خطر المثلية والشذوذ الجنسي على آخر أسوار الحضارة الإنسانية

  • 6/11/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المجتمعات السوية هي التي تلتزم بالقيم والمبادئ والأخلاق السوية، ولا تتنكر لخلق الله وفطرته، أو تحاول تميع الفروقات التي خلقها الله لخلافته في الأرض، ويجب التأكيد على تلك الفروقات لما لها من أهمية في استمرار الجنس البشري، فهناك الصيف والشتاء، والليل والنهار، والهواء والماء والتربة، وهناك الحيوانات والطيور التي خلقها الله من صنفين، ذكر وأنثى، وخلق الإنسان الذي يتميز عن كل المخلوقات بعقله وفطرته، والإنسان كذلك خلقه الله من ذكر وأنثى كما جاء سورة الحجرات الآية 13، ولكل منهما وظيفته، فلا يمكن أن يكون الرجل امرأة في ذات الوقت، ولا المرأة يحق لها أن تلعب دور الرجل، نعم متساويان في الحقوق والواجبات ولكنهم مختلفان في الخلق والوظيفة!!. قبل أيام جددت السفارة الأمريكية دعوتها لدعم المثلية والشذوذ الجنسي عبر تغريدتها على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي (الإنستغرام والتويتر)، وهي ثقافة غربية تدفع بسبب الدول الغربية الثمن باهظاً في تفكك المجتمعات بعد أن سنت لهم (المثليين والشواذ) القوانين التي تبيح زواج الرجل بالرجل، وزواج المرأة بالمرأة، وأعطتهم الحق في التبني والأبوة والأمومة، واستخدام الهرمونات التي تعبث في خلق الله وغيرها، فكان لهم كيانات وجمعيات وممثلين بالبرلمان وحقوقيين يدافعون عنهم ويدعموهم، وهي أفعال خارجة عن الطبيعة الإنسانية، ولا تعترف بالقيم الدينية والمجتمعية. هذه التغريدات أثارت حفيظة المجتمع البحريني المتمسك بقيمه الدينية والأخلاقية وعاداته وتقاليده العربية، فهو يرفض ذلك السلوك المشين على أرضه، فهو مجتمع مسلم يراعي الأخلاق والقيم المجتمعية، فقد ضجت المواقع الاجتماعية رافضة لتهنئة السفارة الأمريكية بالبحرين للمثلين وأصحاب الشذوذ الجنسي، علماً بأن لا مكان للمثليين عندنا، فهذا المجتمع لا يعترف بالمثلية، ولا يعترف بشهر خاص بهم، فخلق الله التي تعترف به جميع الأديان والتشريعات هو الرجل والمرأة. بعد سقوط الحضارة الغربية في وحل التفسخ والانحلال والشذوذ بعد تبنيها للمثلية وافعالها المشينة، هي اليوم تحاول جاهدة نقل تلك الثقافة إلى الأوساط العربية والإسلامية، وهي حملات مسعورة للترويج عن الشذوذ والمثلية والانحلال الأخلاقي، فهناك مراكز ومنظمات عالمية تسعى للنيل من الفطرة السوية التي خلقها الله في البشر، وقد تمكنت تلك المراكز والمنظمات من اختراق الكثير من المجتمعات، وهي اليوم توجه سهامها المسومة إلى الدول العربية والإسلامية، وما تلك التغريدات إلا إشارة مبطنة لتلك الجماعات لتنشط خلال المحافل والفعاليات والمونديالات للتسويق للمثلية والشذوذ الجنسي، وهو طوفان يجب التصدي له، والوقوف في وجهه. لقد جاء الرفض والاستنكار للترويج عن المثلية والشذوذ الجنسي من جميع الفعاليات الرسمية والأهلية من مؤسسات ومراكز وفعاليات دينية وسياسية، ومنها بيان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي استنكر الحملات الممنهجة على اعتبار أنها اختراق للمجتمعات المحافظة، وما التغريدة والتهنئة التي قدمتها السفارة الأمريكية إلا انتهاك سافر للقيم والأخلاق التي يقوم عليها المجتمع البحريني، وإساءة صريحة للثقافة والمتعارف عليه عند عموم الناس باختلاف أديانهم وثقافاتهم، وهي مخالفة لاتفاقية فيينا التي تلزم باحترام قوانين الدولة وأنظمتها، وهي كذلك دعوة صريحة للفاحشة والرذيلة التي ابتليت بها المجتمعات الغربية!!. خطر المثلية والشذوذ الجنسي حين تسن لها التشريعات والقوانين، ويسمح لها بحضور الفعاليات والمهرجات، وإقامة الجمعيات والمراكز، والأبشع حين يرضى المجتمع ويوافق على ظهور مثل تلك الثقافة في مجتمعه، فيرى الأسرة المثلية بين الرجل والرجل، أو الأسرة المثلية بين المرأة والمرأة متساوية مع الأسر الطبيعية بين الرجل والمرأة، ويا لها من سخرية حين نرى الرجل وهو يتقدم لطلب يد رجل آخر من والديه، أو أمرأة تطلب موافقة وليها على هذا الأمر المنكر!! حينها لا ينفع الندم حين نرى تفكك الأسر، وانحلال المجتمع، وقطع النسل والذرية!!. إن الرفض والاستنكار للمثلية والشذوذ الجنسي يجب أن لا يتوقف، يجب مواجهته بكل الوسائل والإمكانيات، وتقديم النصح للدول العربية التي على وشك أن تبتلى بالداء الذي ابتليت به بعض الدول الغربية حتى نخر سوس المثلية في أصحاب القرار بدعوة حقوق الإنسان وحرية اختيار الجنس!.  بداية التشريع للمثلية والشذوذ الجنسي كانت في العام 1951 حين طرحت الأمم المتحدة الموضوع، وفي العام 2008 حين استوت الطبخة تم توقيع ست وستون دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة على بيان يطالب برفع العقوبة عن المثلية والشذوذ الجنسي، واليوم يشاهد العالم تحرك بعض الفعاليات للترويج للمثلية والشذوذ الجنسي في بعض الدول العربية، وما تغريدة التهنئة التي قدمتها السفارة الأمريكية بالبحرين للمثليين في شهر يونية إلا مؤشر خطير بأن تشهد المنطقة تداعي المثلية الدولية إلى المنطقة، لذا لن نتأخر من التحذير من المثلية والشذوذ الجنسي، وقد قال رسول الله: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [ابن ماجه]، والإعلان بها هو الإشهار والتباهي والترويج لها، فاللهم أكفنا شرورهم ما بطن منها وما ظهر!!.

مشاركة :