رعى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الاحتفال الكبير الذي أقيم عصر أمس في قصر أبو سلمان بمنطقة الصخير بمناسبة الذكرى 44 للانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية. وفور وصول الملك حمد إلى مقر الاحتفال يرافقه رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، وولي العهد نائب القائد الأعلى والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد، أطلقت المدفعية البحرينية إحدى وعشرين طلقة تحية للملك الذي توجه لمنصة الشرف الملكية لتعزف الفرقة الموسيقية السلام الملكي البحريني. وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى ملك البحرين خطاباً أعرب فيه عن تقديره للمواقف الوطنية لشعب البحرين الوفيّ على امتداد تاريخ البلاد المعاصر، التي مكّنت البحرين من تخطي الكثير من الصعاب لتحظى بمكانة تليق بمستوى ما بُذِل من تضحيات وإسهامات، ولتستمر نهضتها الشاملة بخطى ثابتة نحو وجهة الإصلاح والتحديث. وأكد الملك حمد على أن احتفالات مملكة البحرين الوطنية، تأتي بمناسبة ذكرى قيام الدولة بصفتها كياناً عربياً إسلامياً مستقلاً، وذلك في عهد مؤسس البحرين الأمير أحمد بن محمد آل خليفة (أحمد الفاتح)، وقال أمير البحرين :"إنها مناسبة طيبة نستذكر فيها المسيرة العطرة والإنجازات الرائدة لأجدادنا وآبائنا الكرام، رحمهم الله". وشدد الملك على ضرورة تكاتف الجميع لحماية مكتسبات البحرين وانجازاتها، والاعتزاز بما تحققه الجهود الوطنية البحرينية التي تتنافس في مستويات أدائها مع المستويات العالمية، في ظل الظروف الاستثنائية للأوضاع الاقتصادية والأمنية في العديد من دول العالم، التي اجتهدت البحرين، ولا تزال، على أن تكون بمنأى عن تأثيراتها السلبية من خلال اتخاذ كافة الاحترازات والاحتياطات اللازمة، ودون إخلال بسياستها التنموية المستدامة الهادفة للاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي وبما يحمي وينمي بيئتها. ودعا الملك حمد المولى عز وجل في الذكرى الأولى ليوم الشهيد الذي يصادف اليوم الخميس، ان يرحم الله من أكرمهم بالشهادة في سبيل وطنهم البحرين منذ التأسيس الأول إلى يومنا هذا، وأن يدخلهم فسيح جنانه، مؤكداً على أن السلوان يكمن في تلك الهمم العالية لمن جند نفسه دون تردد، تلبية لنداء الواجب مهما كانت التضحيات. عاهل البحرين: نستذكر في مناسباتنا الوطنية المسيرة العطرة للأجداد والإنجازات الباهرة للأبناء وقال إن المساهمات القيّمة والمتتالية لرجالات ونساء البحرين تستدعي، وبكل فخر، الاحتفاء بها وإبرازها بالشكل الذي تستحق، مؤكداً في خطابه السامي على أن هذه المساهمات تمثل ثروة لا تُقدّر بثمن ونبراساً للأجيال القادمة تلهمهم وتشجعهم على مواصلة درب البناء والعطاء. وأكد حرصه على تكريم كل مجدٍ ومتفانٍ في خدمة البحرين، مشيدا بهم، وموجهاً بالشدّ على أيديهم تقديراً واعتزازاً. ثم وزّع الملك حمد الأوسمة التقديرية على المكرمين جرياً على العادة السنوية في هذه المناسبة الوطنية. بعدها ألقى السيد محمود أحمد عبدالرحمن كلمة المكرمين، ثم صافح عاهل مملكة البحرين الحضور من شخصيات وطنية بحرينية وكبار المسؤولين، والسفراء المعتمدين، والجمعيات السياسية والاجتماعية، ورجال الصحافة والإعلام. من جهته أشاد رئيس مجلس النواب البحريني أحمد بن إبراهيم الملا بمضامين الكلمة التي ألقاها الملك حمد بمناسبة العيد الوطني والذكرى 16 لتوليه الحكم، مؤكداً أن وحدة شعب البحرين وتماسكهم هي عهدهم منذ القدم وهي كانت ولا زالت الدرع الحامي لأي تدخل وأطماع خارجية.  كما نوه رئيس مجلس النواب بدور مجلس النواب كسلطة تشريعية ومؤسسة دستورية وممثل للشعب البحريني في دعم توجهات القيادة، لما فيه خير البحرين سواء في مجال تطوير القوانين وسَنِّ التشريعات والرقابة، أو في مجال إقرار الحقوق وحماية الحريات، والتنمية الاقتصادية، وإقرار التشريعات المعززة للأمن والاستقرار في البحرين وهو ما لا يتم إلا بالجهود التي يبذلها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، معبراً في ذات الوقت عن تقديره للتعاون والجهود الطيبة التي يقوم بها ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إسهاماً في نهضة وتقدم البحرين. وأعرب الملا عن فخر البحرين بجميع الكفاءات الوطنية والجهود المخلصة لرجالاتها ونسائها. وكانت مدن ومحافظات وقرى مملكة البحرين والوزارات، والميادين والمجمعات التجارية والساحات والفنادق، قد شهدت منذ مساء أمس الأول احتفالات متنوعة بالأعياد الوطنية البحرينية من خلال أنشطة مختلفة استحضرت عراقة التراث البحريني.