تلعب المتاحف في المغرب، كما في باقي دول العالم، دوراً مهماً في تقريب الشعوب والأمم وتسليط الضوء على ماضيها البعيد أمام الزوار لتعريفهم بتاريخ الإنسانية والحضارات القديمة. ومن المتاحف التي شُيِّدت في المغرب منذ عقودٍ طويلة، متحف تطوان الأثري الذي يُعتبر من أهم المعالم في المدينة وأحد أهم المتاحف العريقة في شمالي أفريقيا. وثائق يقع متحف تطوان للآثار وسط حديقة مصممة وفق الطراز الكلاسيكي المعروف في الحدائق الأندلسية، ويمكِّن الزوار من التعرف على بقايا أثرية غنية ومتنوعة، تتكوَّن من مجموعات مهمة من الخزف والفسيفساء والنقوش والنصب التذكارية، وأجزاء هندسية ومنحوتات من البرونز والمرمر، وحلي كانت تتزين بها النساء ونقود ووثائق عتيقة. ويعرض المتحف أدوات حجرية وبقايا حيوانية وإنسانية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، عُثر عليها في مواقع محلية مثل مغارة «الغار الكحل»، وكهف يقع تحت الغار، وأودية «مارتيل» و«أمزورة» و«تامودا» و«ليكسوس» و«زليل» و«طنجيس» و«القصر الصغير». فينوس وأدونيس وفي قاعة الفسيفساء، تُعرض بعض القطع الرومانية المؤرَّخة، والتي تحمل تاريخ القرن الثاني بعد الميلاد، وهي مكتشفة بموقع ليكسوس الأثري في واحد من أشهر المنازل، والمعروف بمنزل مارس وريا سلفيا. وتُعرض في القاعة نفسها قطعة من الفسيفساء تصوِّر تمثالَي فينوس وأدونيس. وهنا يمكن للزائر أن يكتشف قطعاً أثرية عُثر عليها في شمال غربي المغرب وفي مدينة تطوان ومحيطها، ويتأمل بعض الأدوات الحجرية والعظمية التي يعود تاريخها إلى حضارات ما قبل التاريخ. ويقدم المتحف لزواره أدوات ومشغولات كانت تُستعمل في الحياة اليومية للإنسان القديم بينها: فوانيس خزفية، أزرار عظمية، خناجر، أواني خزفية، مرايا برونزية، وقطع من النقود القديمة التي عُثر عليها في المدن الرومانية شمالي أفريقيا. عام 1939 ويقول الباحث في الآثار علي تفاسكا: إن متحف تطوان هو من أقدم المتاحف في المغرب، لأنه يؤرِّخ لحقبات قديمة ومتنوعة من تاريخ المغرب والحضارات الرومانية والأشولية والبونيقية. ولا يمكن للدارس أن يتعرف على تاريخ شمالي أفريقيا القديم، من دون أن يزور متحف تطوان للتزود بمعلومات تفيده. ويذكر المرشد السياحي أحمد الوادي أن متحف تطوان للآثار، الذي شُيِّد عام 1939، هو أهم معلم يقصده السائح الأوروبي والآسيوي والأميركي لما يقدمه من قطع نادرة تعود إلى عهود ما قبل التاريخ وحضارات متنوعة.
مشاركة :