ضمن إصدار تضمن نصوصٍ من أدب الطفل، صدر عن «دار الحدائق»، كتاب «خمس قصص للفتيان والفتيات»، لخمسة كتاب عرب، فازوا في مسابقة «من كل بلدٍ حكاية عن كورونا» التي أقامتها الدار، كشكلٍ من أشكال تسليط الضوء على اللحظات التي عاشها العام أثناء الجائحة، وما نتج عنها من حزنٍ وفرح، ودروسٍ وارتباك، إذ جاءت النصوص لتتناول هذه الجوانب، وتحاول معالجتها وتأمل جوانب المرحلة، من خوفٍ وارتباك، وحيرةٍ وتخبط، وأمل وفرح. وتضمن الكتاب، الذي عمل على رسوماته الفنان علي شمس الدين، قصة للفائز البحريني، الكاتب حسين خليل، الذي كتب نصًا بعنوان «القصة في بطن مكرونة»، والتي تناول فيها قصة فتى يافع، مع صديقته الببغاء (مكرونة)، التي فوجئ بها تتحدث كالبشر، بعد أن ابتلعت فُتات مذياع. لكن الأكثر مفاجئة، حين أخبرت هذه الببغاء صديقها بأنها أكلت قصته التي كتبها ورسمها بنفسه، لكنها أكلت النص، تاركةً الرسوم، لتبدأ لحظة من الفنتازيا، ينتقل فيها الصديقان إلى عالم القصة المصورة، لإصلاح ما يمكن إصلاحه، فيجدا بأن الكثير من أحداث القصة قد تغيرت على إثر تفشي الوباء، خاصة مع بروز شخصية فايروس كورونا بوصفها شخصيةً جديدة على المسرح، يختص في سرقة ابتسامات الناس. وإلى جانب قصة خليل، تتخذُ القصص الأخرى مسارات مختلفة، لكنها تتشابه من حيثُ جريان الأحداث في زمن كورونا، وقد اتخذت أساليب معالجة مختلفة، فبعضها كان خيالياً، والبعض الآخر جاء واقعياً، ليوثق لهذه المرحلة البارزة من تاريخ البشرية، خاصة الصغار منهم الذين عايشوها بتفاصيلها. كما تضمن الكتاب نصًا بعنوان «كمامة المهرج» للكاتب السوري نذير الزغبي، الذي يروي من خلاله قصة الطفلة لانا، وكيف عايشت الإغلاق العام، وتفشي الوباء. بالإضافة لقصة «شتاء داخل قلوب أهل المدينة» للكاتبة السعودية بلقيس آل رقبة، التي تروي قصة الفتاة ميسون، وكيف استطاعت التغلب على مللها في لحظات التباعد الاجتماعي، وعدم اللعب في الخارج. أما قصة «لحن عزيز» للكاتبة المصرية منى المسلمي، فتدور حول مجموعة أطفال يعيشون في دار رعاية، وقد فقدوا رجل كبيرًا كان يسكن في المبنى المقابل للدار، واسمهُ العم عزيز، الذي أُصيب بالفايروس، ولقي حتفه، لتعالج هذا الشعور بالقد الذي شعر به الكثير من الأطفال أثناء الجائحة. فيما تناولت قصة «أبي عامل بناء»، لكاتبة المصرية نسمة شريف علي، قصة فتاة اسمها أمل، وكيف انعكس بقاء أبيها عامل البناء دون عمل بسبب الإغلاق على حياتها.
مشاركة :