الرئيس الجديد لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قاد دفة الحكم في بلاده ونجح نهجه في ظروف عالمية وإقليمية صعبة وكان وفيا لمسيرة الوالد المؤسس زايد الخير وفي هذا السياق لا يختلف عليه اثنان، فإن الولد سر أبيه، وهذه دلالة تؤكد توريث الصفات الإنسانية والاجتماعية والنفسية عندما يمضي الابن على درب أبيه، وقد كان هذا ما فعله أيضا الرئيس الثاني للإمارات الفقيد سمو الشيخ خليفة بن زايد – رحمة الله عليه– واصل ترسيخ بنيان الدولة وتحقيق الازدهار لأبناء شعبه بكل مقومات الحضارة والتقدم. وليس سرا في هذا فقد كان استمرار حكمه امتدادا لعهد والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مؤسس الدولة وباني نهضتها والذي اتسم بكثير من الصفات والأعمال الخيرة والإنجازات في كثير من المجالات إقليميا وعالميا، وخير دليل على ذلك اللقب الذي يطلق عليه، وهو حكيم العرب، فقد كان الحاكم الإنسان الذي كان قولا وفعلا قائدا كبيرا. واليوم تفتخر دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بابنها الثالث سمو الشيخ محمد بن زايد حامل الراية بعد رحيل أخيه، مستلهما دروس نهج زايد، فهو منذ نشأته، وهو يشجع المواطنين على العمل والبناء ، يحدوه في ذلك الجهود الدؤوبة لكل ما يخدم الصالح العام، فهذه الرسالة ظلت تتصدر كل أحاديثه الرسمية في المجلس الوطني الاتحادي، وكذلك في أحاديثه مع المواطنين الحياتية والاجتماعية، عندما تتاح له فرصة وهذا ما يسطره بعيدا عن العمل الرسمي حين يتفقد مواطنيه في كل أنحاء الدولة بجانب ذلك كان محافظا على تقاليد وأصالة التراث العريق عبر كل ما استوحاه من مسيرة والده وأخيه، فكان نعم القائد في ظل الأجواء الصعبة التي شهدها العالم على كل الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، فقد تحمل هذه الأعباء والمسؤولية من أجل الحفاظ على وطنه وشعبه فكان لهذا نهجه الحكيم في الداخل والخارج، إذ شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة نقلة نوعية تأسيسا على مرحلة الوحدة لتمتد نحو آفاق أوسع وأكثر حضورا، ولذلك حرص الكثير من قادة العالم ملوكا ورؤساء على تهنئة سمو الشيخ محمد بن زايد بمناسبة توليه رسميا رئاسة البلاد وتلك لم تأت من فراغ بل تتويجا لمؤشرات المكانة الرفيعة التي اتسمت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أضحت حقيقة ناصعة. إن دولة الامارات اليوم تشكل رقما صعبا في معادلات السياسة الدولية في ضوء ما حققه سمو الشيخ محمد بن زايد الذي هو سر أبيه وامتداد لعطائه. تشير سيرته الذاتية، إلى أنه ولد في 11 مارس 1961، وهو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكان في العاشرة من عمره حين جمع والده اتحادا من ست إمارات رئيسية أخرى لتشكل الإمارات العربية المتحدة رأس أسرة آل نهيان في مدينة العين، ثم العاصمة (أبوظبي) ثم التحق بأكاديمية (سانت هيرست) العسكرية الملكية البريطانية وتخرج فيها عام 1979، بعدها اجتاز خلال فترة دراسته عدة دورات في أسلحة المدرعات والطيران والمظليين وتلقى تدريبات على الطائرات العمودية، بما فيها طائرات (جازيل)، كما شغل الشيخ محمد بن زايد عدة وظائف في الجيش الإماراتي بدءا من ضابط في الحرس الرئاسي، ثم طيار في سلاح الجو وصولا إلى منصب نائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أسهم بنقلة نوعية في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات بالتخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، ومن خلاله أصبحت قيادته المباشرة للقوات المسلحة الإماراتية تتصدر كثيرا من المؤسسات العسكرية الدولية كما شغل سموه عددا من المناصب السياسية والتشريعية والاقتصادية للدولة. ففي غضون أعوام قليلة تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من قطع أشواط كبيرة في المجالات الريادية الاستثنائية، أبرزها التوجه نحو صياغة برامج خاصة باستشراف المستقبل على جميع الأصعدة، واعتماد سياسة حكيمة تواكب أية أمور للتغيرات المحتملة، الأمر الذي أسهم في تحويل العمل الحكومي من مجرد روتين نمطي، إلى مجال واسع من التطوير والابتكار على أسس علمية ورؤية واضحة المعالم. واستطاع سموه تعظيم دور الإمارات في ساحات السياسية الدولية والاقتصادية وخير دليل على ذلك النهضة الاقتصادية التي شهدتها دولة الإمارات العربية من خلال المشاريع التنموية والعمرانية والسياحية. وبالرغم من التحديات الجسام السياسية والاقتصادية والعسكرية فقد كان له دور في مواصلة الدور الانساني الذي بدأه والده وعززه شقيقه الراحل، كما عززت مبادراته قدرات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حتى أصبحت واحدة من المنظمات الإنسانية المؤثرة إقليميا ودوليا، وكان لديه شغف تربية وتدريب الصقور وحمايتها كما ورثه عن والده، كما أن سموه داعم كبير للعمل الثقافي ما جعل دولة الإمارات منارة في العمل الثقافي العربي، إذ أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة قبلة المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب في كل المجالات وتحولت بفضل رؤيته الى مركز حقيقي لصناعة القرارات المصيرية تجاه كل التحديات التي شهدتها المنطقة والعالم خلال العقود الماضية بما يصب في مصلحة الوطن ومصالح الدول الشقيقة والصديقة والوقوف بجانبها، هكذا كانت مسيرته الناجحة، مؤكدا حبه للعرب والعروبة.
مشاركة :