قرار التحالف الإسلامي ضد الإرهاب قرار تاريخي إسلامي عسكري فكري أمني إعلامي تم الإعداد له بهدوء دون بهرجة إعلامية، وتوفرت له الحيثيات القوية التي جعلته موضع ترحيب عربي ودولي. تلك أوصاف تنطبق على قرار إطلاق تحالف إسلامي عسكري مكون من 34 دولة- قابلة للزيادة- بقيادة المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب. هو (قرار) رسمي عملي متفق عليه وليس مجرد تفاهم، أو بيان إعلامي. وهو (تاريخي) لأنه يأتي في ظروف صعبة تزايدت فيها مخاطر الإرهاب على الجميع. وأصبح من الضروري وجود موقف إسلامي موحد ضد الإرهاب وضد ربط الإرهاب بالإسلام. وهو (إسلامي) لأن الإسلام هو أكثر من تضرر من الإرهاب. حيث استغلت المنظمات الإرهابية الدين الإسلامي للخداع وكسب التأييد والتمويل والدعم المعنوي فكانت النتيجة تشويه الإسلام ونشر الكراهية والتطرف والعداوة، وأصبح أمن واستقرار كافة الدول في خطر. لقد وضعت المنظمات الإرهابية الإسلام في موقع الاتهام. قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). وهو (عسكري) وليس قرار بيانات تنديد واستنكار، وله مركز عمليات مشترك مقره الرياض لتحقيق التنسيق ودعم العمليات العسكرية ضد الإرهاب. وهو (فكري) لأن الفكر المتطرف هو منبع الإرهاب، ومن المهم تزامن الحلول الأمنية والعسكرية مع الحلول الفكرية. وهي حلول طويلة المدى ولكنها عنصر جوهري في خطة مكافحة الإرهاب. وهو (إعلامي) والإعلام هو العنصر المكمل لمنظومة العمل لتوجيه رسالة إلى العالم بأن هذا التحالف ليس موجهاً ضد أحد، ولكنه ضد المنظمات الإرهابية بمختلف أشكالها ومسمياتها. هذا التحالف سيكون مدعوماً بخطاب إعلامي قوي واضح يقول للعالم إن الإسلام دين السلام، ولا علاقة له بالإرهاب وأن المنظمات الإرهابية التي تستخدم اسم الإسلام هي عدوة الإسلام. وهو قرار (إنساني) لمصلحة الإنسان في كل مكان. لقد نقل قرار التحالف الإسلامي ضد الإرهاب جهود مكافحة هذا الداء إلى مرحلة جديدة تقودها المملكة بعد أن وصلت جرائم الإرهاب إلى مرحلة خطيرة متطورة في فكرها وأساليبها وأسلحتها، مرحلة تهدد أمن وسلام العالم، وتعمل على خلط الأوراق وإحداث الانقسامات ونشر الكراهية والعداوات بين الدول والأديان، وامتهان كرامة الإنسان، وممارسة القتل والإجرام بدم بارد. المملكة تقود هذا التحالف بمكانتها الدينية وثقلها السياسي والاقتصادي، وأدركت قبل غيرها خطر الإرهاب وعانت منه، وتعاملت معه بحزم وجدية، وحققت نجاحات استباقية، وإنجازات أمنية داخل وخارج المملكة حيث ساهمت وتساهم في كشف المخططات الإرهابية والتعاون مع الدول المستهدفة لمنع هذه المخاطر. وللمملكة تجربة فكرية متميزة في التعامل مع الفكر المتطرف تخضع للتطوير بصفة مستمرة. لقد جاء هذا التحالف في الوقت المناسب لتحقيق أهداف بالغة الأهمية من أبرزها تحقيق الأمن كطريق إلى التنمية والعلاقات الدولية البناءة. ومن الأهداف أيضاً وقف استغلال الدين لتنفيذ أعمال إرهابية، ووقف تشويه الإسلام، والتصدي لإثارة الفتن الطائفية، ووقف الفوضى والانفلات وقتل الأبرياء. والانتصار لحرمة النفس البشرية. المملكة رائدة في مكافحة الإرهاب وقامت وتقوم بدور قيادي في هذا المجال اكتملت الآن بنجاحها في تشكيل تحالف قوي يحظى بدعم دولي ليعلن للعالم قولاً وعملاً أن الإسلام هو دين السلام، وأن الأمن مسؤولية مشتركة.
مشاركة :