسة، وموقعها الجغرافي ونظام الوقف الإسلامي والمسيحي، والوصاية الهاشمية، وقرارات المنظمات الدولية والأمم المتحدة الخاصة بالقدس. والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين، كما يقدسه اليهود ويطلقون على ساحاته اسم "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل، حسب معتقدها. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى (144 دونما) عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
مشاركة :