سمو الشيخ محمد بن زايد ومسيرة حافلة بالإنجازات

  • 6/10/2022
  • 01:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬قاد‭ ‬دفة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬ونجح‭ ‬نهجه‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬عالمية‭ ‬وإقليمية‭ ‬صعبة‭ ‬وكان‭ ‬وفيا‭ ‬لمسيرة‭ ‬الوالد‭ ‬المؤسس‭ ‬زايد‭ ‬الخير‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليه‭ ‬اثنان،‭ ‬فإن‭ ‬الولد‭ ‬سر‭ ‬أبيه،‭ ‬وهذه‭ ‬دلالة‭ ‬تؤكد‭ ‬توريث‭ ‬الصفات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬عندما‭ ‬يمضي‭ ‬الابن‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬أبيه،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬أيضا‭ ‬الرئيس‭ ‬الثاني‭ ‬للإمارات‭ ‬الفقيد‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬–‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه–‭ ‬واصل‭ ‬ترسيخ‭ ‬بنيان‭ ‬الدولة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬لأبناء‭ ‬شعبه‭ ‬بكل‭ ‬مقومات‭ ‬الحضارة‭ ‬والتقدم‭.‬ وليس‭ ‬سرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬استمرار‭ ‬حكمه‭ ‬امتدادا‭ ‬لعهد‭ ‬والده‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬وباني‭ ‬نهضتها‭ ‬والذي‭ ‬اتسم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬والأعمال‭ ‬الخيرة‭ ‬والإنجازات‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬إقليميا‭ ‬وعالميا،‭ ‬وخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬اللقب‭ ‬الذي‭ ‬يطلق‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬حكيم‭ ‬العرب،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الحاكم‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا‭ ‬قائدا‭ ‬كبيرا‭.‬ واليوم‭ ‬تفتخر‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬بابنها‭ ‬الثالث‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬حامل‭ ‬الراية‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬أخيه،‭ ‬مستلهما‭ ‬دروس‭ ‬نهج‭ ‬زايد،‭ ‬فهو‭ ‬منذ‭ ‬نشأته،‭ ‬وهو‭ ‬يشجع‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬،‭ ‬يحدوه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجهود‭ ‬الدؤوبة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬الصالح‭ ‬العام،‭ ‬فهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬ظلت‭ ‬تتصدر‭ ‬كل‭ ‬أحاديثه‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬أحاديثه‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬الحياتية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬عندما‭ ‬تتاح‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسطره‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الرسمي‭ ‬حين‭ ‬يتفقد‭ ‬مواطنيه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الدولة‭ ‬بجانب‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬محافظا‭ ‬على‭ ‬تقاليد‭ ‬وأصالة‭ ‬التراث‭ ‬العريق‭ ‬عبر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬استوحاه‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬والده‭ ‬وأخيه،‭ ‬فكان‭ ‬نعم‭ ‬القائد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأجواء‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬فقد‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬الأعباء‭ ‬والمسؤولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وطنه‭ ‬وشعبه‭ ‬فكان‭ ‬لهذا‭ ‬نهجه‭ ‬الحكيم‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬إذ‭ ‬شهدت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬تأسيسا‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬الوحدة‭ ‬لتمتد‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬أوسع‭ ‬وأكثر‭ ‬حضورا،‭ ‬ولذلك‭ ‬حرص‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬ملوكا‭ ‬ورؤساء‭ ‬على‭ ‬تهنئة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬بمناسبة‭ ‬توليه‭ ‬رسميا‭ ‬رئاسة‭ ‬البلاد‭ ‬وتلك‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬تتويجا‭ ‬لمؤشرات‭ ‬المكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬حقيقة‭ ‬ناصعة‭.‬ إن‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬اليوم‭ ‬تشكل‭ ‬رقما‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬معادلات‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬أبيه‭ ‬وامتداد‭ ‬لعطائه‭.‬ تشير‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬مارس‭ ‬1961،‭ ‬وهو‭ ‬الابن‭ ‬الثالث‭ ‬للشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬حين‭ ‬جمع‭ ‬والده‭ ‬اتحادا‭ ‬من‭ ‬ست‭ ‬إمارات‭ ‬رئيسية‭ ‬أخرى‭ ‬لتشكل‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬رأس‭ ‬أسرة‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬العين،‭ ‬ثم‭ ‬العاصمة‭ (‬أبوظبي‭) ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬بأكاديمية‭ (‬سانت‭ ‬هيرست‭) ‬العسكرية‭ ‬الملكية‭ ‬البريطانية‭ ‬وتخرج‭ ‬فيها‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬بعدها‭ ‬اجتاز‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬دراسته‭ ‬عدة‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬أسلحة‭ ‬المدرعات‭ ‬والطيران‭ ‬والمظليين‭ ‬وتلقى‭ ‬تدريبات‭ ‬على‭ ‬الطائرات‭ ‬العمودية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬طائرات‭ (‬جازيل‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬شغل‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬عدة‭ ‬وظائف‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الإماراتي‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬ضابط‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الرئاسي،‭ ‬ثم‭ ‬طيار‭ ‬في‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬للقائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭.‬ كما‭ ‬أسهم‭ ‬بنقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بالتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتدريب‭ ‬والهيكل‭ ‬التنظيمي‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الدفاعية‭ ‬للدولة،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬أصبحت‭ ‬قيادته‭ ‬المباشرة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬تتصدر‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬الدولية‭ ‬كما‭ ‬شغل‭ ‬سموه‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬السياسية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬للدولة‭. ‬ ففي‭ ‬غضون‭ ‬أعوام‭ ‬قليلة‭ ‬تمكنت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬أشواط‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الريادية‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬أبرزها‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬صياغة‭ ‬برامج‭ ‬خاصة‭ ‬باستشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسة‭ ‬حكيمة‭ ‬تواكب‭ ‬أية‭ ‬أمور‭ ‬للتغيرات‭ ‬المحتملة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬روتين‭ ‬نمطي،‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬والابتكار‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬ورؤية‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭.‬ واستطاع‭ ‬سموه‭ ‬تعظيم‭ ‬دور‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬النهضة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬والعمرانية‭ ‬والسياحية‭.‬ وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الجسام‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬الدور‭ ‬الانساني‭ ‬الذي‭ ‬بدأه‭ ‬والده‭ ‬وعززه‭ ‬شقيقه‭ ‬الراحل،‭ ‬كما‭ ‬عززت‭ ‬مبادراته‭ ‬قدرات‭ ‬هيئة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الإماراتي‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤثرة‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا،‭ ‬وكان‭ ‬لديه‭ ‬شغف‭ ‬تربية‭ ‬وتدريب‭ ‬الصقور‭ ‬وحمايتها‭ ‬كما‭ ‬ورثه‭ ‬عن‭ ‬والده،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬داعم‭ ‬كبير‭ ‬للعمل‭ ‬الثقافي‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬منارة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬قبلة‭ ‬المثقفين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمبدعين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬وتحولت‭ ‬بفضل‭ ‬رؤيته‭ ‬الى‭ ‬مركز‭ ‬حقيقي‭ ‬لصناعة‭ ‬القرارات‭ ‬المصيرية‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬ومصالح‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬والوقوف‭ ‬بجانبها،‭ ‬هكذا‭ ‬كانت‭ ‬مسيرته‭ ‬الناجحة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬حبه‭ ‬للعرب‭ ‬والعروبة‭.‬

مشاركة :