تحقيق إخباري: اللغة الصينية مع محتوياتها الثقافية الوفيرة تجذب الكويتيين والأجانب في الكويت لتعلمها

  • 6/11/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

"لو كانت أمي هي السماء سأكون السحابة، ولو كانت أمي الغابة سأكون أنا العصفورة الصغيرة ، ولو كانت أمي المحيط سأكون القارب، وسأطفو على صدرها..." قرأت ريماس قاسم هذه الأبيات من الشعر الحديث باللغة الصينية، لتعبر عن حبها العميق لأمها خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة قراءة النصوص الصينية فرع دولة الكويت مساء يوم أمس (الجمعة). وحضر حوالي مائة من المتسابقين والمدرسين والطلاب والمسؤولين الصينيين الحفل الذي أقيم في المكتبة الوطنية الكويتية بمدينة الكويت أمس وتعد مسابقة قراءة النصوص الصينية فرع دولة الكويت جزءا من الدورة الخامسة لمسابقة قراءة الماندرين العالمية التي نظمتها مؤسسة تعليم اللغة والثقافة الصينية، وانطلقت منتصف مارس الماضي وستجري المسابقة النهائية لها عبر الإنترنت في يونيو الجاري، بهدف بناء منصة تواصل بين الشباب الصينيين المقيمين في الخارج وتوفير فرصة لإظهار قدراتهم اللغوية وحبهم للثقافة الصينية. وقال تشانغ جيان وي، السفير الصيني لدى الكويت، في كلمة ألقاها في الحفل إن اللغة الصينية هي من أقدم اللغات في العالم، ومن أكثر اللغات متحدثين بها في العالم، ومع التطور السريع للصين وتزايد نفوذها، تجذب اللغة الصينية مع محتوياتها الثقافية العميقة والغنية مزيدا من الأجانب للتعلم، حيث ظهرت موجة من تعلم اللغة الصينية في الدول العربية، معبرا عن أمله في نجاح تعلم اللغة الصينية في تعزيز التبادلات والتعاون بين الصين والكويت. وشارك في مسابقة قراءة النصوص الصينية فرع دولة الكويت برعاية مدرسة اللغة الصينية الكويتية، نحو 34 مشاركا ،تتراوح أعمارهم من 6 إلى 18 عاما وتم توزيعهم على أربع مجموعات ،هي مجموعة المدرسة ومجموعة الأطفال ومجموعة الشباب ومجموعة الأجانب. وقالت ريماس قاسم (13عاما) وهي الفائزة الثانية في مجموعة الأجانب في فرع الكويت، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في الحفل إنها بدأت دراسة اللغة الصينية التي تحبها كثيرا في مدرسة اللغة الصينية الكويتية في العام 2019 . وتابعت" الحضارة الصينية قديمة جدا وضاربة في عمق التاريخ كما أن جمال الصين وثقافتها هو ما دفعني لدراسة اللغة الصينية، بالإضافة إلى تطلعي لمعرفة المزيد عن تاريخ الصين وتاريخ تقنيات صناعة الورق التي تطورت هناك قبل آلاف السنين، كما أن جمال شكل الحروف أبهرني، فلكل حرف صيني رسم ومعنى مستقل وشكل جميل". وأعربت الفتاة التي ولدت في الكويت وجنسيتها الجزائر وتتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية عن أملها في الدراسة والعيش والعمل في الصين مستقبلا، حتى تكسب مزيدا من الأصدقاء الصينيين وتزور المدن المشهورة والسياحية وتطور مهاراتها اللغوية والعلمية في الصين. كما يدرس شقيقها الصغير محمد عبد الرحمن قاسم (9 أعوام) اللغة الصينية أيضا، وفاز بالمرتبة الخامسة في مجموعة الأجانب، واختار قراءة قصيدة من الشعرالصيني القديم بعنوان "الشوق في الليل الهادئ" من تأليف الشاعر المشهور لي باي الذي ينتمي إلى أسرة تانغ الإمبراطورية . وقرأ محمد عبد الرحمن قاسم " أنظر إلى القمر الساطع في السماء، ثم أشتاق الى مسقط رأسي" وتتكون القصيدة من 20 حرفا صينيا فقط، لكن محمد عبد الرحمن بذل قصارى جهده من خلال تمرينات في المنزل حتى يتمكن من نطق القصيدة بشكل صحيح وواضح . وقال محمد عبد الرحمن قاسم لـ ((شينخوا)) "اخترت هذا الشعر القديم لأنه يعبر عن اشتياقي لوطني وبيتي وأريد دراسة اللغة الصينية حتى أتعرف على ثقافة وتاريخ الصين وأتابع جديد التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية هناك". وقالت مديرة مدرسة اللغة الصينية الكويتية شن هوي لـ ((شينخوا)) مساء يوم أمس على هامش الحفل إن الطلاب الصينيين والأجانب المشاركين في المسابقة أظهروا روحا إيجابية، كما أبرزوا حبهم لوطنهم وعائلاتهم والثقافة الصينية، والمسابقة أفادتهم كثيرا ، حيث عززت مهاراتهم في التعبير اللغوي الصيني ورفعت ثقتهم في دراسة اللغة الصينية وزادت اهتمامهم بالثقافة الصينية. وأضافت "نأمل أيضا في أن توفر المسابقة فرصة جيدة للمزيد من المراهقين والأطفال المحليين لتعلم اللغة الصينية وفهمها ومعرفة المزيد من الآداب والتاريخ والثقافة الصينية وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين والشعبين". وقالت الطالبة الكويتية فاطمة علي، (18 عاما)، التي تدرس التمريض في جامعة الكويت وحصلت على جائزة في المسابقة لـ ((شينخوا)) إنها بدأت دراسة اللغة الصينية في 2020 بعد أن تأثرت بمسلسل "الجامحون" الصيني، وهو مسلسل خيالي مع الأزياء القديمة ويعد من أكثر المسلسلات شيوعا في الصين في عام 2019 وشاهدته على قناة تليفزيونية إلكترونية. وتطمح فاطمة بتشجيع من والديها إلى إكمال دراستها في العاصمة الصينية بكين والحصول على شهادة معتمدة في التمريض واللغة الصينية، قائلة إن ما يحفزها على هذا التوجه هو أن الشعب الصيني متواضع وغير عنصري ويحب الثقافة والتكنولوجيا وللتعليم. ومن جهتها، قالت زرناز دشتي، (17 عاما)، التي ولدت لأب كويتي وأم صينية لـ ((شينخوا)) إنها بدأت تعلم اللغة الصينية منذ صغرها، ومستمرة في ذلك حتى تتعرف أكثر على ثقافة والدتها. وأضافت"معرفة اللغة تسهل علي كثيرا التعرف على الثقافة الصينية العريقة وتاريخ البلد"، وتعشق زرنار الأدب الصيني وخاصة الشعر، وقالت إن حبها لسبر أغوار الشعر الصيني القديم والحديث هو ما يدفعها لمواصلة تعلم اللغة .

مشاركة :