رعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله الرئيس التنفيذي لمؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الإنسانية، احتفاء جامعة أم القرى أمس بإنجازات كرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم، الذي نظمته بقاعة الملك فيصل بمقر لجامعة بالعابدية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله عضو مجلس أمناء المؤسسة، ومدير جامعة أم القرى د.بكري عساس ووكلاء الجامعة وأئمة الحرم المكي الشريف الشيخ د.خالد الغامدي والشيخ د.فيصل غزاوي وعميد كلية الدعوة وأصول وعمداء الكليات والعمادات وعبداللطيف السيف نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة والمشرف العام على الكرسي د.يحيى زمزمي. وفور وصول سموه لمقر الحفل زار ومرافقوه معرض الكرسي واستمعوا إلى شرح مفصل من د.زمزمي عن محتويات المعرض وإنجازاته. وألقى الدكتور عساس كلمة رحب فيها بالحضور وقال: قبلَ أربعِ سنواتٍ كان التوجيهُ المسدَّدُ من الملك عبدالله - رحمه الله -، بإنشاءِ ثلاثةِ كراسي للقرآنِ العظيمِ تحمِلُ اسمَهُ الكريمَ، وكان الشرفُ لجامعةِ أمِّ القُرى أنْ تحتضِنَ أحدَها، ثم كان لها السبقُ في التأسيسِ والدَّعمِ والإنشاءِ، وحَظِيَ الكرسيُّ برعايةِ وعنايةِ ثُلَّةٍ كريمةٍ من أئمةِ المسجدِ الحرامِ، وعلى رأسهم أستاذُ الكرسي الشيخ د.عبدالرحمن السديس، فكان التميُّزُ لهذا الكرسيِّ الذي توالتْ إنجازاتُهُ العلميةُ ومشاركاتُهُ الدوليةُ، ومشاريعُهُ العالمية. بعدها شاهد سموه والحضور فلما تعريفيا بالكرسي، كما قدم الدكتور يحيى زمزمي عرضا شاملا عن الكرسي تضمن بداياته والسنوات التي قطعها، إضافة إلى أهداف الكرسي التي يسعى لها من خلال تعاونه مع عدد من الجامعات والجهات، متطرقا إلى خطوات تأسيس الكرسي والمسارات العلمية له وأهم الإنجازات والإحصاءات للمستفيدين من الكرسي والمؤتمرات الدولية التي شارك بها كما تضمن العرض شرحا عن مشروعات الهدايات القرآنية المتضمنة إعداد موسوعة علمية عالمية في مجال الهدايات القرآنية يتم إنجازها من خلال رسائل أكاديمية لطلاب مرحلة الدكتوراه في شتى جامعات العالم وفق نظام المنح العلمية، يشارك بها 60 جامعة عالمية تتضمن 60 رسالة دكتوراه وتستمر فترة إعداد الموسوعة من 5 إلى 8 سنوات. ثم ألقى الأمير تركي بن عبدالله كلمةً أكد فيها أن مؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الإنسانية، تسعى بكل جهد لإكمال ما بدأه الملك عبدالله - رحمه الله -، من توجهٍ إنسانيٍ لهذه المؤسسة من خلال الأنشطة، التي أشرف عليها بنفسه، حيث أسس العديد من المؤسسات والجهات التي تخدم كل فئات المجتمع، متناولا سموه أبرز المحاور التي كرسها الملك عبدالله، في مقدمتها دعم جهود الحوار بين أتباع الحضارات والأديان وتشجيعها من خلال إقامة المراكز وإعداد البحوث والدراسات في سبيل ذلك، والتقريب بين المذاهب الإسلامية والحد من التفرقة والخصام وتعزيز القيم والأخلاق الإنسانية، فقد أُسس على يده - رحمه الله -، مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان، وتم أيضًا دعم مبادرة رسل السلام، إلى جانب تقديم كافة الخدمات لقطاع التعليم عبر إنشاء الجامعات والمعاهد والمدارس والمكتبات والمراكز التعليمية، التي تضم جميع التخصصات والتوجهات التي تخدم المجتمع المحلي والعالمي، ووصل العدد الإجمالي للجامعات الحكومية في عهده 25 جامعة من أبرزها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بالإضافة إلى الجامعات الأهلية كما ازدهر في عهده برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، بالإضافة إلى المشروعات التعليمية، التي تشمل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة. وتطرق سموه أيضا إلى ما قدمه الملك عبدالله - رحمه الله -، من أعمال في مجال القطاع الصحي عبر إنشاء المستشفيات والمصحات ودور العلاج وإدارة هذه الكيانات وتشغيلها، فقد أُسس مشروع صحي قائم حاليًا يهدف إلى رعاية مرضى الكلى عبر تخصيص ستة مراكز وزعت على بعض مناطق المملكة، إضافة إلى دعم التنمية الاقتصادية في المجتمع من خلال توفير الإسكان التنموي ودعم مشروعات التنمية في الزراعة والصناعة الحرفية والخدمات. وأضاف سموه: أن الملك عبدالله - رحمه الله -، حرص على التواجد وقت الأزمات في حالات الطوارئ وتقديم المساعدة الفورية للمتضررين، حيث تصدر المراكز الأولى عالميًا في دعم بعض الدول في آسيا وإفريقيا، والتي تضررت من الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وحروب وفقر دون تمييز عرقي أو ديني، وتخصيص الكراسي العلمية والبحثية لدعم العلوم والتقنية وبناء مراكز للأبحاث والتطوير، مثل كرسي الملك عبدالله لرصد الأهلة وأبحاث القمر ويأتي هذا الاهتمام الكبير من لدن الملك عبدالله بإيجاد تقويم إسلامي عالمي موحد. وتحدث الأمير تركي عن الخدمات الجليلة التي قدمها الملك عبدالله - يرحمه الله -، لخدمة الإسلام والمسلمين وفي مقدمتها توسعة الملك عبدالله للحرمين الشريفين من خلال بناء المساجد وإنشاء مراكز وكراسي البحوث الإسلامية ودعمها، فمن هذا المنطلق صدرت موافقة مقامه السامي الكريم على إنشاء كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم في كل من جامعة أم القرى بمكة المكرمة والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، بهدف تحقيق الريادة في تقديم الخدمات البحثية والاستشارية المتخصصة في مجال علوم القرآن الكريم داخل المملكة وخارجها، وبيان يُسر القرآن، وبركته، وإعجازه العلمي، وإيضاح رحمته للعالمين، موضحا أن هذه الإنجازات العظيمة لكرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم وعلومه التي أفادت علم القرآن الكريم، تعد مثالا حيا على دعم هذه الكراسي العلمية. واختتم كلمته، بشكر الدكتور بكري عساس، والشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، والدكتور يحيى زمزمي مشرف، ولكل من ساهم في هذا الإنجاز الذي تفخر به الأمة الإسلامية، المترجمة لاهتمامات حكومتنا الرشيدة - حفظها الله -، في رعاية القرآن الكريم. وقد انتهى الحفل بتكريم الجامعة للأمير تركي بن عبدالله بتسليمه درعا تذكاريا بهذه المناسبة، إضافة إلى تسليمه مجموعة من إصدارات كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة. المزيد من الصور :
مشاركة :