أثار إرجاء البابا فرنسيس الجمعة زيارته إلى أجل غير مسمى التي كانت مرتقبة مطلع يوليو/تموز لجمهورية الكونغو الديموقراطية وجنوب السودان بسبب آلام في الركبة، في إعلان مفاجىء القلق مجددا حول وضعه الصحي. وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني في بيان “بعدما قبل طلب الأطباء ولكي لا يُبطل نتائج علاجات الركبة التي لا تزال جارية، يجد الأب الأقدس نفسه مع الأسف مجبرًا على تأجيل زيارته الرسولية … إلى موعد جديد سيتم تحديده لاحقا”. في المقابل، لم يذكر البيان زيارة كندا المقررة من 24 الى 30 يوليو/تموز لكن هذه الزيارة “باقية في موعدها حتى إشعار آخر” كما أعلن المكتب الاعلامي للكرسي الرسولي لوكالة فرانس برس. يأتي إرجاء الزيارة إلى إفريقيا والتي كانت مرتقبة أساسا من 2 إلى 7 يوليو/تموز فيما كانت التحضيرات في أوجها، حتى أن الفاتيكان كشف عن البرنامج المفصل للرحلة التي كانت مقررة لستة أيام وكان يفترض أن يزور خلالها الحبر الأعظم كينشاسا وغوما وجوبا. وشوهد البابا الذي يعاني ألما في ركبته للمرة الأولى على كرسي متحرّك في مطلع مايو/أيار وأعلن أنه يتلقى حقنا مضادة للالتهابات. وذكر مصدر في الفاتيكان أن العلاج “يأخذ مجراه ويعطي نتائج” موضحا “هو في حال أفضل والألم أقل لكن ليس كافيا لكي يتمكن من المغادرة”. وقال إنه من غير المرتقب إجراء أي عملية جراحية في الوقت الراهن. وأورد المصدر “البابا حزين جدا لهذا القرار، لقد حاول حتى النهاية لأنه كان حريصا جدا على هذه الرحلة، ولكن لم يكن لديه خيار آخر”. وكان البابا قال في مايو/أيار في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية “أنا في هذه الحالة منذ فترة، لم أعد قادرا على المشي” بعدما اضطر لإلغاء عدة مواعيد كانت مقررة على برنامجه. أثار الوضع الصحي للبابا الذي ظهر وهو يعاني ألما عند نهوضه خلال ظهوره العلني في ساحة القديس بطرس، في الآونة الأخيرة قلق المراقبين في الفاتيكان ما أعاد إلى الواجهة فرضية احتمال استقالته. وإذا كان الفاتيكان يرفض الرد على هذه الشائعات فإن الحبر الأعظم “يبقى مصمما” كما قال مصدر فاتيكاني آخر رافضا المقالات العديدة التي ظهرت في الصحافة لا سيما في إيطاليا حول فرضية تنحي البابا. وقال وزير الاعلام والناطق باسم الحكومة في جمهورية الكونغو الديموقراطية باتريك مويايا في بيان “باسم الشعب الكونغولي، تتمنى حكومة الجمهورية للبابا فرنسيس الشفاء العاجل وتؤكد له أنها تنتظره بترقب في جمهورية الكونغو الديموقراطية”. من جهته، قال دوناتيان نشول الأمين العام لمؤتمر أساقفة الكونغو والناطق باسمه لوكالة فرانس برس “نحن بشر، بالتالي من الطبيعي ألا يكون قادرا على قطع علاجه”، معربا عن أمله في “إعادة جدولة هذه الزيارة في وقت قريب جدا”. واعتبر رئيس أساقفة عاصمة جنوب السودان جوبا ستيفن أميو أنه يجب “قبول هذا الوضع”. وقال خلال مؤتمر صحافي “هذا الإعلان لا يمنعنا من تحضير أنفسنا لأن الحبر الأعظم يرجىء زيارته لكنه لا يلغيها”. ومطلع مايو/أيار أعلن لبنان إرجاء زيارة البابا التي كانت مرتقبة لهذا البلد في يونيو/حزيران “لأسباب صحية”، لكنها كانت المرة الأولى التي يعلن فيها الفاتيكان إرجاء زيارة لأسباب صحية. ومطلع أبريل/نيسان وخلال زيارة استغرقت يومين الى مالطا، بدت على البابا مشاكله الصحية واضطر إلى استخدام منصة رافعة للصعود والنزول من طائرته. كذلك يعاني البابا أوجاعاً في الورك تجعله يعرج في مشيته. وكان خضع لعملية جراحية دقيقة في القولون في يوليو/تموز2021، استخدم أيضًا على إثرها الكرسي المتحرك.
مشاركة :