أعلنت لجنة التحقيق البرلمانية أن اقتحام الكونغرس كان "ذروة محاولة انقلابية" وأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "في صلب هذه المؤامرة". بينما وصف الأخير الهجوم بأنه "أحد أعظم التحركات في التاريخ لإعادة عظمة أميركا". استمعت "لجنة 06 يناير" إلى أكثر من ألف شاهد من بينهم اثنان من أبناء الرئيس السابق ودرست 140 ألف وثيقة أعلن رئيس لجنة تحقيق في مجلس النوّاب الأميركي الخميس (التاسع من حزيران/يونيو 2022) أنّ اقتحام مبنى الكابيتول شكّل "ذروة محاولة انقلابيّة"، وذلك خلال تقديمه أولى النتائج التي توصّل إليها بشأن دور الرئيس السابق دونالد ترامب في هجوم السادس من كانون الثاني/يناير 2021. وقال عضو الكونغرس الديموقراطي بيني تومسون خلال الجلسة الافتتاحية إنّ متظاهرين اقتحموا في ذلك اليوم مقرّ الكونغرس الأميركي بـ"تشجيع" من ترامب. وحذّر من أنّ المؤامرة التي كانت وراء الهجوم على مبنى الكابيتول تُشكّل تهديداً مستمراً للديموقراطيّة. وأضاف أن "الديموقراطيّة لا تزال في خطر". وتابع أن "المؤامرة لإحباط إرادة الشعب لم تنته بعد. هناك متعطّشون للسلطة في هذا البلد (...) يفتقرون إلى الحبّ والاحترام لِما يجعل من أميركا عظيمة". وتابع "كان السادس من كانون الثاني/يناير ذروة محاولة انقلابية. ودونالد ترامب في صلب هذه المؤامرة". واستمعت "لجنة 06 يناير" التي تضم سبعة ديموقراطيين وجمهوريين اثنين، في جلسات استمرت أشهراً إلى أكثر من ألف شاهد من بينهم اثنان من أبناء الرئيس السابق ودرست 140 ألف وثيقة لتحدد بدقة مسؤولية دونالد ترامب في هذا الحدث الذي هز الديموقراطية الأميركية. وقالت ليز تشيني وهي من النواب الجمهوريين القلائل الذين وافقوا على الانضمام إلى هذه اللجنة "استدعى الرئيس ترامب تلك الحشود، وجمع الحشود وأشعل فتيل هذا الهجوم". وعرضت اللجنة البرلمانيّة المكلّفة التحقيق، الخميس لقطات لم تُنشَر سابقاً لأحداث السادس من كانون الثاني/يناير 2021. وتُظهر مقاطع الفيديو هذه حشوداً تهاجم مقرّ الكونغرس وتدعو إلى "شنق" نائب الرئيس السابق مايك بنس، ومتظاهرا يقرأ تغريدات لترامب عبر مكبّر صوت، وذلك احتجاجاً على نتائج انتخابات 2020 التي فاز فيها جو بايدن. وقال تومسون "لم تكن زيارة سياحية لمبنى الكابيتول بأي حال من الأحوال". وتضمنت الصور مقاطع لدونالد ترامب يصف المتظاهرين بـ"السلميين" مؤكداً أن هناك "حباً في الأجواء". كذلك، حصلت اللجنة على شهادة الشرطية كارولين إدواردز وهي أول عنصر في الشرطة أصيب على يد مثيري الشغب في 06 كانون الثاني/يناير، وشبّهت محيط مبنى الكابيتول بـ"ساحة حرب". وروت الشرطية "كنت أنزلق على دماء الناس. كانت مجزرة، كانت فوضى". من جانبه، قال الكاتب الوثائقي نيك كويستيد الذي تابع فريقه مجموعة "براود بويز" اليمينية المتطرفة أثناء الهجوم، إنه صُدم من "الغضب" الذي رآه بين أعضائها. وبثّت صور هذه الجلسة على الهواء مباشرة عبر قنوات إخبارية عدة، لكن وسائل الإعلام الأكثر تحفظاً تجنّبت ذلك، في دليل جديد على الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة. بعد أكثر من سنة ونصف سنة على انتخابات 2020، لا يزال أكثر من نصف الناخبين الجمهورييّن يعتقدون أن الانتخابات الرئاسية سرِقت من ترامب، رغم أدلّة لا تُحصى تثبِت العكس. وأكد ترامب الخميس أن الهجوم على الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير 2021 كان "أحد أعظم التحركات في التاريخ لإعادة عظمة أميركا". واعتبر ترامب أن هذه اللجنة "لم تفكر لدقيقة واحدة في سبب وصول الحشود إلى واشنطن بأعداد كبيرة" في 06 كانون الثاني/يناير 2021، كما كتب الخميس على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروثسوشال". وأضاف أن اللجنة "ترفض تقديم بعض من الشهود الكثر والشهادات الإيجابية". ويعتبر أنصار هذه اللجنة أنّ عملها أساسي حتّى لا يتكرّر أبداً أحد أخطر الفصول في التاريخ الأميركي، لكنّ غالبيّة الجمهوريّين تنتقد أعمال مجموعة النوّاب هذه، فيما يندّد ترامب بـ"حملة اضطهاد" ضده. وقال زعيم المحافظين في مجلس النواب كيفن مكارثي إن هذه اللجنة هي "الأكثر تسيّساً والأقل شرعية في تاريخ الولايات المتحدة". ووعدَ الحزب الجمهوري الذي لا يزال ترامب يحظى بنفوذ واسع فيه، بإنهاء أعمال اللجنة إذا سيطر على مجلس النواب خلال انتخابات منتصف الولاية. وحذر تومسون من أن "ديموقراطيتنا ما زالت في خطر، والمؤامرة التي تهدف إلى مقاومة إرادة الشعب لم تنته بعد". وختمت النائبة المحافظة تشيني التي أصبحت مكروهة من ترامب كونها واحدة من الأصوات المحافظة النادرة التي تجرأت علانية على انتقاده، بالتوجه إلى زملائها الجمهوريين قائلة "سيأتي اليوم الذي يرحل فيه دونالد ترامب، لكن عاركم سيبقى". خ.س/و.ب (أ ف ب)
مشاركة :