مكتب الإفتاء بسلطنة عُمان: أساليب المتطرفين تطورت بصورة لم نعرفها من قبل

  • 12/17/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ أحمد بن سعود السيابي، أمين عام مكتب الإفتاء بسلطنة عُمان، إن أساليب المتطرفين تطورت بصورة لم نعرفها من قبل، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في مؤتمر تأسيس الأمانة العامة لهيئات الإفتاء في العالم بمصر، أن الفتاوى التكفيرية والشاذة هي أساس المشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي الآن، وأن تشكيل تجمع عالمي للإفتاء بمصر، يهدف إلى حصار ظاهرة تصدي غير المؤهلين للفتوى وتفكيك مصدرها من البداية. وعقدت دار الإفتاء المصرية مساء أول من أمس، اجتماعا مغلقا مع 25 مفتيا وعالما من عدد من الدول من بينها الإمارات وسلطنة عُمان والسعودية ونيجيريا، لمناقشة وإقرار اللائحة التنفيذية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والتي جاء إنشاؤها كأول تنفيذ لتوصيات المؤتمر العالمي للإفتاء الذي عقدته الدار في أغسطس (آب) الماضي برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ولفت الشيخ السيابي إلى أنه كان لا بد من الالتفاف سويا كمفتيين لتأسيس أمانة عامة للإفتاء للبحث عن مخرج للمشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي والمتمثلة في إصدار الفتاوى الشاذة والتكفيرية. وأضاف: «حاولنا جاهدين التصدي لكل المندسين في مجال الفتوى»، مؤكدا أن تشكيل أمانة عامة لدور الإفتاء لتكون منظمة دولية متخصصة تقوم بالتنسيق بين الجهات العاملة في مجال الإفتاء في جميع أنحاء العالم، بهدف نشر وسطية الإسلام وسماحته ورفع كفاءة الأداء الإفتائي لهذه الجهات كُلا في بلده بزيادة فاعليتها في مجتمعاتها، فضلا على التنسيق بين دور الإفتاء لبناء تكتل إفتائي وسطي علمي منهجي، يمثل سمات الشخصية الإسلامية في الاعتدال ويعمل على التصدي لغير المؤهلين للإفتاء، ومن ثم القضاء على هذه الظاهرة من خلال ابتكار حلول غير تقليدية للتعامل معها وتفكيك مصدرها من البداية بتجمع عالمي في الإفتاء. وتابع بقوله: إن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم سوف تعمل على بناء استراتيجيات مشتركة بين دور وهيئات الإفتاء، لطرح خطاب إفتائي علمي متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، لمواجهة التطرف في الفتوى، فضلا عن وضع معايير لوظيفة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى مما يسهم في ضبط الإفتاء، وتعزيز التعاون المثمر بين دور وهيئات الإفتاء في العالم بالوسائل الممكنة، وبناء الكفاءات الإفتائية وتأهيلهم من خلال تراكم للخبرات المتنوعة للدول الأعضاء. وأضاف الشيخ السيابي أن مشكلات التطرف والإرهاب التي زادت بصورة مبالغ فيها من حيث نوعيته وأساليبه بطريقة لا يعرفها الإسلام من قبل، مشيرا إلى مشاهد وصور الفظاعة في ارتكاب الجرائم والغلظة في إصدار الأحكام على المسالمين التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة. وقال الشيخ أحمد بن سعود السيابي: إن الفتوى بطبيعتها فيها مرونة، بحيث تتغير بتغير الزمان والمكان فلكل مجتمع خصوصيته، بحيث لا يأتي مفت من بلد معين ليفتي في دولة أخرى حتى لا يحدث تضارب في الفتاوى. كما أوضح أن الارتقاء بالفتوى يحدث بتكاتف العلماء ورجال الدين في توضيح مصادر الفتوى وتوقيتها والقائم عليها، فضلا عن بيان خطورة الفتوى على الأفراد والمجتمعات وانعكاس تأثيرها على مصالح البلاد والعباد في العيش بمستوى راق يقدر قيمة الإنسان، حتى تكون الفتوى أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية. وعن كيفية وقف إراقة الدماء في الدول الإسلامية، قال السيابي «بداياتها قد تكون لها خلفيات وتدخلات خارجية، لكن إيقافها يتوقف على الدول والمجتمعات، وربما على الفكر نفسه - إن صدقنا التعبير، وعن الحوار بين الجميع»، لافتا إلى أنه على علماء الأمة التعاون لبيان حقيقة الإسلام الذي ينبذ العنف والتطرف ويدعو إلى التسامح. وأضاف: لا بد أن يحترم كل واحد مذهب الآخر ويحترم دينه، فالاختلاف قد يحدث، وحدث بالفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن كل شخص كان يعرف حدوده بشكل طيب (...) فالخلاف في الرأي مقبول.

مشاركة :