السعودية وسيط فعال لحل الأزمة الأوکرانية

  • 6/11/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لفتت المملكة العربية السعودية أنظار العالم إليها بقوة في تصديها للمشكلات والأزمات الحاصلة على مختلف الأصعدة، وبرزت كقوة عظمى سياسية اقتصادية فكرية لها دورها وتأثيرها المهم، ولاسيما من حيث تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة والاحتكام للحلول السلمية من خلال جعل القانون الدولي مناراً وحكماً في ذلك، وعلاوة على ذلك فإن السعودية حرصت دائماً في تسخير جهودها السياسية للتوافق والتقريب بين الأطراف المتخالفة، مع التزامها الحياد وعدم انحيازها لطرف على حساب طرف آخر. مساع سعودية حثيثة لحل الأزمة الأكرانية بطرق سلمية لو تأملنا في الأزمة الأوكرانية وفي جانبي الصراع فيها، والاصطفاف الدولي الحاصل جراء ذلك مع طرفي النزاع، فإنها ومن دون شك تبدو واحدة من أخطر الأزمات التي واجهت العالم في الألفية الجديدة، خصوصاً أنها بسبب جذورها التاريخية وآثارها وتداعياتها المعاصرة والاحتمالات الواردة بشأن تطورها من حرب ومواجهة بين دولتين إلى حرب عالمية، قد تأكل الأخضر واليابس، فإن جهود ومساعي التوسط بين البلدين المتحاربين قد طرحت من جانب دول عديدة، ومن بينها المملكة العربية السعودية، وقد لفت الدور السعودي بهذا الصدد الأنظار الدولية إليه بقوة لأسباب متباينة، من أهمها أن السعودية قد أثبتت دورها الإيجابي البناء والجاد من أجل المحافظة على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. سياسة المملكة القائمة على الحياد وعدم الانحياز أهلها لتكون وسيطاً دولياً فاعلاً ومعتبراً. لاشك أن الدور السعودي كان دائماً مشهوداً له بالتأثير والفعالية على الدوام وجرى الاعتداد به، لكنه وخلال العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، قد لفت الأنظار إليه أكثر من أي وقت مضى، وبشكل خاص بعد أن دخلت السعودية عهداً سياسياً ـ اقتصادياً ـ اجتماعياً ـ فكرياً غير مسبوق، لاسيما بعد أن بدأ العمل من أجل تحقيق "رؤية 2030" على أرض الواقع، وما تبعها من خطوات سياسية وفكرية واجتماعية أعطت انطباعاً كاملاً بأن السعودية في طريقها لتأخذ موقعاً ومكانةً دوليةً متميزة تضعها في مصاف الدول المتقدمة، ولا ريب من أن أي طرف دولي يقوم بجهود الوساطة من أجل حل ومعالجة أية أزمة، فإنه يتم تقييم دوره من خلال مكانته وقوته الاعتبارية، وإن السعودية عندما يتم طرحها كطرف دولي وسيط ومحايد من أجل العمل على التوصل لحل سياسي للأزمة الأوكرانية، فإنها ومن دون أدنى شك سيجري تقييمها وفق ما قد أسلفنا. والميزة الأخرى التي تمنح للدور السعودي قوة وتأثيراً للعمل كوسيط محايد بين روسيا وأوكرانيا، كونها وعلى الرغم من علاقاتها السياسية والاقتصادية القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص ودول الاتحاد الأوربي بشكل عام، لكنها مع ذلك التزمت خطاً حيادياً في الأزمة الأوكرانية، وإن روسيا قد أشادت لأكثر من مرة بذلك، مع أننا يجب أن ننبه إلى أن قوة الموقف السعودي في الأزمة الأوكرانية والتي كان هناك من يعتقد بأنه سينحاز للغرب، لكن وبسبب الخط العام للنهج السعودي الرصين والمنطقي وبشكل خاص خلال العهد الحالي فقد كان الموقف تاريخياً بحق وستذكره الأجيال المختلفة بفخر. أمين عام المجلس الإسلامي العربي

مشاركة :