كانت البداية صعبة ككل البدايات ولكنها الرغبة الكبيرة في تطهير الجزيرة العربية من الجهل والخرافات والشركيات فكانت دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب صاحب كتاب (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) كانت دعوته تصدح في كل البقاع والأرجاء في جزيرة العرب التي كانت في حالة من التشتت والتمزق الذي خلفته القبائل المتناحرة فبدا أن الوحدة شيء مستحيل ولكن الإمام محمد بن سعود أراد غير ذلك فبدأ في توحيد الدولة السعودية الأولى وبدأت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تلقى رواجًا في الجزيرة العربية.. علمًا بأن الجزيرة العربية قد انتشر فيها الجهل والشرك فكانت دعوة الشيخ نورًا يضيء في الظلمات ومصباحًا ينشر الضوء في كل مكان.. هكذا بدينا قبل ثلاثة قرون وهكذا بدأت الدولة السعودية الأولى التي استطاعت أن تنشر السلم والأمن والأمان في الجزيرة العربية. كانت الدولة السعودية الأولى دولة عظيمة مترامية الأطراف فيها الكثير من الخيرات والبركات لولا تحالف الدولة العثمانية مع محمد علي باشا وهو التحالف الغاشم الذي أسقط الدولة السعودية الأولى ولكن لم تنته القصة بعد ومازال في جعبة الأبطال الكثير لكي يقدموه لوطنهم وبلدهم الذي عاد يتخبط بعد زوال الدولة السعودية الأولى فقام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود بتأسيس الدولة السعودية الثانية أو إمارة نجد وتمكن الإمام تركي بن عبدالله من اتخاذ الرياض عاصمة له بدلا من الدرعية الا أن الخلافات قد أودت بالدولة السعودية الثانية والتي سارت على نهج الدولة السعودية الأولى والدعوة الإصلاحية لمحمد بن عبدالوهاب. انطلقت الدولة السعودية الثالثة وهي وريثة الدولة السعودية الأولى والثانية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والذي أسس المملكة العربية السعودية الحديثة والمعاصرة وكان مسمى الدولة السعودية في البداية إمارة الرياض ثم إمارة نجد والأحساء إلى أن وصلت التسمية إلى المملكة العربية السعودية. هكذا بدينا وبدأت المملكة العربية السعودية قبل ثلاثة قرون بدءًا من الإمام محمد بن سعود وإلى عهد مليكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهذه البلاد في خير وعطاء ونمو وازدهار بفضل الله ثم بفضل جهود قادتها الذين بذلوا الغالي والنفيس لأجل وحدة الكلمة ووحدة الصف.