ألقت الشرطة الهندية، اليوم، القبض على هارشيت سريفاستافا القيادي بحزب بهاراتيا جاناتا، بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهندوسي الحاكم، لنشره تعليقات معادية للمسلمين على وسائل التواصل. وغداة دعوة مودي لزعماء حزبه الى توخي «الحذر الشديد» خلال تناول الدين في المنتديات والنقاشات العامة، أوضح مسؤول كبير في الشرطة أن سريفاستافا أوقف في مدينة كانبور، لإدلائه بتصريحات تحرّض ضد المسلمين خلال احتجاجهم للتنديد بتعليقات متحدثين باسم الحزب الحاكم أساءا للرسول الكريم. ووجه زعماء الحزب القومي الهندوسي مسؤوليه إلى توخي «الحذر الشديد» عند الحديث عن الدين في المنتديات العامة. ووفق اثنين من زعماء الحزب الحاكم، فإن هذه التوجيهات الشفهية أبلغت لأكثر من 30 من كبار المسؤولين وبعض الوزراء الفدراليين المصرح لهم بالمشاركة في نقاشات تستضيفها القنوات الإخبارية الهندية على الهواء مباشرة. وقال زعيم بارز في «بهاراتيا جاناتا»، ووزير في الحكومة الهندية: «لا نريد أن يتحدث مسؤولو الحزب بطريقة تضر بالمشاعر الدينية لأي طائفة، يجب ضمان نشر مبادئ الحزب بطريقة متطورة». وبدأت الأزمة بتغريدة مسيئة نشرها المتحدث باسم الحزب، نافين جيندال، في حسابه على «تويتر»، كما صدرت تصريحات مماثلة عن المتحدثة باسم الحزب، نوبور شارما، خلال مناظرة تلفزيونية قوبلت بردة فعل غاضبة في العالم الإسلامي. وأكد حزب مودي أنه تم تعليق عضوية شارما وطرد جيندال، مؤكدا احترامه جميع الأديان وتنديده بشدة إهانة أي شخصيات دينية. واكتسب الغضب الإسلامي زخما جديدا، بعد مطالبة الكويت وقطر والسعودية والإمارات وعمان والبحرين والأردن وليبيا وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وإيران وأفغانستان والمالديف الحكومة الهندية باعتذار، واستدعوا دبلوماسيين للاحتجاج على التصريحات المعادية للإسلام. ووسط ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيرانية أمير عبداللهيان زيارة رسمية للعاصمة نيودلهي تستغرق 3 أيام، تلبية لدعوة نظيره الهندي سوبرامانیام جایشانکار. وفي مستهل الزيارة، أكد عبداللهيان أن إيران تسعى لرسم وإعداد خريطة طريق للتعاون الطويل الأمد مع الهند، مشيدا بالتعايش السلمي على الدوام بين مختلف أديانها. وقال عبداللهيان: «منذ وصولي سمعت من المسؤولين الهنود رفض وإدانة هذا التصرف الأهوج بقوة. والمسلمون لا يمكنهم أبدا تحمل الإساءة لشخصية النبي الأكرم (صلى الله عليه وسلم)، وفي الوقت ذاته نتوقع من قادة الهند سماع هذه العبارة، وهي أن التعايش السلمي بين جميع الأديان والفرق يحظى باهتمامهم، مثلما كانت على مر التاريخ، ونأمل سماع مثل هذا الموقف». بدوره، اعتبر تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، في بيان على موقعه على الإنترنت، أن «المعتدين على الرسول محمد، فخر الإنسانية لن يجدوا عفوا ولا رحمة، ولا ينقذهم سلام وأمن، ولن ينتهي الأمر بأي كلام إدانة أو كلام حزين». وحذر التنظيم من أن المسؤولين الهنود «لن يجدوا ملاذا في منازلهم ولا في معسكرات الجيش المحصنة»، داعيا إلى الانتقام منهم.
مشاركة :