على الرغم من التأزم الحاصل بين إيران والمجتمع الدولي وسط تعثر المفاوضات النووية، رفض مبعوث روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، الافتراض بأن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مات. واعتبر أنه «لا يزال هناك وقت لإحياء الاتفاق»، مضيفا أن التوصل إلى توافق لا يزال ممكنا. إلى ذلك، قال في مقابلة مع شبكة «إيران إنترناشيونال» إنه لا يعتقد أن «طهران ستزيد تخصيب اليورانيوم إلى مستوى صنع أسلحة نووية في هذه المرحلة، ما لم يقم البعض باستفزازها للقيام ببعض الإجراءات الخطرة»، وفق تعبيره. كما زعم أوليانوف، الذي كان حاضرا خلال محادثات فيينا بوصفه رئيسا لفريق التفاوض الروسي، أن الخلافات بين إيران والقوى العالمية تم حلها بنسبة 99.9% في نهاية المحادثات. وأردف قائلا: «كنا على بعد 5 دقائق من خط النهاية في تلك المحادثات». إلى ذلك دان المبعوث الروسي القرار الانتقادي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، قائلا إنه «ضار وغير عقلاني في هذا الوقت الحرج، الذي لا تزال فيه نتيجة محادثات فيينا موضع تساؤل». يذكر أن محادثات فيينا التي انطلقت في أبريل 2021 من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي كانت توقفت منذ مارس الماضي، بعد تعثر حل عدد من الملفات. من جانب آخر مع تصاعد التوتر مؤخرا بين إيران والأسرة الدولية، يشتد الضغط على الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من أجل التوصل سريعا إلى خاتمة للمفاوضات مع طهران. فيما يجد بايدن نفسه أمام خيار صعب، ما بين تليين موقفه والمجازفة عندها بأن تتهمه المعارضة الجمهورية بالضعف حيال أحد ألد أعداء أمريكا قبل أشهر من الانتخابات التشريعية في نوفمبر، أو إعلان فشل الدبلوماسية والمخاطرة بإثارة أزمة كبرى في الشرق الأوسط بالتزامن مع النزاع الروسي الأوكراني. أمام هذا المشهد المعقد والخيارات الأكثر تعقيدا، تتقاطر الأسئلة حول الخيار الذي قد ينتهجه سيد البيت الأبيض. وفي السياق رأى علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية أن الأمور قد تسير في أي من الاتجاهين في المرحلة الراهنة. كما أضاف أن «التوتر الذي حصل في الأيام الماضية يمكن أن يدفع قادة طهران وواشنطن إلى الموافقة على التسوية المطروحة على الطاولة أو على العكس يثير دورة جديدة من التصعيد ستتفاقم حتما»، بحسب ما نقلت فرانس برس. في المقابل، تساءل بهنام بن طالبلو، الباحث في معهد الدفاع عن الديمقراطيات للدراسات الذي ينشط ضد الاتفاق النووي، إن كان كل التقدم الذي أحرزته طهران في الأشهر الأخيرة في المجال النووي «لا يكفي لحمل حكومة بايدن على تبديل موقفها، فما الذي تحتاج إليه أكثر من ذلك؟». وحض الرئيس الأمريكي على العودة إلى سياسة «الضغوط القصوى» المطبقة في عهد سلفه ولكن باعتماد «نسخة متعددة الأطراف». غير أن علي واعظ رأى في المقابل أن التوتر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثبت للطرفين أنه لا يمكن فعليا الاستمرار في الوضع القائم. وشدد دعما لرأيه على أن بايدن يواجه عدين عكسيين يشكلان ضغطا كبيرا عليه، فهو من جهة أمام العد العكسي الفني الذي يقرب طهران من امتلاك سلاح نووي والذي سيدفع الكونغرس الأمريكي إلى مطالبة الرئيس بتحرك أكثر حزما، ومن جهة أخرى أمام العد العكسي السياسي مع اقتراب الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية.
مشاركة :