في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات «الحوثي» الإرهابية المماطلة في اتخاذ خطوات فعلية على طريق إنهاء الحصار المضروب على مدينة تعز وفاءً بالتزاماتها بموجب الهدنة السارية في اليمن، تجددت التحذيرات الدولية من استمرار تردي الوضع الإنساني في هذا البلد، بفعل تبعات الانقلاب الذي نفذته العصابة «الحوثية» ضد الحكومة في خريف 2014. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن المستوى الحالي لانعدام الأمن الغذائي في اليمن، بلغ حداً غير مسبوق، بما يهدد الملايين من سكانه، وذلك على الرغم من الجهود المكثفة، التي تقوم بها اللجنة وغيرها من الوكالات الإغاثية المحلية والدولية، للتخفيف من معاناة اليمنيين المنكوبين بحكم الميليشيات الانقلابية. وأشار الصليب الأحمر في تقرير جديد بشأن الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، إلى أن أكثر من 16 مليوناً من أبنائه باتوا يعانون في الوقت الحاضر، انعدام الأمن الغذائي، جراء استمرار الحرب لتي شنتها الميليشيات والتي دخلت عامها الثامن على التوالي، بسبب تشبث العصابة «الحوثية» بمواقفها المتعنتة، التي أجهضت على مدار السنوات الماضية، كل المبادرات الرامية لحقن الدماء. وحذر التقرير، الذي نشرته اللجنة على موقعها الإلكتروني، من أن الظروف الشبيهة بالمجاعة عادت لتهدد للمرة الأولى منذ عامين مناطق يمنية مثل حجة وعمران والجوف، يعيش فيها قرابة 50 ألف شخص، وفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة. وبحسب الصليب الأحمر، يزيد عدد من وضعهم الإرهاب الحوثي على شفا المجاعة في مختلف أنحاء اليمن، على 5 ملايين شخص، أي نحو سُدس السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة. وقالت المنظمة، إن هذه المحنة تعود إلى تواصل الصراع الدموي في اليمن، وما يترتب عليه من تدهور للوضع الاقتصادي، بما جعل الكثير من الأُسر غير قادرة على إيجاد قوت يومها. وشدد التقرير على أن معدل سوء تغذية الأطفال في اليمن، لا يزال من أعلى المعدلات في العالم بأسره، مشيراً إلى أن 2.3 طفل يمني دون سن الخامسة، يحتاجون إلى تلقي العلاج جراء المعاناة من سوء التغذية الحاد، وهو ما يُضاف إلى مليون ومئتي ألف امرأة حامل، أصبحن في حاجة ماسة لتلقي الدعم لمواجهة المشكلة نفسها. ووفقاً لدراسة حديثة استشهد بها التقرير، يعاني نحو ثلث الأُسر اليمنية من مشكلات حادة في نظامها الغذائي، الذي أصبح من النادر أن يتضمن مكونات رئيسة، مثل الخضروات والفواكه ومنتجات اللحوم والألبان، وكذلك البقول.