طالب أكاديميون ومثقفون من أبناء مدينة تل رفعت شمالي سوريا، تركيا، بتحرير مدينتهم من قبضة تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي، وتأمين عودتهم إليها. وأكدوا أن التدخل العسكري لتحرير المدينة هو "حق شرعي" لتركيا، وتعهّدوا بالمساهمة في إعادة إعمار مدينتهم وتطويرها بعد التحرير. * "حق شرعي لتركيا" الدكتور محمد علي الحجي، الأستاذ السابق في جامعة دمشق في قسم الفيزياء وأحد مؤسسي جامعة الشام شماليّ سوريا، قال لمراسل الأناضول إنهم يطلبون وبشدة من تركيا "التدخل لتحرير تل رفعت من عصابات (واي بي جي) لأن أوضاع الناس في مخيمات النزوح أصبحت مأساوية جداً". الحجي أكد أن تحرير تل رفعت ستترتب عليه فوائد كثيرة جداً، على الأصعدة كافة، الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك. فمن الناحية الاقتصادية، لفت الحجّي إلى أن "المساحات المحرّرة ستتوسّع"، وبالتالي "ستنخفض الكثافة السكانية في المناطق التي يوجد فيها مهجّرون". ورأى أنه بمجرد حدوث ذلك، "سيتاح المجال لعودة الأهالي للزراعة، وسيكون هناك أفق أكبر للتجارة والصناعة، وسيتطور المستوى المعيشي لدى الناس، ويخرجون من حالة الضيق التي يعيشونها". وتعهّد الحجي بالسعي لتطوير البحث العلمي والدراسات العليا وتطوير التعليم العالي بشكلٍ عام في المدينة بعد تحريرها، والمساهمة بضخ المجتمع بأفراد متنوّرين، وتوفير البيئة العلمية في المدينة. * العودة ستحيي الأمل بمستقبل مشرق من جانبه، أوضح رئيس المكتب السياسي للمدينة بشير عليطو، أن أهالي تل رفعت يطالبون تركيا بتحرير مدينتهم منذ عام 2016، عندما نزحوا هرباً من القصف الروسي وسيطرة "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي على بيوتهم وأملاكهم. واعتبر عليطو أن تحرير تل رفعت وعودة أهلها إليها "حقٌّ تفرضه الأديان السماوية والقوانين الوضعية"، مشيراً إلى أن عشرات الآلاف من سكان المدينة "غُدر بهم قبل سنوات وخرجوا منها في يوم وكأنه القيامة" حيث كانت الطائرات تلاحقهم. وأشار إلى أن سكان تل رفعت لجأووا بعد احتلال مدينتهم إلى الشريط الحدودي حيث أقاموا مخيمات بالية بأيديهم، يعاني فيها الأطفال والمسنّون من الحرّ والبرد والأمراض وضيق العيش. وأضاف عليطو "سلبُ مدينة تل رفعت وتهجير أهلها لا يمكن وصفه بالكلمات، شعب يعمل بالزراعة والتجارة والصناعة اغتُصبت مدينته، ولجأ إلى مخيمات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة". وأبرز أن المهجّرين "يرون أطفالهم وهم يكبرون أمام أعينهم خائفين على مستقبلهم في حياة لا ترقى إلى مستوى الإنسانية" ولذلك فإن "العودة ستحيي الأمل من جديد بمستقبل مشرق للأطفال ولحياة كريمة". وأكد عليطو أن "استرداد الحق هو أقل واجب لتركيا ولجميع دول العالم، وعليها أن تحققه بأسرع وقت ممكن". وأوضح أنه بعد تحرير المدينة، "ستكون هناك ترتيبات لإعادة الخدمات ولترميم البيوت، وتفعيل الأسواق وإعادة التجارة ليحصل شي من الاستقرار". وتابع "سنستفيد من تجاربنا السابقة التي مررنا بها لنطوّر من خلالها الحياة والتعليم والصحة والخدمات". وعن فوائد تحرير المدينة، لفت عليطو إلى أن "المنطقة الآن عند الشريط الحدودي مع تركيا تغصّ بملايين المهجّرين، وهذا العدد الكبير له سلبيات من ناحية شحّ فرص العمل والخدمات، وحتى من ناحية الأمن والاستقرار، ومع العودة سيخف الازدحام وستتفكك الخيام". وأشار عليطو إلى أن وجود "واي بي جي" في تل رفعت يعرّض أمن المناطق المحرّرة شماليّ سوريا للخطر، فلا يكاد يمرّ أسبوع دون قصف أو تفجير سيارة أو تفجير عبوة ناسفة مصدره التنظيم. * التحرير بداية خير لجميع مناطق سوريا من جانبه، قال وليد الشيخ نايف، وهو مدرس لغة إنكليزية، "عندما نطلب من تركيا إعادتنا إلى تل رفعت وما حولها من القرى، فإننا نطلب حقاً شرعياً، لأننا نحن السكان الأصليون وهذا الحق تكفله الأديان السماوية والقوانين في كل دول". وأضاف للأناضول، "نحن لسنا دعاة حرب وإن كان بالإمكان إعادتنا إلى مدينتنا بدون حرب فليكن كذلك، ولكن إذا كان لا يسمح لنا بالطرق السلمية فلا بدّ من العمل العسكري". وأردف الشيخ نايف أن احتلال تل رفعت من قبل "واي بي جي" كان له تأثير كارثي ومدمر من جميع النواحي، البشرية والاقتصادية والتعليمية والتربوية. وأكد أن لديهم مشاريع كثيرة لتحقيقها عند العودة لمدينتهم، على الصعيد التعليمي والاقتصادي والزراعي وتوفير فرص عمل للشباب، وتابع "عندما ينتشر الأمن والسلام في تل رفعت سينتشر في كافة المناطق". وأعرب الشيخ نايف عن أمله في أن يكون تحرير تل رفعت بداية خير لجميع مناطق سوريا. * تركيا دولة ضامنة في الشأن السوري محمد سلوم قرندل، مدرّس ومدير مخيم "شهداء تل رفعت" ، أكد أيضا أن تركيا هي "دولة ضامنة" في الشأن السوري ومنوط بها تحرير مناطقهم من "واي بي جي". ولفت قرندل إلى أن تل رفعت هي أكبر مدينة محتلة في ريف حلب الشماليّ، ونظراً لموقعها الاستراتيجي وقربها من الحدود و بالقرب من الطريق الدولي M4، فهي تقع ضمن المنطقة التي تسعى تركيا لتفعيلها اقتصادياً. وبيّن قرندل أنهم يخططون للمساهمة بالعودة المنظّمة للمدينة، ثم البدء بإعادة الإعمار وتفعيل الخدمات المتمثلة بالصرف الصحي والماء و الكهرباء والتعليم. وأضاف "سيتيح تحرير تل رفعت مجالاً كبيراً للاستثمارات في منطقة ريف حلب الممتدة من الحدود التركية وحتى مدينة حلب". وكان تنظيم "واي بي جي"، سيطر على مدينة تل رفعت في شباط عام 2016 بدعم جويّ روسي، ما تسبّب بنزوح مئات الآلاف من المدينة والقرى والبلدات المجاورة لها. أما تركيا فتعمل على أكثر من صعيد، عسكرياً ولوجستياً، لتأمين عودة مئات الآلاف من السوريين إلى ديارهم ضمن مشاريع كبرى مدعومة من منظمات دولية إغاثية. وبالفعل بدأت هذه المشاريع تؤكد نجاحها من خلال استقطاب اللاجئين لاختيار العودة بعد تأمين ما يلزم لهم من وسائل العيش الكريم والبنى التحتية والمنازل والمدارس وغير ذلك. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :