أكدت وزراء خارجية تونس والجزائر وليبيا اليوم (الجمعة) في ختام اجتماع تشاوري، على أهمية استقرار ليبيا لضمان أمن واستقرار المنطقة. وعقد وزراء خارجية تونس عثمان الجرندي، والجزائر رمطان لعمامرة، وليبيا نجلاء المنقوش، اليوم اجتماعا تشاوريا في تونس لمناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الأصعدة الثنائية ومتعددة الأطراف. وحظي الملف الليبي بأهمية لافتة خلال هذا الاجتماع الثلاثي. وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان وزعته في ساعة متأخرة من مساء اليوم، إن الملف الليبي "استأثر بحيز من التشاور" خلال الاجتماع. وبحسب البيان، أكد الوزراء الثلاثة "ضرورة المضي قدما نحو استكمال المسار السياسي في ليبيا وإجراء الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والرئاسية في كنف الوفاق الوطني بما يسهم في تركيز دعائم الأمن والاستقرار في الشقيقة ليبيا والمنطقة". وصدر في ختام هذا الاجتماع الثلاثي التشاوري، بيان مشترك، تضمن 19 نقطة، منها ثلاث نقاط حول الوضع في ليبيا. وأكد الوزراء الثلاثة في بيانهم على "أهمية استقرار ليبيا لضمان أمن واستقرار المنطقة عموما وعلى ضرورة استكمال المسار السياسي في كنف الوفاق والوحدة من خلال حوار ليبي- ليبي وحشد الجهود الوطنية لتحقيق المصالحة الوطنية". وشددوا على "أهمية الاستحقاقات الانتخابية لبناء مستقبل ليبيا في كنف الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية بما يساعدها على التفرغ لإعادة البناء والإعمار ويعيد لليبيا مكانتها الإقليمية كقطب اقتصادي ومالي، وبما من شأنه أن يسهم في الاندماج الاقتصادي لجميع دول المنطقة ويعزز الاستقرار الاقتصادي لدول الجوار ودعم الشراكات الاستراتيجية الاقتصادية على أساس المصالح المشتركة والمنافع الاقتصادية المتبادلة والتنمية المستدامة الشاملة". ويأتي هذا الاجتماع بينما تستعد العاصمة المصرية القاهرة لاستضافة اجتماعات اللجنة المشتركة المُشكلة من مجلسي النواب والدولة في ليبيا لعقد آخر جولاتها التشاورية في إطار جهود التوافق على القاعدة الدستورية التي ستجرى على ضوئها الانتخابات الليبية. ورحب الوزراء الثلاثة "بقرب استئناف اللجنة الدستورية المشتركة لأشغالها بالقاهرة، وشجعوا أعضاءها الممثلين لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على استغلال هذه الفرصة لبلورة التوافقات الضرورية بغية استكمال صياغة الأساس الدستوري الذي من شأنه تمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه السيادي في اختيار قادته وممثليه في أقرب وقت ممكن". وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، قد التقى في وقت سابق اليوم على حدة كل من وزير الخارجية الجزائري، الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وجدد الرئيس التونسي، خلال اجتماعه اليوم مع الوزيرة الليبية التأكيد على دعم بلاده للتوصل إلى حل سلمي ليبي-ليبي، ورفضها لأي محاولة لتقسيم ليبيا. وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشرته مساء اليوم في صفحتها الرسمية على (فيسبوك)، إن الرئيس سعيد، جدد خلال هذا اللقاء "التأكيد على موقف تونس الثابت من الأوضاع في ليبيا والقائم على دعم الحل السلمي الليبي-الليبي بعيدا عن التدخلات الخارجية والمتمسك بوحدة ليبيا". وشدد على أن "أمن ليبيا واستقرارها من أمن واستقرار تونس"، مؤكدا في نفس الوقت، على أن "تونس ترفض أي محاولة لتقسيم ليبيا". وبعد ذلك، عقد الرئيس التونسي اجتماعا مع وزيري الخارجية الجزائري والليبي، بحضور وزير الخارجية التونسي، حيث اطلع على نتائج الاجتماع الثلاثي التشاوري، بحسب بيان نشرته الرئاسة التونسية. وذكر البيان أن الرئيس قيس سعيد، جدد خلال هذا الاجتماع، "التأكيد على وحدة المصير، وعلى ثقته في قدرة الليبيين على إدارة شؤونهم بأنفسهم دون تدخلات خارجية". ودعا إلى "تكثيف التشاور من أجل مساعدة الأشقاء في ليبيا على التوصل إلى حل سياسي ليبي-ليبي يتيح الخروج من الوضع الدقيق الذي يمرّ به هذا البلد المجاور". وجاء عقد هذا الاجتماع الثلاثي في وقت تجرى فيه اتصالات مُتعددة لعقد مؤتمر حول ليبيا في إيطاليا يوم 22 يونيو الجاري من أجل الدفع بجهود الاستقرار في ليبيا، وذلك بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى مصر وتركيا.■
مشاركة :