أكد العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أنه تم إعداد تقرير بالخروقات التي قادها الحوثيون للهدنة المتفق عليها أثناء علميات المباحثات في جنيف، مضيفا أنه تم إحاطة الأمم المتحدة والدول المعنية برعاية المباحثات في جنيف بتلك التجاوزات. وقال عسيري إن الاختراقات للهدنة في اليمن بدأت من جانب الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح منذ الساعات الأولى لإعلان الهدنة، مؤكدًا أن قيادة التحالف ترصد هذا النوع من الاختراقات وتم الرد عليها. ولفت الانتباه إلى أن الاختراقات كانت على الحدود السعودية وفي داخل الأراضي اليمنية، مشيرًا إلى أنه تم إعداد تقرير بذلك، وأحيطت الأمم المتحدة والدول المعنية برعاية المباحثات في جنيف. وأضاف أن قيادة التحالف تعي أن هذه المرحلة مهمة وخطيرة لإيجاد حل سلمي، ولكنْ لديها التزام عسكري بأنه إذا حدث خروقات فسيتم الرد عليها. وعن مراحل عملية «إعادة الأمل»، أوضح العميد العسيري أن العملية تشتمل على ثلاثة مناحٍ، عسكرية وسياسية وإغاثية، ففي الجانب العسكري أنجزت أهدافا كبيرة، وفي الجانب السياسي يتضح ذلك من خلال وجود الحكومة اليمنية في عدن وإدارة أمور البلاد، وفي ما يخص الجانب الإغاثي والإنساني يتضح من خلال الجهود الكبيرة لمركز الملك سلمان للإغاثة، كما نشرت الأمم المتحدة تقريرًا عن وصول كميات كبيرة من المواد الإغاثية. وأكد العميد العسيري في ختام تصريحه أن قيادة التحالف ترى أن الهدف الاستراتيجي يرتكز حول أمن وسلامة اليمن بشكل أساسي بعيدًا عن الأهداف المرحلية. من جانب آخر، أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها أمس «استشهاد» وكيل الرقيب أحمد المبطي من منسوبي القوات البرية أثناء أدائه واجب الدفاع عن حدود السعودية من المتمردين المعتدين، على الحد الجنوبي بقطاع نجران. من جهته رد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن على خروقات الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين لعملية وقف إطلاق النار لليوم الثاني على التوالي، بعد أن نفد صبر القيادات العسكرية، وتعرض جنود من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لإصابات متنوعة في عدد من الجبهات جراء القصف المكثف والعشوائي بصواريخ الكاتيوشا على ثكنات الجنود. وشهدت المناطق الممتدة ما بين ميناء ميدي وسواحل مديرية اللحية في محافظة الحديدة معارك عنيفة يقودها العميد ركن عادل القميري، والعميد ركن ناصر الشقيمي، لطرد جيوب الحرس الجمهوري والحوثيين، الذي انتهكوا الهدنة، وحاولوا التقدم في اتجاه نحو منطقة الطوال الحدودية مع السعودية. وذكرت مصادر عسكرية أن قوات من الجيش الوطني اليمني وصلت إلى الميناء معززة بآليات حربية متطورة وكاسحات ألغام، لدعم القوات الموجودة في المواجهات العسكرية الدائرة الآن، التي تسيطر على غالبية تلك المناطق في ميدي، وحرض بمحافظة حجة، في حين يتوقع بحسب المصادر أن تنتهي المعارك وطرد الحوثيين خلال الساعات المقبلة. ومن أبرز الخروقات للحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين لعملية وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه قوات التحالف أول من أمس، قصف الدبابات التابعة للحرس الجمهوري لـ«جبل جرة ووادي القاضي والمناخ»، إضافة إلى قصف طريق صبر الذي يمر عبر ثلاث مديريات (مديرية صبر الموادم، ومديرية المسراخ، ومديرية مشرعة وعدنان) ويعد من المواقع العسكرية الاستراتيجية. وقصف الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح وميليشيا الحوثيين المتركزين في جامعة تعز بقصف حي صينه غرب المدينة بمدافع الهاون، وذكر شهود عيان أن هناك قتلى وإصابات جراء هذا القصف، بينما علق خبراء سياسيون أن الحرس الجمهوري والميليشيا ينتابها الآن حالة من الهستيريا من خلال قصفها العشوائي، وهو رد فعل على خسائرهم وهزائمهم في الفترة الماضية. وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 ميكا، وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التزما بتنفيذ عملية إطلاق النار التي أعلن عنها، إلا أن الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح وميليشيا الحوثيين لم يحترموا هذا الوقف، فبدأوا باختراق فاضح على الجبهات كافة، من مساء يوم الثلاثاء، ولكن الجيش قام بضبط النفس ولم يرد على هذه الانتهاكات». وأضاف العميد الصبيحي أن «استمرار خرق هذا الوقف استمر لساعات وبشكل عشوائي، حتى الساعة السابعة من مساء نفس اليوم، وعلى قواعد عسكرية تابعة للجيش الوطني، نتج عنها إصابات في صفوف الجند، الأمر الذي تطلب الرد حتى يرى العدو أن الجيش قادر على الرد وبطريقة قوية، تحديدا في المنطقة الواقعة ما بين الشريجة وكريش»، لافتا إلى أن الجيش الوطني جاهز للرد والدفاع عن المدني إن لم تلتزم الميليشيا ببنود وقف إطلاق النار. وحول المعارك الدائرة في ميناء ميدي وسواحل مديرية اللحية، أكد العميد الصبيحي أن الجيش الوطني وبدعم من قوات الحالف العربي الذي تقوده السعودية يخوض معارك متعددة لطرد آخر جيوب الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين في منطقة الطوال وميناء ميدي، بعد قامت الجيوب بالدخول إلى هذه المواقع، موضحا أن عملية التطير لن تستغرق وقتا لطرد هذه الجيوب. وبالعود إلى اختراق الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين لعملة وقف إطلاق النار، بدأت الميليشيا بتفعيل أعمالها العسكرية في كل اتجاه، من الساعات الأولى لصباح أمس الأربعاء، وخاضت المقاومة الشعبية مواجهة عنيفة مع الميليشيا في منطقة الدحي، في الجبهة الغربية، بينما قصفت ميليشيا الحوثيين بشكل عشوائي عددا من القرى والمدن، التي وصفت من قبل سكان المنطقة بأنها «الهدنة الطاحنة في تعز» واستغلتها الميليشيا لتنفيذ عمليات عسكرية دون رادع، الأمر الذي نتج عنه كثير من الإصابات البالغة بين المدنيين الذين ينقلون إلى المستشفيات التي تعاني نقصا حادا في المستلزمات الطبية. واستعادت المقاومة الشعبية، بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثيين وصالح، السيطرة على تبة الخوعة غرب تعز، التي كانت تسيطر عليها الميليشيا، بينما نجا مدير عام الأراضي بالحديدة من محاولة اغتيال تعرض لها أمس، بعد إلقاء مجهولين قنبلة يدوية على سيارته أمام حديقة الشعب بالحديدة.
مشاركة :