طارق الحميّد لـ«عكاظ»: الملك سلمان قال لي «لا أحب الشطط»

  • 6/10/2022
  • 03:37
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن الإعلامي السعودي والكاتب الثاقب طارق الحميّد، اسماً تقليدياً في فضاءات الإعلام السعودي، بل وقف على شُرفة مُرتفعة، يتأمل المشهد، ليضع لنفسه بصمة مميزة، تستمد بقاءها واستمراريتها من رؤيته السياسية الواسعة وأدواته الإعلامية الناضجة.شخّص في حواره مع «عكاظ» الوضع السياسي في الشرق الأوسط والعالم، وتحدث عن شخصيتي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بكثير من الطمأنينة والطموح، موضحاً أن ولي العهد أعاد لنا الوهج، ووضعنا في المكان الذي نستحقه دولياً.وكشف الحميّد خطر الشللية في الإعلام والثقافة، لافتاً إلى أنهم لا يختلفون عن بعض نجوم الصحوة، وقال: في التلفزيون نحن ضحية أكذوبة الرأي والرأي الآخر.الحميّد تحدث عن نشأته وعن تفاصيل أسرته، بلغة شاعرية لأسلك معه طريقا كلما شارف على الانتهاء، تمنيت أن يمتد من جديد. وإلى نص الحوار:• طفولة طارق، كيف صنعت طارق؟•• كنت محظوظاً في كنف والديَّ، وجدتي لوالدي أمي مزنة الموسى التي ربتني، وجديَّ لوالدتي. عائلة متكاملة، وتنوع رائع. والدتي من عنيزة، ووالدي من الغاط، وأمي مزنة من بريدة، ونعيش في المدينة المنورة، هل هناك أجمل من هذا التنوع؟!• المدينة/ ‏جدة/ ‏واشنطن/ ‏لندن/ ‏الرياض، وجذور متينة ممتدة في غاط نجد أرض الخؤولة السعودية؟ ما قصة مدن الأضواء في حياة طارق؟ وأين الغاط منها؟•• لكل مدينة بصمة، أشبه بمراحل التصنيع حتى اكتمال المنتج. طيبة الطيبة علمتني التنوع والطمأنينة دون أنْ أشعر. جدة علمتني أنْ أحلم. واشنطن فتحت عينيَّ على عالم دون عاطفة. ولندن علمتني أنها مدينة قليلة الأصحاب. ووجدت نفسي بالرياض، لا أحد يسألني «انت من وين». أما الغاط فتربيت على عشقها، كانت أمي مزنة -يرحمها الله- تتمنى الموت في المدينة المنورة، لكنها تصور لي أن بريدة هي العالم، ثم تقول «يا وليدي الغاط ديرة أبوك» كلمات صغيرة حفرت فيّ ذاكرة كبيرة، وتحولت إلى خارطة عشق.• الحاكم والقائد والوالد سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- الكيان والعظمة والتفرد.. ما الإشراقات التي اقتبسها طارق الحميّد من نبعه الذي لا ينضب؟•• وهل تكفي سطور للحديث عن سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؟ الملك سلمان هو الإصلاح، والاعتدال، والعدل، والسماحة، والحزم. وسأروي مقتطفات سريعة للرمزية فقط، وسيأتي يوم لأروي أكثر.. هذه قصة من قصص تلخص روح الملك سلمان. رزقت بابني سلمان وشرفني -يحفظه الله- بتهنئة على التلفون قائلا: «أنت أبو عبد العزيز الحين، أو أبو سلمان»؟ قلت: «إذا لم يكن بي خير لعبد العزيز لن يكون فيني خير لسلمان». ضحك وقال: «رجَّال». الملك سلمان حكمة جامعة. في إحدى زياراته لموسكو حين كان أميراً للرياض التقى بقيادات مسلمي روسيا وقال لهم: «وطنكم أولاً، ولا تسمعوا لأحد من الخارج». وقصصٌ كُثُر. الملك سلمان موقف، وإذا اتخذ موقفاً فإن ما قبلهشيء، وما بعده شيء آخر. عند استلامي لرئاسة تحرير الشرق الأوسط قال لي: «لا أحب الشطط». أنا مدين لسيدي ما حييت، وهو دين بعنق عائلتي.• من الشخصيات التي أثرت في حياتك، وشكلت هويتك؟••كنت محظوظاً بحاضنة أشبه بالحلم. سأجيب بقصص رمزية. والدي -يحفظه الله- علمني الصبر والجلد والتوازن. ووالدتي علمتني الوفاء. وجدتي لوالدي أمي مزنة علمتني دروساً أعيش عليها للآن. هذه المرأة العظيمة تعلمت القراءة والكتابة قبل موتها بعامين. وجدي لوالدتي أبوي علي المحمد الدغيثر -يرحمه الله- كنت أول حفيد له، ورعاني رعاية خاصة. كان ينظف بندقيته أمامي بصغري ومكتوب عليها عبارة أتذكرها كصورة في ذهني وهي: «مُلْك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. لعن الله من أبدلها». وكان ابن عمه وصديق عمره عمي ناصر بن علي الدغيثر بطل معركة ميسلون، وكنت أجلس بأحضانه، طفلاً، اسمع قصص العثمانيين، والحروب، ومنه تعلقت بالسياسة والتاريخ. توفي وعمري 16 عاماً. عمي سعود -يرحمه الله- جد عيالي، قدمني، يافعاً، للأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- قائلاً: «يبي يسلم على الملك فهد. سلمت، وأجبت على أسئلته -يرحمه الله- وكأنها البارحة». وكان عمي سعود يروي لي ما شاهده من الغاط إلى المدينة المنورة حين قدم مع الراحل عبد الله السديري لحكم المدينة نيابة عن الأمير محمد بن عبد العزيز، وفي مجلس عمي صورة موقعة من الملك فيصل. وصورة للأمير عبدالله الفيصل موقعة منه -يرحمه الله- مكتوب عليها: «وفائك يا سعود جعلني أقدرك». كل هذا المزيج شكل هويتي.• طموح قائد رؤية السعودية 2030، ومهندسها لا يحده عنان السماء، هل الإعلام السعودي واكب الطموح؟ وكيف ترى نعمة سمو الأمير محمد بن سلمان على سعودية اليوم؟•• ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو شباب سلمان، وروح عبد العزيز التجديدية. دائماً ما أقول السؤال ليس حول ما فعله، ويفعله، بل ماذا لو تأخر؟ كيف كان سيكون وضعنا. عظمة الأمير محمد قيادياً أنه يعرف ما يخطط له. في عام 2010 تشرفت بأن أكون من ضمن الوفد المرافق للملك سلمان يوم أن كان أمير الرياض لزيارة النرويج ووقتها سمعت من الأمير محمد قصة الهوية السعودية، وكيف يجب أن نكون. وقلت هذا حلم. لكنه تحقق ويتحقق بفضل الله، وتحت مسمى الرؤية. الأمير محمد أعاد لنا الوهج، ووضعنا في المكان الذي نستحقه دولياً، وتحت قيادته أعدنا اكتشاف أنفسنا. بالنسبة للإعلام السعودي، قلتها وأعيدها، 2030 لم تصل للإعلام السعودي بعد، للأسف.• كتبت: «خليني ساكت»، هل «الشلليّة» اغتيال معنوي لمن يستحق، مقابل دعم لمن لا يستحق؟•• الاغتيال المعنوي بمجتمعنا بدأه القوميون، وتفننت به الصحوة وكرسته، والشللية في الإعلام السعودي، والمشهد الثقافي، أخذت من الصحوة الكثير حيث الإقصاء والتشويه، والطعن في الظهر، والتحريض عبر أسماء مستعارة. وشلليو الإعلام، والمشهد الثقافي، مثلهم مثل بعض نجوم الصحوة حيث تنطبق عليهم أبيات الأمير عبد الرحمن بن مساعد، مع الاعتذار لسموه على التحريف:«غشاهم موج كان من الغضب أغضب..... وكانوا للهلاك أقرب لولا كثروا» «التشبيح».•«الشلليّة» في الإعلام تحارب المنجز، وتحارب الوطن، وتحارب كفاءاته.. هل هي عميقة لدينا؟••جدا، وهي أخطر من الأيديولوجيا، وتزداد خطورة كل ما غاب ما أسميه المايسترو بالإعلام. من يبادر ويقود وينظر لمصلحة الوطن، والمؤسسات، ولا يكرر العبارة البالية «غيرة صحفيين». فهذا تبسيط حيث هناك غيرة شعراء، وأصحاب خيول، ولاعبون، وغيرة تجار، وغيرة واعظين، وأكثر، لكن هناك ضوابط وتنظيمات تضمن ألا يكون المنجز هو الضحية.• ما رسالتك السامية كإعلامي؟•• أن أكون جزءاً من عجلة التنمية، وبث إشعاع التنوير. أحلم أن يقال: خدم بلاده، ورسخ احترام الصحافة.• متى يشح حبر الكاتب على صفحات الجريدة التي ينتمي لها؟•• إذا ضاقت المساحة، وانعدم التقدير.• ما أبرز حقوق الكاتب السعودي المسلوبة؟•• غياب حقوق الملكية الفكرية مما جعل الكاتب يحرم من حقوق كثيرة يستحقها، كالمؤلفين، وكتاب النص الغنائي، وبعضهم تعرض ويتعرض لفضيحة أدبية سنعاني من تبعاتها يوماً ما. وليس ببعيد.• على ماذا تعتمد في حواراتك التلفزيونية؟ وماهي معايير اختيارك للضيوف؟•• لست مهووساً بالأسماء، بل بمن يملك المعرفة، ويستطيع تقديم الفكرة بشكل مميز. في التلفزيون نحن ضحية أكذوبة الرأي والرأي الآخر، والأساس هو لمن يملك المعلومة، ويستطيع شرحها. سياسياً يهمني من يعرف صانع القرار، لا من يقرأ عنه. وفكرياً يهمني من عاش الصراع، وليس من سمع عنه، مثل قصة الصحوة، أو من خبر العمل الحركي، وهكذا.•في السياسة عدو اليوم هو صديق الغد، هل هذا يجعل الإعلامي مُتناقضاً أو مُطبّلاً؟•• هل من يغطي نشرة الأحوال الجوية متقلب كتقلب الطقس؟ الإجابة لا. الإعلامي كالبحار يتعامل مع الموج، لكن ضروري أن يفهم العلم في ذلك، وإجراءات السلامة، وليس أقوال البحارة.• كيف تقارن تواصلك مع جمهورك عبر الكتابة الصحفية، وتواصلك معهم عبر الشاشة؟ وأيهما تفضل؟•• لكل وسيلة فنونها، وأدواتها. وأستمتع بالاثنين. لكن التلفزيون يفتح آفاقا أرحب.• أستاذك بن برادلي، كيف لخص لك الصحافة، ومهمة الصحافي؟•• أعترف أنني محظوظ صحافياً، ومن ضمن حظي علاقتي بهذا الرجل الأسطورة. سألخص ما قاله. يقول: «إن رئيس التحرير هو من يفصل ويعين، ويستطيع قول: لا، للناشر، وألا تحيد أنظاره عن جمهوره المستهدف، وأن المحلية تقودك للعالمية». وعلمني أن أي صحيفة، ولو كان عدد العاملين بها بالآلاف فإن نجاحها مرهون على سبعة إلى ثمانية أشخاص. قال لي: حددهم وامنحهم فرص التواصل معك دائماً، وانطلق. وكان يقول: «تعرف الصحفي الجيد من النار التي في عينيه عند العمل على القصة». منه تعلمت أن جميع الناس ينظرون إلى ما أنظر لكنهم لا يرون ما أرى. وهذه عقيدتي الصحفية.• صحيفة الشرق الأوسط: أصغر رئيس تحرير، ثاني أطول مدة رئاسة، ومنجزات غيرت وجهة ووجه الصحيفة الدولية.. لم يتحدث طارق الحميد عن كل هذا، لماذا؟•• منذ غادرت الصحيفة لم يسألني أحد إعلامياً عن ذلك، تذكري قصة الشللية؟ ولم أجد الوقت للأسف للكتابة، ودائما ما يحفزني الأستاذ خالد العضاض لضرورة الشروع في كتابة كتاب عن هذه التجربة التي أمضيت فيها ثماني سنوات كرئيس تحرير للشرق الأوسط.• من الذي قطع رأس الأمان من الجسد العراقي؟•• الأفعى الإيرانية.• لو كنت مذيع أخبار، ما الخبر الذي تتمنى بثّه؟•• سقوط النظام الإيراني.• أين تقع عاصمة إيران الروحية خارج إطارها الجغرافي؟•• الغدر والخيانة. أما عاصمة الشعب الإيراني النبيل فهي طهران المقموعة من قبل الملالي.• من هو مُغتصب اليمن الأول؟•• ضياع الحكمة اليمنية.• هل هناك شوكة في حلق السياسة السورية؟•• ولو قلت نعم.. فما العلاج؟•• سورية التي نعرفها انتهت بالمستقبل المنظور. أولى خطوات العلاج رحيل بشار الأسد، لكن الطريق يطول.. في منطقتنا من يسقط صعب أن ينهض بسهولة.• ما التساؤل السياسي الذي ما زلت تبحث عن جواب له؟•• من قال: إن الكذب سياسة؟• تساءلت في مقالتك «يوم فقدنا الاتصال» عن عدم وجود قواعد قانونية تؤطّر عمل وسائل التواصل، لو كان الأمر بيدك فما هي الأطر التي ستضعها؟•• تراخيص، أنظمة للبث والنشر، وقواعد انضباطية، طبية وصحية، وخلافه... تضمن أن يكتب على كل محتوى إعلاني أنه إعلان مدفوع الثمن. والكشف عن قيمة إعلاناتهم. وإلزامية الكشف عن أي أموال خارجية. وضمان ألا تساهم القطاعات الحكومية بتدمير المؤسسات على حساب المشاهير كونهم ظاهرة عابرة. وتحديد سن قانوني لظهور الصغار في حسابات المشاهير في وسائل التواصل.• ما رأيك في الاستخبارات الأمريكيّة؟ وهل هي تتعمد أن تكون فاشلة ومُتقاعسة مع إيران؟•• على رغم قوتها الهائلة هي مسيسة للنخاع، ولديها مقدرة عالية بعدم توقع الأحداث الفارقة.• متى يصمت طارق الحميد؟•• عند انحسار الأمل، والحمد لله، فسحة الأمل كبيرة، ونحن في مرحلة الحلم مرحلة الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان.•لو كان: بايدن/ ‏خامنئي، ضيوف برنامج الموقف، ما أول سؤال تضعه على طاولة الحوار؟•• سؤالي لبايدن: ماذا تعلمت من خمسين عاماً في السياسة الخارجية في الكونجرس؟سؤالي لخامنئي: متى آخر مرة زرت فيها مكة المكرمة؟• ما الذي يجعلك متأكداً من عدم وجود أنصارٍ حقيقيين لإيران في منطقتنا؟•• لأن من يعارضونهم الآن بدول المنطقة المحطمة هم الشيعة أنفسهم، بالعراق ولبنان، ومشروعهم مشروع فشل مرفوض من الإيرانيين أنفسهم الذين يخرجون بمظاهرات لم تخمد منذ عام 2009.• كيف نتمكن من إيقاف الابتزاز الإيراني؟•• بالتأكد من نجاح مشروعنا التنموي، وعدم توقفه لا قدر الله.• من الذي يلهث -تحديداً- لإعادة إيران للمجتمع الدولي؟•• اليسار في أمريكا، وبعض الدول الأوروبية التي تريد تحقيق مكاسب مالية ولو على حساب تدمير منطقتنا.• على الخريطة العالميّة، ما أبرز الأوهام السياسية التي تراها؟•• كذبة إمكانية إعادة تأهيل النظام الإيراني.• نردد كثيراً أنه تم قطع دابر الإخوان في السعودية، لكنني أرى هاجس الإخوان في حبر أغلب الأقلام لدينا، ما سبب هذا التناقض؟•• لأن دابرهم لم يقطع، وهم يعيدون التموضع تحت مسميات ومظاهر مختلفة. هذه جماعة تعودت العيش تحت الأرض.• هل أنت راض عن مستوى الأداء الذي وصل إليه الإعلام السعودي؟•• لو قلت راضيا لكنت مخادعاً لنفسي، وبلادي، وقيادتي، آخر إنجاز إعلامي لنا كان تأسيس صحيفة الشرق الأوسط وقناة «MBC»، وقناة «العربية» بعدها لا شيء يذكر كقصص نجاح. ولماذا لا تعود صحيفة «الحياة»؟ قارني الإعلام بالقطاع البنكي، وهذا ما أقوله دائماً، تطور القطاع البنكي بسواعد أبنائنا وبناتنا، وهو الأفضل بين نظرائه في العالم، بينما الإعلام السعودي تقلص، وأخشى ما أخشاه -وكتبت ذلك هنا في «عكاظ»- أننا لن نجد إعلامياً قيادياً سعودياً أو سعودية في خمسة الأعوام القادمة، وهذه كارثة، ففي ظل قوة الإعلام العربي، صعد نجم الإعلام السعودي بقيادات سعودية، فكيف نفرط بذلك الآن، لا أفهم! وهناك محاولات مميزة لكن لدينا خلل في التنظيمات، وفي الأسس، ولدينا غياب للقائد المايسترو الذي يعي قيمة الإعلام، وأهميته، وينظر للصورة ولا يكون جزءاً منها. ويدرك أهمية صناعة المؤثرين، وفن التسريب للأخبار، وصناعة ما اسميه بـ«أصدقاء السعودية»، والشرح يطول.• هل تعتقد أن إعلامنا وصل إلى درجة من المهنية تمكنه من المنافسة عالمياً؟ وما مدى تأثيره على الساحة الدولية؟•• نجاح أي إعلام هو المحتوى، والتفرد بالأخبار، متى نقلت وسائل الإعلامية الدولية خبراً مهما عن إعلامنا؟ لا أريد أن أقدم صورة قاتمة، لكننا بعيدون الآن، من يصدق أنه لا يوجد لدينا قناة تلفزيونية إنجليزية الآن، بينما كانت موجودة قديماً، شيء لا يصدق.• ما الحوار التلفزيوني الذي أجريته وتعتقد أنه لم يأخذ حقه في الانتشار؟ ولماذا؟•• بعض حوارات «الموقف» تزداد أهمية مع تقادم الوقت، لأنها تشكل وثيقة للتاريخ، مثل الانتشار الكبير لجزء من حديث الأمير تركي الفيصل بالبرنامج عن إن كان يثق بالروس أو الأمريكيين؟ أعتقد كل حوارا أخذ مساحته المطلوبة، وسيأخذ المزيد مع الوقت، وبحسب الموضوع.• من هو الضيف الذي تعتقد أنك بحاجة لحوار آخر معه؟ وما السبب؟• معالي عبد الله بشارة، كونه كنزاً سياسياً.• المشهد الإعلامي اليوم: الكل يحاور الكل صحفياً وإذاعياً وتلفزيونياً، هل هذا يجعل المحاور إعلاميا أو صحفياً؟•• الصحفي هو الأساس في الإعلام، كما الجندي في العسكرية. والسوق الإعلامي -إن جاز التعبير- يفرز الجيد من الرديء. والحقيقة أن جدار الإعلام لدينا قصير، وإن كان دخول آخرين لعالم الحوارات التلفزيونية ليس بجديد، فقد فعلها سياسيون في الغرب لأهداف سياسية، ولا ضير إن كانت في تخصص المحاور نفسه.• هاجس الإعلامي والصحفي طارق الحميّد الأول: الملكية الفكرية، لماذا؟•• هي العصا السحرية للتصحيح، وضمان حق المبدعين، والمؤسسات. الملكية الفكرية رافد اقتصادي مهم، في الولايات المتحدة حقوق الملكية في الأفلام تحت حماية المباحث الفيدرالية. حقوق الملكية الفكرية ضمان النجاح في قطاعات عدة وليس الإعلام فقط، من الأزياء وحتى التكنولوجيا. سينهي فوضى المواقع، والسطو على المحتوى، لا يجوز أن تنفرد «عكاظ»، وكعادتها، بخبر، وتجده على ألف موقع دون حفظ حقوق الصحيفة. الملكية الفكرية ستضمن حركة إنتاج غير مسبوقة، وتضمن بقاء المؤسسات. فالقصة ليست السوشل ميديا مقابل الإعلام، هذا تسطيح. وللأسف كان أحد المسؤولين السابقين في وزارة الإعلام يناديني تهكما بـ«يا أبو كبي رايت». حقوق الملكية الفكرية مهمة لاقتصادنا وإبداعنا، وشرحها يتطلب مقابلات.• عبد الرحمن بن مساعد: الشاعر أو الرياضي أو الإنسان، أيها أقرب لك؟•• كل ما سبق، الأمير عبد الرحمن حالة إبداع فريدة، ما يعرفه الجمهور عنه قليل، هو مثقف ثقيل، ومبدع حقيقي، وجمالية إبداعه أنه ينطلق من إنسانية حقيقية، ممزوجة بخفة ظل، والأجمل أنك تجد الأمير عبد الرحمن شخصياً كما هو في شعره.• أين تقف السيدة الكريمة منال الحميّد، من طارق المنجز اليوم؟•• هي كل شيء. لولا الله ثم أم عبد العزيز ما استطعت تحقيق ما حققت. شريكتي بكل ما أنعم الله علينا، وسندي بعد المولى، وسر نجاحي، واستمراري. لا كلمات تفي أم عبد العزيز حقها. أنا مدين لها العمر كله.• (هدب) النسمة العليلة في حياة طارق، ما هذا الانسجام مع البدر ومفرداته؟ هل هي انحيازات الشاعر طارق الذي لم يفصح عن نفسه حتى الآن؟•• هدب القانونية، «محامية» أبيها، وهدب عينه -يحفظها الله وإخوانها- اقتطفت اسمها من زهور الأمير بدر. وسألت الله أن تكون أول خلفتي بنت لاسميها هدب، وهو اسم تمنيته منذ صغري. أنا أنحاز لشعر الأمير بدر، ومع العمر انغمست في شعر الأمير خالد الفيصل. وأجد نفسي بتناقضات وتساؤلات شعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد. ولا أستطيع أن أقول: إنني شاعر، وإنما كاتب نص.• متى ستقلع عن التدخين والسياسة والأهلي؟•• التدخين ابتلاء، والسياسة شر لا بد منه، أما الأهلي: جدة كذا أهلي وبحر.•متى سيروي طارق الحميّد حكايته مع الحياة والإعلام؟•• أنا صغير في معترك الحياة، وقصة لم تروَ في الإعلام. وبإذن الله سأكتبها.• لِمن تعتذر عبر هذا الحوار؟•• لأبنائي الكبار هدب وعبد العزيز وسلمان، لأن العمل اختطفني منهم، وهذا ما أحاول تجنبه الآن مع الصغار.< Previous PageNext Page >

مشاركة :