اجتماع تونسي ـ جزائري ـ ليبي لبحث مكافحة الإرهاب والأمن الغذائي

  • 6/11/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عقد وزراء خارجية دول ليبيا والجزائر وتونس، أمس، اجتماعاً في العاصمة التونسية، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية التونسية، التي قالت، إن الاجتماع يأتي «في إطار تعزيز سنة التشاور والتنسيق» بين الدول الثلاث. ويبحث الاجتماع وفق المصدر نفسه، مسائل ترتبط بالتنمية المندمجة والمتضامنة، ومكافحة الإرهاب، والتصدي للجريمة المنظمة، وقضايا الأمن الغذائي والبيئي والطاقة. كما أنه يأتي في ظل تحولات ومتغيرات إقليمية مهمة وشديدة الحساسية، من بينها تعليق الجزائر لاتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار مع إسبانيا، وتعليق معاملاته التجارية معها، وهو القرار الذي خلف ردود أفعال متباينة في الجزائر وإسبانيا وداخل الاتحاد الأوروبي أيضاً. ووفق مصادر حكومية تونسية رسمية، فإن مشاورات وزراء خارجية الدول الثلاث ستركز على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التنمية المندمجة والمتضامنة ومكافحة الإرهاب، والتصدي للجريمة المنظمة وقضايا الأمن الغذائي والطاقي والبيئي، التي تفرض نفسها في ظل المستجدات الدولية الراهنة. كما يأتي هذا الاجتماع حرصاً من الدول الثلاث على تطوير العلاقات، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، إضافة إلى تبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، وما تطرحه من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية. كما سيكون مناسبة لاستعراض الاستحقاقات الإقليمية والدولية المقبل». علاوة على محاولة تمكين الأطراف الليبية من تجاوز الحالة الراهنة للانقسام، وبلورة التوافقات الضرورية بشأن الشروط السياسية والأمنية والقانونية لإجراء انتخابات نزيهة. ويرى مراقبون، أن تغيير إسبانيا موقفها من قضية الصحراء، وتطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، ومخاطر الانقسام داخل ليبيا، قد تكون من بين أهم الأسباب التي دفعت الجزائر إلى محاولة تشكيل جبهة إقليمية ممانعة، تضم الجزائر وتونس وليبيا، هدفها التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار في البلد النفطي الكبير. مشيرين إلى أن الاجتماع كان مفاجئاً، ولم يتم الإعلان عنه خلال الأيام السابقة، واعتبرت توجه وزير الخارجية الجزائرية ووزيرة الخارجية الليبية إلى تونس، بعد أشهر من الغياب عن الساحة التونسية، قد يمثل انفراجة في العلاقات بين الدول الثلاث، وعودة قوية للتنسيق فيما بينهم، خاصة أن العلاقات الثنائية لم تكن في أحسن أحوالها، سيما بعد تصريح الرئيس الجزائري خلال زيارته الشهر الماضي إلى إيطاليا بأن «تونس في مأزق»، واستعداد الجزائر «لمساعدتها في الخروج من المأزق، والعودة إلى الطريق الديمقراطي». وقال عدد من المتابعين للتطورات السياسية الحاصلة في تونس، إن حديث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول ضرورة عودة تونس إلى الطريق الديمقراطية «قد يعني تحفظها على المسار السياسي الحالي للرئيس سعيّد». كما أن تصريح رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، قبل أشهر حول تونس، واعتبارها مصدراً للإرهاب، كان قد أثر سلبياً على العلاقات المميزة بين البلدين. علاوة على تأثير الانقسام الحاصل في ليبيا بعد تشكيل حكومتين، واعتماد تونس مبدأ الحياد تجاه الوضع الداخلي الليبي، وهو ما بات يتطلب حلولاً لتجاوز الأزمة والوصول إلى إجراء الانتخابات في ليبيا، وفي هذا السياق يرى مراقبون أن بإمكان الجزائر أن تلعب بثقلها السياسي والاقتصادي دور الوسيط بين طرفي النزاع في ليبيا.

مشاركة :