اجتمع تحت مظلة مهرجان دبي السينمائي الدولي 2015، صنّاع السينما من مختلف بلدان العالم، مع اهتمام خاص بدعوة صنّاعها من العالم العربي وفي مقدمتهم المخرجون الشباب المؤسسون لسينما عربية مستقلة، جديدة بلغتها ومضمونها المرتبط بنبض بلدانهم وقضاياها، والتي شكلت في السنوات العشر الأخيرة ظاهرة لها حضورها وجمهورها وهويتها. وبهدف التعرف على بعض أبرز التحديات التي يواجهها هؤلاء المخرجون، التقت البيان بعدد منهم، سواء من المقيمين في بلدانهم العربية أو المغتربين. سينما الحي المخرجة المصرية هالة لطفي التي عرضت في هذه الدورة ثاني أفلامها الروائية نوارة وتملك في رصيدها ثلاث أفلام قصيرة و12 فيلماً وثائقياً قالت: التحديات في الزمن المعاصر وفي العالم العربي تحديداً أصعب من أي وقت مضى، خصوصاً مع تقلص عدد دور السينما وغلاء قيمة التذكرة. كانت ثقافة سينما الأحياء السكنية جزءاً من حياة المجتمع اليومية، ففي كل حي توجد سينما وبأسعار رخيصة كنت في طفولتي أحضر كل يوم فيلما إن لم يكن ثلاثة أفلام. هذه الثقافة اندثرت مع زحف العولمة لتنحصر السينمات في مراكز التسوق وبأسعار مرتفعة، حيث لا تستطيع عائلة متوسطة الدخل تضم خمسة أفراد حضور فيلم إلا في المناسبات، وعليه فإن فرص عرض أفلامنا ووصولها إلى الجمهور المعني بمواضيعها محدودة أكثر من أي وقت مضى. وتحدثت هالة عن كيفية التغلب على صعوبات التوزيع بالقول: نحن نعرض أفلامنا في قصور الثقافة ومراكز الشباب التي يكون الدخول إليها مجاناً، والتي يقصدها الشريحة الأوسع من الناس المعنيين بمضمون أعمالنا. تمويل شخصي من جهته قال المخرج إياد عبيد، المقيم في باريس، والذي يمتلك في رصيده 6 أفلام وثائقية وروائية قصيرة و5 أفلام رسوم متحركة: أكبر التحديات بالنسبة لي إيجاد تمويل للأفلام، فجميع أفلامي مولتها بنفسي بواقع فيلم أو فيلمين في العام الواحد. ولم أكن أعرف قبل حضوري إلى المهرجان عن توفر هذا العدد من الجهات والجوائز المعنية بدعم مشاريع الأفلام العربية. تحدي النفس ويتحدث المخرج الفلسطيني رائد أنضوني المقيم بين فلسطين وفرنسا والذي حصدت العديد من أفلامه جوائز عالمية، عن تحديات من نوع آخر: التحدي بالنسبة لي في تنفيذ ما أحلم به، والتحلي بالشجاعة الكافية لأكون صادقاً مع نفسي وعدم الوقع في نمطية الكليشة. وتكمن الصعوبات في معرفة نفسي عبر طرح التساؤلات حول أحد شؤون الحياة لأشارك الجمهور فيها. ضيق الميزانية أما الصعوبات التي تواجهها لينا العيد الفلسطينية السورية الجنسية المقيمة في لبنان، والتي في رصيدها ثلاثة أفلام قصيرة أحدها مدته 42 دقيقة، فتكمن في محور آخر، قالت عنه: الصعوبات التي أواجهها مثل بقية المخرجين في إيجاد التمويل لمشاريعي، وتكمن الإشكالية دوما في ضيق الميزانية التي تحد من القدرة على تحقيق البعد الإبداعي للعمل كما نتمناه. وتتمثل تحديات المخرجة المغربية الشابة المقيمة في فرنسا ابتسام غوردا والتي في رصيدها فيلمان قصيران في قولها: الصعوبات التي أواجهها في جرأة أفكار الأفلام التي أطرحها كما في فيلم الأخير حجاب الغيرة، حيث تسلط قصتي الضوء على الفارق بين المسلمين المتدينين والإرهابيين بأسلوب غير مباشر من خلال قصة حب بين زوجين. هذه الفكرة أفزعت الكثيرين ولحسن الحظ تحلّت محطة تلفزيون أو سي إس الفرنسية بالشجاعة الكافية لتمويل فيلمي.
مشاركة :