اكتشف باحثون في «جامعة أبردين» الأسكتلندية أن تغييرات معينة في مناطق بمخ الإنسان مرتبطة بالعاطفة تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة «تاكوتسوبو»، التي تُعرف أحيانًا بمتلازمة «القلب المنكسر»، بحسب ما نشره موقع «نيوروساينس» Neuroscience News. كما كشفت نتائج الدراسة، التي قُدمت في المؤتمر المئوي لجمعية القلب والأوعية الدموية البريطانية في مانشستر، عن تغيرات في مستوى نشاط الدماغ في المناطق المعروفة بأنها تتحكم في ضربات القلب. قصور حاد في القلب إن متلازمة «تاكوتسوبو» هي شكل مفاجئ من قصور حاد في القلب يُقدر الملايين حول العالم سنويًا ويُلاحظ بشكل رئيسي في النساء بعد انقطاع الطمث. يمكن أن تسبب المتلازمة نفس أعراض النوبة القلبية، وعلى الرغم من عدم انسداد الشرايين المؤدية إلى القلب، فإنها تهدد بمخاطر حدوث مضاعفات مماثلة لنوبة قلبية فعلية. ولم يتم فهم أسباب متلازمة «تاكوتسوبو» بشكل كامل حتى الآن، ولكن عادة ما تحدث بسبب الإجهاد العاطفي أو الجسدي مثل فقدان أحد الأحباء، ولهذا السبب يطلق عليها اسم متلازمة القلب المكسور. وقال دكتور هلال خان، أستاذ زميل في الأبحاث السريرية بـ»جامعة أبردين»: «منذ سنوات، عرفنا أن هناك صلة بين الدماغ والقلب، لكن ظل الدور، الذي يلعبه الدماغ في متلازمة تاكوتسوبو، لغزا. ولأول مرة تم الكشف عن تغييرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في القلب والعواطف». وأضاف بروفيسور خان أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت التغييرات تسبب متلازمة «تاكوتسوبو» أم تحدث مصاحبة للمتلازمة، معربًا عن أمله وفريقه البحثي في التمكن من خلال المزيد من البحث من تحديد العلاجات الأكثر فعالية. وأن يتم بالفعل استكشاف تأثير إعادة تأهيل القلب والعلاج النفسي على بنية ووظيفة الدماغ بعد متلازمة «القلب المكسور» لتحسين رعاية هؤلاء المرضى في نهاية المطاف». فيما تعتبر الدراسة الأكثر تفصيلاً من نوعها، فحص العلماء أدمغة 25 مريضًا عانوا من نوبة «تاكوتسوبو» في الأيام الخمسة السابقة. واستخدموا فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لقياس حجم الدماغ ومساحة السطح وإشارات الاتصال بين مناطق مختلفة من الدماغ. ثم تم مقارنة النتائج مع مرضى التحكم، الذين تم مطابقتهم من حيث العمر والجنس والحالات الطبية الأخرى. المهاد واللوزة والجزرة اكتشف الباحثون أن هناك انخفاض في الاتصالات في المهاد واللوزة والجزرة والعقد القاعدية لمرضى «تاكوتسوبو»، مقارنة بالأشخاص الأصحاء، وهي مناطق من الدماغ تشارك في تنظيم الوظائف عالية المستوى مثل العواطف والتفكير واللغة واستجابات التوتر والتحكم في القلب. ولاحظ الباحثون أيضًا أن مناطق المهاد والجزرة في الدماغ كانت متضخمة، في حين أن الحجم الكلي للدماغ بما يشمل اللوزة وجذع الدماغ كان أصغر مقارنة بالأشخاص الأصحاء. ويخطط فريق الباحثين حاليًا لإجراء فحوصات متابعة بالرنين المغناطيسي على نفس المرضى لتتبع المسار الطبيعي لمتلازمة «تاكوتسوبو» في الدماغ. كما يعتزم الباحثون فحص أدمغة مرضى النوبات القلبية التقليدية على أمل تحديد ما إذا كانت متلازمة «تاكوتسوبو» تسبب تغيرات في الدماغ أو ما إذا كانت التغييرات تسبب متلازمة «تاكوتسوبو».
مشاركة :