تدريبات عسكرية بحرية بين البحرين وفرنسا

  • 6/11/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وصلت إلى البحرين، أمس الأول الخميس، الفرقاطة الفرنسية «سوركوف»، وذلك ضمن احتفاء مملكة البحرين والجمهورية الفرنسية بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال قائد الفرقاطة العقيد بحري ادوارد فالي، في مؤتمر صحافي عقده في قمرة قيادة الفرقاطة، بمشاركة السفير الفرنسي لدى مملكة البحرين جيروم كوشارد، إن الفرقاطة «سوركوف» تعمل ضمن الجهود الإقليمية والدولية لحماية الأمن البحري وحرية الإبحار في المنطقة، مشددا على أهمية العلاقات مع مملكة البحرين. وأشار القائد فالي إلى أهمية التعاون مع القوات الإقليمية في مواجهة التحديات المختلفة، لافتًا إلى ان الفرقاطة تقوم بمهام دوريات وفق القانون الدولي من أجل تأمين أمن الشحن التجاري، وتعزيز السلامة والأمن البحري عبر التعاون مع القوات الحليفة. وردًا على سؤال لـ«الأيام»، أكد القائد فالي أن الفرقاطة سركوف -التي كانت قد أبحرت من ميناء تالون جنوب فرنسا- سوف تبقى في المنطقة لمدة 3 شهور أخرى، تقوم خلالها بمهمات بحرية مختلفة بالتعاون مع القوات الأخرى، قبل العودة إلى الميناء الأم، لافتا إلى أن فرنسا تحتفظ بوجود عسكري دائم في المنطقة. وقال القائد فالي: «سوف نبقى في منطقة الخليج لمدة 3 شهور على الأقل، لا سيما ان فرنسا تحتفظ بوجود فرقاطة في شمال المحيط الهندي بشكل دائم، وخلال وجودنا هنا سوف نتعاون مع القوات البحرية الأخرى في المنطقة، بما فيها القوات البحرينية التابعة لسلاح البحرية الملكي البحريني، كذلك سوف نتعاون مع القوات الامريكية وقوات بحرية تابعة لدول أوروبية. كما ذكرت سابقًا، نحن هنا من أجل تعزيز وسلامة الامن البحري في المنطقة، وتأمين الملاحة الامنة عبر واجب الدوريات، ووفق القانون الدولي، من اجل تأمين امن الشحن التجاري، والعمل جانبًا إلى جانب مع شركائنا». من جانبه، أكد السفير الفرنسي على الدور الكبير لقوات البحرية الفرنسي الذي يُعد جزءًا من استراتيجية مهمة تم إقرارها من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي. وقال السفير الفرنسي: «البحرية الفرنسية دائما تحاول ان تعمل ضمن سياق استراتيجي بالغ الأهمية، يقوم على حماية استقرار وحرية الملاحة في منطقة الخليج، عبر ارسال سفن حربية إلى المنطقة. بالطبع هناك قوات أخرى في المنطقة لذات الأهداف ونعمل ونتعاون معهم بشكل دائم». وتابع «لدينا قواعد عسكرية في دولة الامارات العربية المتحدة؛ قاعدة بحرية وأخرى جوية. إضافة إلى ذلك، لقد تغير الدور الأوروبي من ناحية الامن والدفاع لا سيما بعد الازمة الأوكرانية، وهذا ما شهدناه خلال الفترة الماضية، إذ تم اطلاق شراكة استراتيجية مع دول المنطقة في مايو الماضي في «بروكسل» تتضمن امن وسلامة الإبحار، لذلك هناك تعاون عسكري اكبر مع دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة في المستقبل ويمتد إلى المحيط الهندي. بالطبع بالنسبة لفرنسا كان دائما لدينا حضور عسكري في المنطقة يمتد إلى عقود طويلة، ولكن نتطلع أيضا إلى تعزيز هذا الدور في المستقبل. لذا فرنسا والاتحاد الأوروبي بشكل عام يتجهان نحو المزيد من تعزيز العلاقات مع دول المنطقة في المجالات العسكرية. وفي رد على سؤال، اكد قائد الفرقاطة أن العمل جارٍ من اجل اجراء تدريبات عسكرية مع قوات البحرية الملكية البحرينية»، معتبرًا ان وجود الفرقاطة «سركوف» يشكل فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والتمرينات مع اصدقائهم البحرينيين. وقال القائد فالي: «إن وجودنا هنا في البحرين يشكل فرصة مهمة سوف نلتقي خلالها بقيادات بحرية بحرينية، لذا يمكن من خلالها اجراء تمرينات عسكرية محدودة سيتم التوافق حولها يوم الاثنين المقبل. بالطبع سوف نكون سعداء للغاية للعمل جنبا إلى جانب مع البحرينيين، سواء عبر اجراء مناورة عسكرية، وكذلك عبر الطيران العامودي المرافق للفرقاطة، وهذا بطبيعة الحال يشكل فرصة لنا لتبادل الأفكار المتعلقة بالعمليات البحرية المختلفة». وفي رد على سؤال، اكد السفير كوشارد عمق التعاون العسكري والدفاعي مع المنطقة، لا سيما ان هناك وجودا عسكريا فرنسيا يلعب دورا كبيرا في الكشف عن التهديدات عبر المراقبة وعمليات المسح الجوي. وقال السفير الفرنسي: «بالطبع هناك عدة جوانب في هذه الفرقاطة تشكل جانبا مثيرا للاهتمام، ومنها الأسلحة، وتكنولوجيا الرادار، اضف إلى ذلك ان هناك وجودا عسكريا فرنسيا في المنطقة يتمثل بدعم العمليات الجوية للكشف عن التهديدات المحتملة، ومنها المسح الجوي، كذلك هناك تعاون بين دول المنطقة، وشركات فرنسية تعمل في مجال الامن السيبراني المرتبط بالشؤون الدفاعية وهناك تعاون مع دول خليجية من بينها السعودية والامارات العربية المتحدة. بالطبع هناك قوات لدول أخرى تلعب دورا في حماية حرية الملاحة في المنطقة، ودورنا هنا يأتي في سياق استراتيجية مهمة تستهدف حماية الامن البحري». وكان السفير الفرنسي قد أكد أهمية التعاون العسكري بين بلاده ومملكة البحرين، لا سيما ان هناك الكثير من السفن الحربية الفرنسية قد زارت المملكة ومنها اكبر السفن العسكرية الفرنسية، وهي حاملة الطائرات شارل ديغول التي زارت البحرين العام الماضي ضمن مهمة كليمنصو 21. كما اكد السفير كوشارد عمق العلاقات التاريخية بين فرنسا والبحرين، لا سيما خلال الحملة البحرية الفرنسية قبل 200 عام من الآن، أي في العام 1842، أي قبل حين وصلت السفينة الفرنسية لا ففوريت في عهد ملك فرنسا آنذاك لويس فيليب وذلك ضمن حملة بحرية في مياه البحر الأحمر، وكان ذلك في عهد الراحل الشيخ عبدالله بن احمد آل خليفة الذي ارسل بدوره رسائل ترحيب بملك فرنسا ودعاه إلى زيارة المقر الرسمي في خطوة ودية معتبرا السفير كوشارد ان هذه زيارة الفرقاطة سركوف تأتي امتدادا لهذه العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين. وقال السفير: «ما زالت السفن تلعب ذات الدور منذ أربعة آلاف سنة، إذ تتوقف في البحرين، حيث تجد السلام والعلاقات الودية، لكن بالطبع الزمن قد تغير في العقود الماضية، لقد رأينا تنامي التوتر في منطقة الخليج وفي الشرق الأوسط بشكل عام». وتابع «لحسن الحظ، لقد قرر المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدي، لذا فرنسا اليوم تتمتع بوجود كبير في المنطقة، من اجل مواجهة التحديات المختلفة بواسطة السفن والطائرات، والقواعد العسكرية الدائمة في دولة الامارات العربية المتحدة؛ قاعدة الظفرة الجوية وقاعدة ميناء زايد البحرية، ما يؤكد ان التزام البحرية الفرنسية هو حقيقة. وأضاف: «ان الامن البحري يشكل أولوية قصوى واستراتيجية بغاية الأهمية، لذلك تقوم فرنسا بدورها الحيوي في تعزيز الامن البحري القائم على القانون والقواعد البحرية بما يتضمن حماية حرية الإبحار. وحيث ان فرنسا ما زالت تتولى مجلس الاتحاد الأوروبي لعدة أسابيع مقبلة، لذا نشدد على أهمية ما ورد ضمن استراتيجية الاتحاد الأوروبي حيال هذه المنطقة، حيث تم التطرق بشكل خاص إلى الامن البحري في الشراكة الجديدة مع دول الخليج والتي اطلقت مؤخرًا في بروكسل، وكذلك تشكل جزءا من بوصلة استراتيجيات الدفاع والامن في المنطقة والتي تم إقرارها في مارس الماضي، والتي تهدف إلى زيادة الاستعداد لدى دول الاتحاد في مجال الامن البحري في المنطقة، والتركيز على الأهمية الإقليمية للعمليات العسكرية لمنطقة الأطلسي من قبل دول الاتحاد لا سيما قبالة سواحل الصومال. وتعزيز دورها في مكافحة القرصنة». ولفت السفير إلى عملية «اجانور» التي تم اطلاقها في العام 2020 والتي تستهدف حماية الإبحار في منطقة مضيق هرمز وخليج عمان، والتي تشارك فيها الفرقاطة «سوركوف» وتدعمها 9 دول من أوروبية. وقال السفير الفرنسي: «بالطبع انا هنا اركز على الدور الفرنسي، ودور الاتحاد الأوروبي، لكننا أيضا نشيد بالدور الكبير الذي تقوم به الولايات المتحدة الامريكية عبر قيادة الاسطول الخامس الأمريكي، والذي يواجه التحديات المختلفة في المنطقة». وتابع «ان تعاوننا المثمر مع البحرين امرا بالغ الأهمية، كما ان الشركات الفرنسية العاملة في قطاع الدفاع تلعب دورا كبيرا في تحقيق الهدف المشترك حيال الامن البحري، لذا نعتز بشركاتنا مع البحرينيين وكذلك شركائنا الإقليميين. وكذلك طاقم «سوركوف» الذين يجسدون شعار مدرسة البحرية الفرنسية الجديد المتمثل بـ(من اجل فرنسا، والى جانب البحارة، نقاتل)». يذكر ان الفرقاطة «سوركوف» هي فرقاطة من طراز «لا فاييت - متوسط الحجم» كان قد تم بناؤها في العام 1992 لتدخل الخدمة في العام 1996، وقد شاركت في العديد من المهام البحرية ابرزها بعثة «خور ابجا» في جيبوتي.

مشاركة :