مع اقتراب العام من نهايته، يبدأ موسم الجوائز الرئيسية في الولايات المتحدة وبريطانيا والتي تتوج الأفلام المميزة فيه، وقد بدأت عدة أفلام في البروز في ترشيحات بعض النقابات وفي الفوز بجوائز بعض الروابط. ويبدو أن هذه العناوين ستتكرر منذ الآن فصاعداً للحصول على أعلى قدر من الجوائز. لا شك أن قيمة الكثير منها عالية فنياً، ولكن لابد من التأكيد على أن القيمة الفنية ليست السبب الوحيد لبروز أفلام دون غيرها، فهناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في البروز الإعلامي والظهور في تلك القوائم للأفلام ومنها النشاط الدعائي للشركة الموزعة والشركة المنتجة للفيلم، ولذلك تخلو معظم قوائم الترشيحات من بعض الأفلام المستقلة التي قدمت تجارب ورؤى فنية مبتكرة وأصيلة لهذا العام، ولكن أسماءها غير مطروحة على مستوى الجوائز. ويمكن القول بأن معظم قصص الأفلام الروائية هذا العام هو سير ذاتية واقتباسات أدبية، أما عناوين الأفلام الأكثر حضوراً في قوائم النقاد والترشيحات، فهي الأفلام الستة التالية: 1 "Spotlight" يبدو أن حظوظ هذا الفيلم الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا لهذا العام قوية جداً في الترشح، وربما الفوز، بجائزة أفضل فيلم، نظراً للإجماع النقدي عليه، إضافة إلى نجاحه الجماهيري. فقد حقق المرتبة الثالثة في مهرجان تورنتو للأفلام الحائزة على جائزة الجمهور. وهو يتناول قصة حقيقية للفريق الصحفي الذي يعمل في صحيفة "ذا بوستن غلوب" ونشر تحقيقات تتعلق بفضيحة التحرش في الكنيسة الكاثولوكية. وبغض النظر عن عدد الجوائز التي سيحصدها الفيلم على مدى الشهور الثلاثة المقبلة، إلا أنه من المتوقع أن يتواجد في معظم قوائم النقاد وقوائم الجوائز الكبرى وخاصة الأوسكار في فئة أفضل فيلم وأفضل سيناريو لتوم ماكارثي وجوش سينجر وأفضل إخراج لتوم ماكارثي وأفضل ممثلة مساعدة لريتشل ماكآدمز وأفضل مونتاج. وقد ترشح الفيلم في جائزة نقابة الممثلين عن أفضل طاقم تمثيل. 2 "The Martian" رغم الاستقبال الباهت الذي مني به فيلم "The Martian" لكنه يعد من الأفلام التي يغلب الظن أنها ستحظى بالترشح في فئة أفضل فيلم. فقصة الفيلم التي اقتبسها درو غودارد عن رواية تحمل نفس العنوان لآندي واير، تنتمي للخيال العلمي، وتتناول الجانب الإنساني في تعامل البشر مع الفضاء أكثر من اعتمادها على الفانتازيا. وقد يكون هذا الفيلم هو الذي يصل بالمخرج المخضرم ريدلي سكوت إلى أوسكار أفضل إخراج. كما أنه يعد من ضمن معظم قوائم أفضل عشرة أفلام للعام. وإضافة إلى ترشيحات أفضل فيلم وأفضل إخراج، من المتوقع أن يترشح الفيلم عن فئة أفضل نص مقتبس، وقد نرى اسم مات ديمون في بعض قوائم أفضل ممثل كما حدث مع ترشيحات "الكرة الذهبية" -الغولدن غلوب- وإن كان ترشيحه في الأوسكار مستبعداً. أما في الجوانب الفنية ففي الغالب سيحصل على ترشيحات لأفضل مونتاج وأفضل مؤثرات بصرية وربما أفضل تصوير. 3 "The Revenant" حتى الآن لم يعرض هذا الفيلم على نطاق واسع، ولم يشاهد سوى في عروض خاصة، لكنها كانت كافية للخروج بانطباع أن هذا الفيلم ليس بمستوى "بيردمان" في العام الماضي، إلا أن أغلب النقاد يتوقعون تأهل الفيلم للترشيح كأفضل فيلم وأفضل إخراج حيث سيحل إليخاندرو غونزاليس إيناريتو على الأغلب ضيفاً في حفل الأوسكار القادم أيضاً وإن كان من المستبعد أن يحصل على جائزة هذه المرة. كما يتوقع ترشيح الفيلم لفئة أفضل تصوير وأفضل مونتاج وأفضل ممثل رئيسي لليوناردو دي كابريو، وقد يترشح لجائزة أفضل نص مقتبس. 4 "Room" حظي هذا الفيلم، الكندي الإيرلندي الإنتاج، بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو لهذا العام وهي الجائزة التي تضمن في كثير من الأحيان أن يكون الفيلم في قائمة الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم. وقد كتبت الروائية ايما دونو سيناريو الفيلم مقتبسة إياه من روايتها التي تحمل نفس العنوان وأخرجه الإيرلندي ليني أبراهامسون، وقد كان ما أثار إعجاب النقاد على وجه خاص هو أداء الممثلة بري لارسون وأداء الطفل جيكوب تريمبلي، ولذلك فمن المتوقع أن نشاهد هذا الفيلم في ترشيحات أفضل فيلم وأفضل نص مقتبس وأفضل ممثلة رئيسية للارسون وأفضل ممثل رئيسي لتريمبلي. 5 "Mad Max: Fury Road" يعد هذا الفيلم الجزء الرابع من سلسلة "ماكس المجنون" وفيه يحل توم هاردي محل ميل جيبسون الذي مثل دور "ماكس" في أجزائه الثلاثة السابقة. وماكس هو شرطي في الجزء الأول يقرر ترك الشرطة لينتقم من مجموعة من الأشرار ثم يدخل فيما بعد في أجزائه التالية فيما يسمى بمرحلة نهاية العالم حيث تبدأ المواد الغذائية في التقلص وتسيطر على الأرض جماعات تتقاتل مع أجل البقاء. وهو إنتاج أسترالي أميركي مشترك ويخرجه جورج ميلر، ومن المرجح أن يكون الفيلم في ترشيحات أفضل فيلم وأفضل مونتاج وأفضل تصوير، كما ستصدر قائم الترشيحات في الجوانب التقنية الأخرى كتصميم الإنتاج وأفضل صوت وأفضل مؤثرات صوتية وأفضل مؤثرات صوتية وقد يكون في فئة أفضل إخراج. 6 "Carol" صاحب العرض الأول لهذا الفيلم في مهرجان كان إشادة نقدية واسعة. وهو مقتبس من رواية "ثمن الملح" للروائية باتريشا هايسميث، ومن إخراج تود هاينيس وتدور أحداث الفيلم في مدينة نيويورك في عقد الخمسينيات من القرن العشرين. ومن المتوقع أن يكون الفيلم ضمن ترشيحات أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل تصوير وأفضل ممثلة رئيسية لكيت بلانشيت وأفضل ممثلة مساعدة لروني مارا وقد يكون في فئة أفضل نص مقتبس. ويلي هذه الأفلام، أفلام أخرى قد تحظى بفرص واسعة خلال الأسابيع المقبلة، وهي بلا شك تعد من الأفلام المميزة لهذا العام وهي: "The Big Short" و"Bridge of Spies" و"Brooklyn" و"Steve Jobs" و""The Hateful Eight و"Joy" و"Sicario" و""Youth و"Creed" و"Straight Outta Compton" و""Beasts of No Nation و""The Danish Girl و"Love & Mercy"و"Trumbo" و"99 Homes".