وصلاً لما ذكراناه في المقالة السابقة، فإن التحديات التي تحيط بالسوق قد تأتي بالفرص، فكثيرًا ما تولد الفرص من رحم الأزمات. والمستثمر الفطين يعرف كيف يقلب الطاولة ويستغل المواقف لصالحه، خاصة في المجال العقاري كونه من أقل المجالات مخاطرةً، فلطالما وصف بأنه الملاذ الآمن للمستثمرين، خصوصًا في التضخم الحاصل حاليًا في الأسواق. تأتي هذه التطويرات بالتزامن مع ارتفاع الإيرادات المالية للدولة مع صعود برميل النفط، وذلك بلا شك سيسهم في سرعة الوصول للتوازن المالي ويعزز من الصرف على البنية التحتية وضخ الأموال في قطاع المقاولات والانشاءات، والذي بدوره يغذي الاستثمارات العقارية هذا مع الأخذ بالاعتبار بالفرص القادمة من وزارة الإسكان، إذ أطلقت الوزارة مبادرات جديدة للخدمات الاسكانية تشمل باقات تمويلية لشراء الأراضي وبنائها او حتى المشاركة في شراء وحدات مجزأة قد تكون بداية لطرح خيارات استثمارية متنوعة، مع التوسع في دائرة المستفيدين بعد أن كانت مقتصرة على خدمة مزايا السكني الذي كان الخيار الأول لاندفاع أغلب المستثمرين في الفترة السابقة عبر تقسيم الأراضي وتطويرها، والتي تبدو أنها على وشك التغيير مع وجود تحديثات في الاشتراطات التنظيمية للتعمير بمختلف التصنيفات من قبل هيئة التخطيط والتطوير. ترافقت هذه الفرص مع إضافة المستجدات للخطط السياحية مع التوجه الحكومي لتخصيص ميزانيات ضخمة لمشاريع تستهدف استقطاب الزوار، من خلال خلق أجواء ترفيهية في المسارح المفتوحة والمهرجانات المتنوعة، أو تطوير البنى التحتية للمناطق التراثية القديمة، أو افتتاح مراكز حديثة واسعة للمؤتمرات والمعارض العالمية، وحريٌ بنا أن نأخذ في الاعتبار التخطيط البعيد المدى للنمو العمراني القادم والخطط التنموية الكبرى للمدن التوسعية والجزر المزمع إنشاؤها والتي سوف تضاعف المساحات بشكل كبير، وتعيد رسم الخريطة الاستثمارية في البحرين، إذ ترافقها مشاريع ضخمة في البنية التحتية كمشروع المترو وجسر الملك حمد. كل هذه الفرص تجعل المستثمر يراقب للتطورات المقبلة، خاصة أن سوقنا العقاري المحلي يتميز بعدم تعرضه للهبوط والصعود الحاد في القيمة وكمية التداول في فترات قصيرة، مهما كانت المسببات أو قفزات أسعار المواد. وأختم حديثي بالتفاؤل بالمستقبل القادم، رغم عدم وضوح الملامح النهائية من المؤشرات المتقلبة السابقة، إلا أنني أؤمن بأن الفرص لا تخلو من التحديات، ولاقتناصها لا بد من عمل دراسة وافية وتحليل مفصل للمعطيات القادمة مع التنبؤ بجميع الاحتمالات الواردة قبل اتخاذ القرارات والانخراط في المشاريع، مع الحذر التام بألا تنقلب أحلام الأرباح الوردية الى كوابيس من الخطوات المتعثرة. *المدير التنفيذي لشركة راكوون للخدمات
مشاركة :