أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، أن بلاده حريصة على نجاح تونس واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام خيارات قيادتها وثقتها في قدرتها على خدمة مصلحة تونس في المرحلة القادمة.وجاءت كلمات الوزير الجزائري لدى لقائه أمس الأول مع الرئيس التونسي قيس سعيد في قصر قرطاج الرئاسي، عقب حديث أدلى به الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، وصف بأنه غير مسبوق، حينما قال «إن تونس تواجه مأزقا“.ووفق بيان نشرته الرئاسة التونسية، فإن العمامرة كان محملا برسالة خطية من الرئيس عبدالمجيد تبون موجهة للرئيس سعيد، وأشار أن الوزير أبرز اعتزاز الرئيس عبدالمجيد تبون بمستوى علاقات الأخوة والثقة والشراكة بين تونس والجزائر، وإيمانه بأن هذه العلاقات الاستراتيجية ستظل وطيدة وثابتة وسيتم تعزيزها في الفترة القادمة على عدّة مستويات. ونقلت الرئاسة عن سعيّد تأكيده عمق الشعور بالأخوة ووحدة المصير بين الشعبين الشقيقين يؤسس لمستقبل مشترك يقوم على مبادئ التضامن والتآزر والإيثار، ويدفع نحو مواصلة العمل سويا حتى تظل العلاقات التونسية الجزائرية متميّزة ونموذجية رغم المحاولات اليائسة للتشويش عليها.وأضافت أن الرئيس التونسي دعا من جهة أخرى إلى التسريع بعقد الاستحقاقات الثنائية وفي مقدمتها اللجنة الكبرى المشتركة، لمواصلة تطوير مختلف مجالات التعاون التونسي الجزائري، والارتقاء بالشراكة المتضامنة بين البلدين إلى أعلى المستويات.وأشارت الرئاسة التونسية إلى أنه تم أيضا خلال هذا اللقاء التطرق إلى جملة من المواضيع المتصلة بالتعاون الثنائي، لا سيما على مستوى تنقل الأشخاص بين البلدين، فضلا عن استعراض أهم الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدّمتها الملف الليبي.وكانت العلاقات الجزائرية التونسية قد دخلت في وقت سابق مرحلة عدم اليقين، عزاها دبلوماسيون ومحللون إلى قرارات الرئيس التونسي الأخيرة بمواجهة جماعات الإخوان بقوة. وتحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مؤخرا، من إيطاليا، عن ”مأزق تواجهه تونس“، مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى مساعدتها على الخروج منه، وبعد الإعلان عن إعادة فتح الحدود البرية التي أغلقت بين البلدين لدواع صحية في خضم تفشي فيروس كورونا عام 2020، ما زال الترقب يسود تجسيد هذا القرار عمليا، سيما أن تونس تراهن على السياح الجزائريين لإنعاش اقتصادها الذي يمر بأسوأ أزماته.
مشاركة :