المناطق_وكالات حذر استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، من وصول سمنة الأطفال إلى 9.3% في سن الدراسة، مشيراً إلى هذه النسبة تدعو للقلق، داعياً إلى مضاعفة الجهود التوعوية حتى لا تتوسع دائرة زيادة الوزن بين الأطفال في سن الدراسة، منوهاً إلى أنه تقع على عاتق الأسرة مسؤولية كبرى للتوعية المبكرة بخطر السمنة لدى الأطفال لتفادي مضاعفاتها السلبية عليهم مستقبلاً. وأشار إلى أن من بين أسباب انتشار السمنة في المجتمع العوامل الوراثية وقلة النشاط الرياضي والنظام الغذائي غير الصحي، إذ لعبت عادات أكل الطفل وكذلك نوعية الأغذية التي يتناولها دوراً في حدوث البدانة المفرطة، فعلى سبيل المثال أكل كميات مفرطة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من الأطعمة الصحية والأكل أثناء مشاهدة التلفزيون. وأوضح: “خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل قد جعلت الأمر أسوأ لأن ذلك شجع الأطفال على تناول الأطعمة غير الصحية، بجانب إلغاء عادة الفطور يوميًا بسبب ضيق الوقت قبل المدرسة والأكل غير المنتظم كماً ونوعاً أي استبدال الوجبات الثلاث بأخرى عديدة متفرقة خلال النهار والتي لا تحتوي على مكونات مغذية بقدر احتوائها على الدهون والسكر”. وأضاف: “خلال السنوات الأخيرة انتشرت السمنة بشكل كبير بين فئات الأطفال والبالغين والمراهقين والشباب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مجتمعنا الغالي، ما أدى لزيادة ظهور السكري من النمط الثاني لدى هذه الفئات العمرية، والمؤشرات الرقمية مخيفة، ويرجع السبب الأساس لذلك لانتشار السمنة. وتابع: “الوقاية من السمنة عند الأطفال تكون من خلال الحرص على تعديل النظام الغذائي للطفل واتباع النظام الصحي، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، ومنها الأكلات السريعة التي يتناولها الأطفال، والابتعاد عن تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، وتناول الفواكه والخضراوات بنسبة عالية على مدار اليوم، والتقليل من الجلوس أمام شاشات التلفاز والحاسوب على مدار اليوم، ومن المهم الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، والتي تقلل من السمنة وتساعد على الحفاظ على الجسم من التعرض إليها”. وقال “الأغا” إن ممارسة الرياضة مهما كانت نوعيتها بانتظام تزيد فرصة فقدان الوزن، كما أنه عند تقليل عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها الأطفال يتفاعل الجسم عن طريق إبطاء عملية التمثيل الغذائي لحرق سعرات حرارية أقل، ويمكن أن يساعد النشاط البدني اليومي على تسريع عملية التمثيل الغذائي، مما يعزز الوصول إلى وزن طبيعي أقل، فالمحافظة على 150 دقيقة رياضة في الأسبوع يساعد على حرق الدهون والسعرات الحرارية وبناء الكتلة العضلية وتقوية القلب والأوعية الدموية”. وتابع: “هناك تمارين مفيدة لحرق الدهون مثل الركض، لأنه يحرك كل أجزاء الجسم لكن يجب مراقبة معدل ضربات القلب أثناء الركض وحساب معدلها، وأيضًا السباحة التي تساهم في حرق الدهون وفقدان الكثير من السعرات الحرارية، وهناك رياضة المشي السريع، فذلك يساعد في التخلص من دهون الجسم وخاصة البطن، وركوب الدراجة، فذلك يساعد أيضًا على حرق الدهون بسرعة كبيرة وتعزيز صحة الجسم من عدة أمراض، كما أن ممارسة كرة القدم أو كرة السلة يساعد على حرق دهون كثيرة بالجسم”. وشدد “الأغا” على عدم تجاهل علاج أي طفل داخل الأسرة يعاني من السمنة، لأن استمرار زيادة الوزن لديه دون أي تدخل وتحكم ستشكل له مشكله مع مرور الأيام، لذا لابد أن يخضع للعلاج لدى طبيب التغذية العلاجية، إذ يتم وضع برنامج صحي وغذائي له بجانب ممارسة الرياضة. وكان مجلس شؤون الأسرة قد أوضح أن 59% هي نسبة انتشار السمنة بين السعوديين، وتصل بين الأطفال إلى 6%، وتبلغ عند الأطفال في سن الدراسة 9.3%.
مشاركة :