أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين امس أمام أعضاء مجلس الشيوخ أن الاستثمارات التي خطط لها الرئيس الأميركي جو بايدن في مشروع ميزانيته لعام 2023، لاسيما في مجال تطوير الطاقة المتجددة، ضرورية لمحاربة التضخم. وقالت الوزيرة أمام اللجنة المالية لمجلس الشيوخ إنّ «عناصر مشروع القانون الذي قدمه الرئيس، وبينها مبادرات الطاقة النظيفة وخطط إصلاح سوق الأدوية بموجب وصفة طبية، يمكن أن تساعد في تقليل التكاليف التي يدفعها المستهلكون الأميركيون». ويعتمد جو بايدن على استثمارات تهدف إلى تطوير الكهرباء من مصادر متجددة، لخفض فواتير كهرباء الأسر الأميركية. كذلك، يريد خفض تكلفة الأدوية بموجب وصفة طبية. ودعت يلين أعضاء مجلس الشيوخ إلى إقرار اقتراح ميزانية الرئيس لعام 2023، مؤكدةً أن «توجيهاً مناسباً للميزانية ضروري» في الولايات المتحدة للسيطرة على التضخم من دون إضعاف سوق العمل، «تضاف إلى إجراءات السياسة النقدية المتخذة من جانب الاحتياطي الفدرالي». ويتعين على أعضاء الكونغرس في مجلسي الشيوخ والنواب التصويت على مشروع موازنة 2023، الذي قدمه الرئيس الأميركي في نهاية مارس، وجعل بايدن مكافحة التضخم أولوية اقتصادية. وتباطأ ارتفاع الأسعار قليلاً في أبريل، بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا في مارس، لكنه لا يزال مرتفعًا جداً، عند 8.3 بالمئة على عام واحد وفق مؤشر «سي بي آي» (CPI) الصادر عن وزارة العمل. وستنشر الجمعة نسبة التضخم لشهر مايو، ومن المفترض أن يتسارع مرة أخرى خلال شهر واحد، وفق محللين. وفي 28 مارس، قدم الرئيس الأميركي مشروع ميزانية 2023 من 1 أكتوبر 2022 إلى 30 سبتمبر 2023 تبلغ قيمتها حوالي 5.8 تريليونات دولار. ويعطي المشروع الأولوية لفرض الضرائب على الأميركيين الأكثر ثراءً، ومكافحة الجريمة، والدفاع لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. وفي السياق، أظهرت بيانات أن ائتمان المستهلكين في الولايات المتحدة زاد أكثر من المتوقع في أبريل بينما حافظ الأميركيون على وتيرة قوية لاستخدام بطاقات الائتمان لتمويل مشترياتهم في وقت يرتفع التضخم. وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي إن إجمالي ائتمان المستهلكين زاد بمقدار 38.07 مليار دولار بعد زيادة بلغت 47.34 مليارا في مارس. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا أن يرتفع ائتمان المستهلكين بمقدار 35 مليار دولار في أبريل . وعلى صعيد متصل، تراجع مؤشر الدولار الأميركي من أعلى مستوياته في أسبوعين التي سجلها في وقت سابق مساء الثلاثاء مع تخلي الأسهم في بورصة وول ستريت عن خسائرها الأولية وسط تزايد الآمال بأن التضخم ربما بلغ الذروة، لكن العملة الخضراء تمكنت من تسجيل أعلى مستوى في 20 عاما أمام الين الياباني. ويترقب المستثمرون أحدث قراءة للتضخم في الولايات المتحدة والتي من المنتظر أن تصدر غدا الجمعة في شكل مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو الماضي. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.10 بالمئة إلى 102.336 في نهاية جلسة التداول مع صعود اليورو 0.09 بالمئة إلى 1.0704 دولار. وبعد أن لامس أعلى مستوى في حوالي 20 عاما عند 105.01 في 13 مايو، تراجع مؤشر الدولار إلى مستويات حول 102 رغم أن تقريرا قويا بشأن الوظائف الجمعة ساعد العملة الخضراء في تسجيل أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع. وانخفضت العملة اليابانية لتلامس مستوى 132.99 ينا للدولار، وهو أضعف مستوى لها منذ الثالث من أبريل 2002، قبل أن تتعافى قليلا إلى 132.64 والعملة الأميركية في موجة صعود أمام الين بينما يتباعد مسارا السياسة النقدية للبنكين المركزيين في البلدين. وصعد الجنيه الاسترليني 0.53 بالمئة إلى 1.2596 دولار بعد أن سجل أدنى مستوياته في حوالي ثلاثة أسابيع عند 1.2433 دولار. وارتفع الدولار الاسترالي 0.65 بالمئة مقابل العملة الخضراء إلى 0.724 دولار أميركي بعد أن رفع البنك المركزي في استراليا سعر الفائدة الرئيسي 50 نقطة أساس إلى 0.85 بالمئة، وهي أكبر زيادة في 22 عاما، وأشار إلى مزيد من الزيادات بينما يكافح لاحتواء تضخم يتزايد سريعا. وفي سوق العملات المشفرة، ارتفعت بتكوين 3.03 بالمئة في أحدث التعاملات إلى 30 ألفا و489.49 دولارا.
مشاركة :