التقى الرئيس التونسي قيس سعيد مساء الجمعة، بوزيرة الخارجية الليبية نجلاء منقوش. وأكد الرئيس التونسي خلال اللقاء، موقف بلاده الثابت من الأوضاع في ليبيا والقائم على دعم الحل السلمي الليبي - الليبي بعيداً عن التدخلات الخارجية. وأعرب عن استعداد بلاده الدائم للوقوف إلى جانب الأشقاء في ليبيا لدعم جهودهم من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تمكّن الشعب الليبي من التفرّغ لجهود التنمية والإعمار. وقدّمت وزيرة الخارجية الليبية من جانبها عرضاً حول آخر التطورات في بلادها، والجهود المبذولة من أجل إرساء حوار حقيقي جامع يمهّد لخطوات سياسية قادمة ويحمي البلاد من مخاطر التقسيم والتدخل الخارجي. ميدانياً، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين فجر السبت في العاصمة الليبية طرابلس في ظل أزمة سياسية كبيرة وحالة من الفوضى منذ أكثر من عقد. وسمع دوي إطلاق نار وانفجارات في أحياء عدة في طرابلس. وأظهرت صور نشرها الإعلام المحلي مدنيين في حال من الهلع وسط إطلاق نار في منطقة مزدحمة من العاصمة. واندلعت هذه الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين مؤثرتين في غرب ليبيا حسب وسائل إعلام محلية. ولم تتوافر حتى الآن أي حصيلة لهذه الاشتباكات التي لم تتضح أسبابها. بعد أكثر من عقد من الفوضى عقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، باتت في ليبيا منذ مطلع مارس حكومتان متنافستان، وهو وضع سبق أن شهدته بين عامي 2014 و2021، ولا مؤشرات حتى الآن إلى احتمال انفراج الأزمة السياسية قريبا. في فبراير 2022، عيّن البرلمان ومقره في شرق ليبيا وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا للوزراء، ويحظى البرلمان بدعم المشير خليفة حفتر الذي حاولت قواته السيطرة على العاصمة عام 2019. لكن باشاغا فشل حتى الآن في إطاحة حكومة عبدالمجيد الدبيبة التي كلفت مهمة أساسية هي تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في ديسمبر الماضي، وأدت الخلافات بين الفرقاء السياسيين، لا سيما على القانون الانتخابي، إلى تأجيلها إلى أجل غير مسمى، علما بأن المجتمع الدولي كان يعلّق عليها آمالا كبيرة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
مشاركة :